نقلا عن العدد اليومى...
مع كل حدث أو واقعة أو قرار نحن أمام نوعية من المحللين لا تتغير وتصر على رأيها بصرف النظر عن ما يحدث. هم يطالبون بالشىء ونقيضه، ويقدمون تحليلات، وعندما يثبت خطؤها لا يتراجعون. ومعروف أن العمل السياسى هو آراء مختلفة وبدائل ونقاش عام، لكنه عندنا مجرد صراخ.. وربما أحد الأمثلة هو الآراء والتحليلات حول أزمة الدولار والسوق السوداء، فقد انخرطوا فى تحليلات داكنة، وبعضهم اعتبر الأمر نهاية العالم، وبعد قرارات تصحيحية تراجع الدولار وتوقف سعره، ثم إن البنك بناء على تقديرات، اتخذ قرارات استباقية حتى لا تتكرر مشكلة نقص العملة، حيث جعل البنوك هى مصدر الدولار، وليس السوق الموازية والمضاربين. وعليه فقد أصبح فرق السعر يذهب إلى البنك، وهو ما قلص من حجم المضاربة. والأمر يحتاج إلى خبراء يقدمون للناس تفسيرا ولا يكتفون بالكلام العام والأحكام النهائية. ونحن هنا لا نعارض أن يكون هناك أكثر من تفسير أو رأى، بشرط أن يستند صاحبه إلى معلومات وقواعد اقتصادية وليس فقط من رؤية أحادية.
كانت تصريحات خبراء الاقتصاد والمصارف واضحة فى أن ارتفاع الدولار أمام الجنيه له عوامل مختلفة، وأن الارتفاع ليس منطقيا ولا عادلا والدليل أن السعر الجنيه، ظل ثابتا أمام العملات الأخرى اليورو والعملات العربية والأجنبية الأخرى، وهو ما يشير إلى أزمة أو اتجاهات كانت تدفع إلى تأزيم، بل وهناك شهادات عن جهات وأطراف كانوا يشترون الدولار بأعلى من سعره فى الخارج، وهى سلوكيات تبدو ساذجة لأنها تؤدى لخسائر، فضلا عن أنها لا تمثل قدرة مستمرة، وإنما آخر تأثيرها أن تخلق أزمة عابرة يمكن علاجها كما جرى. هناك إمكانية لإجراءات تواجه الأخطار والأخطاء.
وفى الواقع نحن نقول هذا ليس فقط من أجل التعليق على أسعار الدولار، وإنما أيضا على عدد من الكتاب والسياسيين يواصلون خلال الأيام الأخيرة ضخ السواد والاكتئاب فى الناس، فى بعض وسائل الإعلام التى تشكل بعضها أبوابا خلفية لنشر شائعات، وتقارير وفيديوهات مفبركة الهدف منها فقط نشر اليأس والشعور بأنه لا فائدة.
بعض منصات الكراهية تنشر لمن يقولون عن أنفسهم «محللين» كلاما لا علاقة له بالاقتصاد أو السياسة، غير نشر الإحباط وبث الاكتئاب، فى صفوف الناس، وهم يتحدثون باسم الشعب، وتثبت التجربة أن الشعب يسبقهم بوعيه واستيعابه وتقديره. ومن اللافت للنظر أن بعض زعماء الأحزاب والسياسة يكتفون بإطلاق التصريحات اليائسة والكلام العام، من دون أن ينظر كل منهم إلى حزبه ونفسه.
سياسيون كلما فشلوا سياسيا وجماهيريا يحاولون تعليق الفشل فى رقبة الحكومة أو الدولة، يطالبون الدولة بمواجهة المشكلات، ويعجزون عن حل مشكلات أحزابهم وعبور الفجوة مع الناس. الأحزاب التى لا تكف عن إطلاق الإحباط عاجزة وفاشلة وغائبة ومغيبة. ترى سياسيا يطلق مبادرة، فإذا بباقى زملائه يهاجمونه ويسفهون من قدراته لأنهم يرون أنه سحب منهم الأضواء.
الأحزاب فى الواقع، حتى التى يفترض أن لها ممثلين فى البرلمان، لا تمارس عملا سياسيا طبيعيا، ولا تمارس الديموقراطية، وإنما تكتفى زعاماتها الغائبة بالانتقادات والغضب، وهى انتقادات لاعلاقة لها بالسياسة. مثلما لا علاقة لبعضها بالاقتصاد، وكما أشرنا كل الدول تواجه أزمات، لكنها لا تغرق فى اللوم واليأس، بل تحاول أن تبحث عن أفكار وتحركات للمواجهة.
موضوعات متعلقة:
ابن الدولة يكتب: كيف نواجه تداعيات أزمة الدولار؟ .. القلق أمر طبيعى .. والمطلوب مراقبة الأسواق ومواجهة احتكار السلع.. وفى حال صدقت توقعات البنك المركزى سوف تتراجع العيوب وتبدأ التدفقات الاستثمارية
ابن الدولة يكتب: التكرار فى سوريا خطر مثل ليبيا... أمريكا تصر على تكرار السيناريو الليبى فى دمشق رغم اعترافها بفتح باب الفوضى فى طرابلس.. موقف مصر واضح أننا لا نحتاج إلى الحرب بقدر الحاجة للسلام
ابن الدولة يكتب: أوراق الدوحة فى الجامعة العربية وليبيا.. كلما تقدم الليبيون نحو هزيمة الإرهاب تتساقط أوراق تركيا وقطر فى تعقيدات المشهد.. مفاهيم الأمن القومى يتجاوز التعامل مع معطيات يومية أو أسبوعية
ابن الدولة يكتب: لماذا لا يساند العالم ليبيا ضد الإرهاب؟.. بعد نجاح الجيش والشعب الليبى فى إلحاق هزائم بـ"داعش" هل يتم فك الحصار عن تسليحه؟.. مفهوم الأمن القومى المصرى هو مواجهة الجهات الداعمة للإرهاب
عدد الردود 0
بواسطة:
العقرب
ابن الدولة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى أصيل
التجار بتوعنا كدابين وبينصبوا على الشعب
عدد الردود 0
بواسطة:
فلاح مصرى
مصر بها ثروات مادية وبشرية لابد من استخدامها فنحن نُعانى حرباً غير عادية من الخارج والداخل
عدد الردود 0
بواسطة:
pijaad
للمتخصصين..... ناسين موضوع الدولار الجمركى!!!؟
عدد الردود 0
بواسطة:
bibooob@hotmail.com
الاستاذ / ابن الدولة
عدد الردود 0
بواسطة:
دكتور فريد
الى رقم 1 هل لديك شجاعة ان تقول انت بتشتغل ايه
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
ابن الدولة
عدد الردود 0
بواسطة:
مفاهيم نظار
هههههه
الله يمسيك بلخير ياحسام يابهجت
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن وكفي !
رقم 5 ،احييك
عدد الردود 0
بواسطة:
مش مهم
لو بطلنا