الاجتماع المرتقب لمنتجى النفط فى أبريل المقبل وتوقعات بارتفاع تدريجى لأسعاره

الثلاثاء، 15 مارس 2016 10:13 م
الاجتماع المرتقب لمنتجى النفط فى أبريل المقبل وتوقعات بارتفاع تدريجى لأسعاره صورة أرشيفية - نفط
أ ش أ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على الرغم من تحذير تقارير اقتصادية دولية من الآثار السلبية للانخفاض الحالى فى أسعار النفط على الاقتصادات الوطنية لمنتجى ومصدرى النفط على المدى القصير والمتوسط، إلا أن الاجتماع المرتقب لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) فى منتصف أبريل المقبل بالدوحة، لمناقشة خطة لتجميد مستويات الإنتاج سعيا لدعم الأسعار، من شأنه أن يفتح آفاقا مستقبلية لعودة الارتفاع التدريجى لأسعار النفط.

وقد أبدت دول أخرى منتجة للنفط خارج منظمة أوبك استعدادها لتخفيض إنتاجها النفطى من أجل المساهمة فى تقليص الإنتاج حتى تتحسن الأسعار، إذ أعلن وزير النفط والغاز العمانى محمد الرمحى عن استعداد سلطنة عمان لخفض إنتاج النفط فى حال اتفقت الدول الأعضاء وغير الأعضاء فى منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) على تخفيض إنتاجه للحد من ارتفاع الأسعار، مؤكدا أن مبادرة عمان لخفض الإنتاج بنسبة تتراوح بين 5 و 10 % جادة لتحقيق السعر العادل لبرميل النفط، وقد لاقت المبادرة ترحيبا واسعا من دول مصدرة للنفط.

عوامل للتفاؤل

يمكن القول إنه فى ظل هذا الاجتماع المرتقب لمنظمة أوبك واستعداد الدول الأخرى لتخفيض الإنتاج، فإن ثمة توقعات بعودة الارتفاع التدريجى لأسعار النفط مستقبلا، فى ضوء عوامل عديدة أهمها ما يلى:

أولا:

أن إنتاج النفط الجديد (الصخرى فى الولايات المتحدة، والرملى فى كندا) لن يستطيع المنافسة والاستمرار فى الأجل الطويل فى ظل المستويات الراهنة لأسعار النفط، فقد أدى انخفاض أسعار النفط فى السوق العالمية إلى توجيه ضربة قاصمة للنفط الصخرى؛ وذلك لمجموعة أسباب منها: ارتفاع تكلفة إنتاج النفط الصخرى مقارنة بنفط أوبك التقليدى، وانخفاض عدد الحفارات التى تعمل فى هذا المجال، وارتفاع ديون شركات النفط الصخرى.

وقد أكدت إحدى التقارير الاقتصادية الآسيوية أنه سيكون المنتجون ذوو التكاليف العالية أول من سيتأثر سلبا بانخفاض أسعار النفط وخفض الإنتاج، وهو ما تحقق بالفعل فقد انخفض إنتاج آبار النفط الصخرى فى الولايات المتحدة الأمريكية، وانخفض أيضا الحفر بمعدل ملحوظ بلغ من60% إلى 70% منذ أكتوبر الماضى. بالإضافة إلى ذلك، خفضت أعداد كبيرة من الشركات المنتجة فى الولايات المتحدة حجم استثماراتها فى شركات النفط الصخرى.

علاوة على ما سبق، فإن الأضرار البيئية المترتبة على التوسع فى إنتاج النفط الصخرى، أثارت قلق المجتمع الدولى بسبب اعتماد هذه المصادر على التكسير الهيدروليكى؛ لأن له العديد من التأثيرات السلبية على الأراضى والموارد المائية، ونوعية الهواء وكذلك المجتمعات السكانية وملاك الأراضى.

وهذه المضار البيئية دفعت بعدد من الدول الأوروبية مثل فرنسا وألمانيا إلى حظر إنتاج النفط الصخرى تحت ضغط جمعيات حماية البيئة، لكن الخطر الأكبر يأتى من تشجع النشاط الزلزالى فى المناطق التى يستخرج منها النفط الصخري. بالإضافة إلى تزايد انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى وزيادة تلوث المصادر المائية وانبعاث غاز الميثان.

وفى هذه المرحلة المفصلية، يقف العالم على أعتاب تطور مثير فى إنتاج الطاقة، وذلك بفضل التطور التكنولوجى، فإذا ما تمكنت البلدان المتقدمة من حسم مواقفها مع المنظمات المدافعة عن البيئة، فإن التأثيرات فى صناعة الطاقة ستكون كبيرة، أما فى حالة ما تمكنت هذه المنظمات من عرقلة عملية التوسعات الإنتاجية، فإن النفط التقليدى سيعاود مكانته وترتفع أسعاره مرة أخرى.

والواضح أن منظمات أنصار البيئة أصبحت رقما انتخابيا مؤثرا فى البلدان الأوروبية لا يمكن تجاهله، وذلك بعد أن أصبحت طرفا رئيسيا فى التشكيلات الحكومية فى العديد من البلدان الأوروبية، فمواقف المؤيدين والمعارضين لإنتاج النفط والغاز الصخريين ستكون معقدة وطويلة على مستقبل إنتاج الغاز والنفط الصخريين وتأثيراتهما على الإمدادات والأسعار، أو كما يقول وزير الطاقة الأمريكى من أنهما سيغيران شكل تجارة الطاقة، وسيولدان تداعيات جيو- سياسية.

ثانيا:

أن الاجتماع المرتقب لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) فى منتصف أبريل المقبل بالدوحة، لمناقشة خطة لتجميد مستويات الإنتاج سعيا لدعم الأسعار، يمكن أن تتبعه مفاوضات غير معلنة لتنسيق إنتاج النفط، وهو الأمر الذى يمكن أن ينتهى لاتفاق عادل للتنسيق.

ثالثا:

تشير التوقعات والدراسات الاقتصادية المستقبلية إلى أن الاقتصاد العالمى سيخرج من مرحلة التباطؤ بعد الأزمة العالمية لعام 2008، إذ أنه بعد مرور نحو 8 سنوات منذ الأزمة، بدأت بعض الشواهد، خاصة فى الولايات المتحدة، تشير إلى تزايد احتمالات الخروج من هذه المرحلة، وهو الأمر الذى يمكن أن يسهم فى عودة أسعار النفط للارتفاع بصورة معتدلة.

رابعا:

أنه سيكون للتقدم التقنى فى مجالات مثل السيارات الكهربائية، وفى رفع كفاءة وتخفيض تكاليف إنتاج بدائل الطاقة الأحفورية آثار ملموسة على تحرك أسعار النفط خلال السنوات القادمة، باعتبار أن التغير فى العوامل المؤثرة على جانبى العرض والطلب فى سوق النفط لا يزال فى تطور مستمر.

ويبقى فى النهاية تأكيد خبراء الاقتصاد أن النفط العربى التقليدى ونفط أوبك سيبقى بعيدا عن تهديد النفط الصخري، ولن تشكل التطورات الجديدة فى إنتاج النفط الصخرى نهاية دور نفط الدول العربية فى صناعة النفط العالمية، وستعاود أسعار النفط ارتفاعها تدريجيا فى المستقبل المنظور القريب.


موضوعات :


- وزير الكهرباء: الخدمة فى الصيف ستكون أفضل من العام الماضى

- "بيع المصنوعات": افتتاح فرع دكرنس يوم الأحد بتكلفة 1.5 مليون جنيه









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة