الصفحات العربية على الفيس بوك
ولم تكتفى تل أبيب بالصفحات الإسرائيلية العربية على موقع "الفيسبوك" كصفحة "إسرائيل فى مصر" و"الاقتصاد الإسرائيلى بالمصرى" و"إسرائيل فى الأردن" وصفحة المتحدث العسكرى باسم جيش الاحتلال بالعربية "أفيخاى أدرعى"، والمتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلى بالعربية أيضا "أولفير جندلمان"، بل دشنت صفحة جديدة ولكن باللغة الإنجليزية وهى صفحة "Muslims of Israel"- المسلمين فى إسرائيل- لتوسيع قاعدة التواصل مع العالم الإسلامى غير الناطق باللغة العربية، لتجنيد أكبر عدد ممكن من الشباب.
تلميع صورة إسرائيل
وتستهدف إسرائيل من خلال صفحات التواصل الاجتماعى التى تطلقها باللغة العربية الجمهور العربى بصورة عامة والآن باتت تستهدف الجمهور الإسلامى فى شتى بقاع الأرض، وتلعب وزارة الخارجية الإسرائيلية وأجهزة الأمن والاستخبارات فى تل أبيب دورا كبيرا فى هذا الشأن، من أجل تأسيس كيان ووجود إسرائيلى بالعربية على مواقع التواصل الاجتماعية، وعلى شبكة الإنترنت بصفة عامة وتجنيد عملاء لها ورصد توجهات الشباب فى المنطقة ومحاولة تحليل أفكارهم، ورسم صورة مغايرة عن إسرائيل بمرور الوقت لتصبح إسرائيل صديقة وليست عدو.
المسلمون فى إسرائيل
وتحاول إسرائيل من خلال صفحتها الجديدة " Muslims of Israe" توصيل رسالة للعالم أن هناك حالة من التعايش السلمى بين جميع شرائح المجتمع الإسرائيلى بما فيهم المسلمون والذين هم فى الأساس مواطنون فلسطينيون أجبروا عقب النكبة عام 1948 على العيش داخل الأراضى المحتلة بجنسية إسرائيلية.
وتزعم تل أبيب من خلال الصفحة التى دشنتها مؤخرا، والتى وصل متابعيها أكثر من 5000 شخص، الترويج لنماذج تقول إنها نماذج إسلامية تتعايش فى إسرائيل بحرية وذلك فى محاولة منها لتلميع صورتها الدموية، وتقول الصفحة: "إسرائيل بلد للجميع؟ أكثر من مليون ونصف المليون من الإسرائيليين هم مسلمون، المسلمون كغيرهم أحرار فى إسرائيل، وربما إسرائيل هى أفضل بلد للمسلمين فى الشرق الأوسط" على حد زعمها.
وتستطرد الصفحة الإسرائيلية مزاعمها قائلة: "لم يعد المواطنون الحقيقيون من الإسرائيليين المسلمين الذى يرون ما يدور حولهم فى المنطقة قادرين على التزام الصمت، حيال الأكاذيب التى تروجها شتى الجهات لمصالحها الشخصية، فهناك مسلمة إسرائيلية من تل أبيب فخورة بكونها مسلمة وإسرائيلية على حد سواء.. الأمران غير متناقضين"، على حد قولها.
ادعاءات كاذبة لتلميع الاحتلال
الصفحة التى تشرف عليها جهات أمنية فى إسرائيل دعت المتصفحين أن يشاركوا بالتعليق على كلام المسلمة التى تدعى أنها تعيش بتل أبيب قائلة: "هذا البوست لان المسلمين المزورين والسياسيين الأنانيين ينشرون الكذب عن إسرائيل وعن الإسرائيليين المسلمين.. لا تدعهم يكذبون على الناس.. شارك الحقيقة، فالمسلمون يحبون إسرائيل"، وهذا ما تطلع إليه تل أبيب وهو الترويج لصورة غير صحيحة عنها بأنها دولة تحتضن المسلمين وتحتضن الجميع وأنها واحة للحرية والتعايش السلمى فى الوقت الذى تقتل فيه الفلسطينيين يوميا بدم بارد خلال مطالبتهم بجلاء الاحتلال عن أراضيهم.
محاولة لمحو التراث الفلسطينى
وتسعى إسرائيل بشكل ممنهج، من خلال هذه الصفحات المكثفة التى تبثها باللغة العربية لاختراق الشباب العربى والمصرى بصفة خاصة، وإبهار المشاركين فى هذه الصفحات بأن إسرائيل دولة ديمقراطية ومتقدمة وتتميز بالتعددية، وصاحبة التاريخ والحق فى أرض فلسطين، كما تبث صور وكتابات عن آثار إسرائيلية "مزعومة" لغرس فكرة أن الأراضى الفلسطينية التى قامت باحتلالها عام 1948 هى أراضى إسرائيلية وبالتالى تدمير عقول الآلاف من العرب ممن يشتركون فى هذه الصفحات.
ولا تخلو هذه الصفحات من بث منشورات باللغة العربية توحى أن الثقافة العربية والعبرية ليسا متناقتضان، وكذلك من خلال ما ينشره "افيخاى" بصورة مستمرة من أدعية وأحاديث نبوية باللغة العربية وكذلك بعض آيات القرآن الكريم، بالإضافة لبث بعض الأغانى باللغة العربية أو العبرية مترجمة للعربية لمطربين إسرائيليين، كحيلة منهم للتقارب مع الجماهير العربية والإسلامية وخلق بيئة للحوار مع هؤلاء الشباب الذين يقضون ساعات مطولة على شبكات التواصل الاجتماعى.
استهداف الشباب
ومع اتساع دائرة استخدام شبكات التواصل الاجتماعى "الفيس بوك" و"تويتر" وغيرهما من المواقع الاجتماعية تستمر دولة الاحتلال فى تدشين هذه الصفحات من بل أنها أيضا تبث مواقع إخبارية وترفيهية باللغة العربية كموقع "المصدر" المتخصص فى الشأن الإسرائيلى وموقع صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" باللغة العربية وموقع قناة "I24" الإخبارية التى تبث بالعربية أيضا للتواصل مع العرب والمصريين بلغتهم وثقافتهم، مستغلة فى ذلك حالة الفضول لدى الكثير من الشباب العربى تجاه إسرائيل.
الجدير بالذكر، أن السفارة الإسرائيلية بالقاهرة من حين لأخر تبث على صفحتها صورا للتهنئة بالأعياد الإسلامية فى مصر أو المناسبات اليهودية والتعريف بها كنوع من أنواع التواصل مع المشتركين، وكمحاولة لغرس صورة فى الأذهان تعبر أن إسرائيل دولة ديمقراطية ولا تمانع التحاور والنقاش مع أبناء دول الجوار المحيطة بها.
موضوعات متعلقة..
- "إسرائيل فى مصر" و"الاقتصاد الإسرائيلى بالمصرى" صفحات تل أبيب على "الفيس بوك" لتجنيد الشباب.. مصدر أمنى لـ"اليوم السابع" الصفحة مرصودة ونتابع جميع الأنشطة الإسرائيلية "المشبوهة"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة