"آنسات لكن مطلقات" حكايات وأسئلة بنات ذهبن للمأذون مرتين دون أن يدخلن "عش الزوجية".. خذلهن النصيب قبل الفرحة بخطوة.. أخصائية اجتماعية تنصح بضرورة الانخراط فى نشاطات اجتماعية متعددة ودعم الأهل للفتاة

السبت، 19 مارس 2016 02:47 م
"آنسات لكن مطلقات" حكايات وأسئلة بنات ذهبن للمأذون مرتين دون أن يدخلن "عش الزوجية".. خذلهن النصيب قبل الفرحة بخطوة.. أخصائية اجتماعية تنصح بضرورة الانخراط فى نشاطات اجتماعية متعددة ودعم الأهل للفتاة آنسات لكن مطلقات
كتبت سارة درويش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بدأ العد التنازلى لزفافها، وفى زحمة الانشغال فى تجهيز الترتيبات النهائية، واختيار فستان الزفاف والتفكير فى ليلة العمر، وجدت ن فسها مضطرة للتفكير فى إجراءات الطلاق، ووضعها بعد أن يتم، والإجابة على الأسئلة التى تدور فى عقلها قبل التى يحاصرها بها الآخرون.

سيناريو مكرر تعيشه الكثير من الفتيات يواجهن الحيرة بين بدء حياة يعرفن أنها ستكون مستحيلة، وبين إنهائها وتحمل ما يسببه القرار من متاعب، وحين يتخذن القرار هربًا إلى المر من «الأمر منه»، يواجهن سلسلة من التساؤلات التى يفرضها عليهن الواقع.

«هو أنا كده مطلقة؟»


«كل اللى يسأل عن حالتى الاجتماعية يا إما أقول كنت مخطوبة وفسخت، يا إما أقول كان مكتوب كتابى وماحصلش نصيب، لكن لما جيت أجدد بطاقتى وقفت قدام خانة الحالة الاجتماعية وفكرت كتير، أنا دلوقتى مطلقة ولا عزبة؟ حسيت كلمة مطلقة تقيلة علىَّ أوى، أنا أصلاً ما اتجوزتش!»

مشكلة نشرتها إحدى الفتيات على منتدى للاستشارات على الإنترنت، وتطرح سؤالاً مهمًا تشاركها إياه مئات بل آلاف الفتيات اللائى يحاسبهن المجتمع على زيجة لم تحدث.

«هو أنا المفروض أتطمن لعريسى إمتى؟»


الكثير من المتاعب النفسية، وشعور مضاعف بانعدام الأمان كانا حصيلة «نورا.ن» من تجربتها التى استمرت عامين ونصف العام، وانتهت مع سؤال كبير: «هو أنا أتطمن لعريسى إمتى وإزاى؟»، وتقول: «طول الوقت اتعلمنا إن الشباب مالهمش أمان، بلاش نحب علشان هم بيلعبوا بينا، ولما كبرت واتخطبت، حذرونى وقالوا لى خلى بالك فى شباب بيدخلوا البيت من بابه بس عشان يطمنوكى وفى الآخر يلعب بيكى شوية وينساكى، ولما خطيبى حس إن أنا مش بتعامل معاه براحتى ومش مطمئنة له، اقترح إننا نكتب الكتاب علشان نعرف بعض أكتر، ولأننا بشكل مبدأى كنا متفقين ومافيش مشاكل وافقت، وأهلى ماكانش عندهم مانع وفعلاً كتبنا الكتاب، وبعد كتب الكتاب فعلاً أخدت عليه، وحسيت إنى حبيته وارتحت له وكنت على طبيعتى وعلى راحتى معاه، ما عملناش حاجة غلط، بس ما كنتش مخونة زى الأول، وكنت خلاص بعتبره جوزى وكل أحلامى وحياتى مبنية على أساس وجوده، وفجأة قبل الجواز بشهر واحد العائلتين اختلفوا على الترتيبات النهائية للجواز، وفوجئت إنه مش باقى علىَّ، والجوازة باظت فى غمضة عين».

«رغم إن صدمتى كانت كبيرة، أكبر من صدمة واحدة خطوبتها اتفسخت، لأنه بالنسبة لى كان فى دماغى خلاص إنه جوزى، ومش عارفة إزاى حد ممكن ييجى فى يوم من الأيام يملى المكان دا لكن مشكلتى الأكبر دلوقتى إنى مش عارفة أحس بأمان تانى». «بسأل نفسى ألف مرة هو أنا أعمل إيه عشان ما انجرحش يعنى؟ هو فى أكتر من إنى صبرت لحد كتب الكتاب وما اتعلقتش بيه؟ المفروض أتطمن للإنسان اللى هتجوزه دا إمتى؟».

«هو أنا كده معيوبة؟»


«مش فاهمة هو أنا كده معيوبة يعنى؟»، بمرارة واستنكار شديدين تساءلت «نسرين.ع» وقالت: «اتخطبت واتكتب كتابى، وبعد أسبوعين بس انفصلنا لأننا اختلفنا فى حاجات كتير، ولقينا إن حياتنا مع بعض هتبقى مستحيلة، ودلوقتى جالى عرسان كتير جدًا، شافونى وحصل قبول وكل حاجة تبقى تمام لحد ما يعرفوا إنى كان مكتوب كتابى واتطلقت، ما بنسمعش منهم حاجة تانى». تابعت: «اللى مضايقنى أكثر من موقف العرسان، هو موقف أهلى اللى كل ما آجى اعترض على أى حاجة فى عريس متقدم لى، يقولوا لى خلى بالك إنتى الفرص قدامك قليلة عشان ظروفك! وكأنى معيوبة مثلاً.. هو حتى لو أنا مطلقة فعلاً إيه العيب فى كده؟ هو أنا عملت حاجة من وراهم أو حاجة حرام؟».

«لو اتخطبت تانى.. أقول عن الماضى إيه؟»


بعد تفكير طويل، قررت أن تشارك مشكلتها دون اسم عبر إحدى صفحات المشاكل الاجتماعية بموقع «فيسبوك»، وحكت: «أنا بنت كان مكتوب كتابى سنة ونص، وانفصلنا قبل الفرح بشهر، وطبعًا كان بيننا لحظات حب كتير جدًا، وقربنا من بعض جدًا باعتباره هيبقى جوزى، ودلوقتى كل ما يتقدم لى عريس بسأل نفسى لو سأل عن حدود العلاقة بينى وبين خطيبى السابق، أحكى له ولا لأ؟ هو من حقه يسأل؟ وأنا من حقى أقول ولا ما أقولش؟».

«هو أنا اتصرفت غلط؟»


الأخبار التى تصلها عنه من بعيد من وقتٍ لآخر، والمواقف التى حدثت وتلك التى توقعت أن تحدث فى المستقبل، تؤكد لها أنها اتخذت الخيار الصحيح، إلا أن نظرة فى عيون والدتها المتحسرة عليها، كلما تحدثا عن الزواج تجعلها تطرح على نفسها السؤال من جديد، «هو أنا اتصرفت غلط؟»

هذه الحيرة التى تعيشها «علا.م» بشكل يومى تقريبًا، وتحكى: «اتخطبت لمدة 3 شهور بس، ولأنه هيسافر برة مصر، قالنا مافيش حد يعمل له توكيل ويثق فيه، وإنه حابب يكتب كتابه بنفسه كتبنا الكتاب على أساس إن الجواز خلال سنة بالكتير ومش هتفرق، وأقنعنى كمان إنه دا هيساعدنا فى تحضير الورق للسفر».

«بعد كتب الكتاب سافر، وبدأنا نتواصل على النت وشخصيته الحقيقية ظهرت، بيكلمنى بطريقة وحشة جدًا، وبيقول ألفاظ خارجة وشخصيتنا مختلفة تمامًا، وكنت بحاول اتقبل ده بعدين لاحظت إنه ما بيعملش أى حاجة بخصوص جوازنا، واقف محلك سر الشهر ورا التانى يعدى وما فيش أى حاجة بتحصل، وكل ما أهلى يحاولوا يكلموه يتهرب، وهو مش عايز بس غير إنه يكلمنى زى ما أكون واحدة مصاحبها، ولما أرفض يتخانق معايا وما يكلمنيش بالأسبوع».

«استخرت ربنا كتير واستشرت أهلى، ورغم إنهم أيدونى لكن بعد ما أصريت على الطلاق وحصل، حاسة إنهم ندمانين وفى عينيهم نظرة لوم ليه، وكتير أمى تقولى: كنتى استحملى كل الرجالة كده، لدرجة إنها ساعات بتحسسنى فعلاً إنى اتصرفت غلط، رغم إنى عرفت بعد كده إن دى مش أول مرة يعمل كده، ويخطب بنات الناس ويعلقهم وماعندوش نية للجواز».

«أنا وضعى القانونى إيه؟»


نضج مبكر فرضته التجربة على «سلمى» ابنة الثامنة عشرة، وفرضت عليها أيضًا تساؤلات لم تكن تتوقعها، وتحكى: «بعد 3 شهور من كتب الكتاب انفصلنا بسبب اختلاف الأهالى على حاجات كتير، وأنا ما فرقش معايا الموضوع أوى لأن الجواز ماكانش عن حب، وأنا فى الأول وفى الآخر ما اخترتوش تقريبًا، بس فجأة حسيت إنى كبرت، وكل ما آجى آخد خطوة فى حياتى أسأل أنا وضعى القانونى إيه؟ سواء كان تغيير بطاقة ولا تفكير فى الجواز تانى، والكلام اللى هيتكتب فى قسيمة الجواز، ولما جيت أطلع باسبور، حسيت إن الحياة بقت معقدة من غير داعى، والموضوع كله على بعضه ما كانش مستاهل ده كله».

«أنا متعلقة وموقوف حالى.. أعمل إيه؟»


مأساة أخرى فتح عليها الباب سؤال دون اسم مطروح على «فيسبوك» كتبت صاحبته: «أنا عندى 23 سنة، اتخطبت من سنتين، واتكتب كتابى بعد كام شهر، بس مارتحتش للموضوع وحصلت مشاكل بينى وبين إخواته البنات، وطلبت منه يطلقنى ورجعت له شبكته وهداياه وكل حاجة، ورغم إنه خطب واحدة تانية خلاص، لكن مش راضى يطلقنى وبيقولى إنه هيسيبنى كده ويا أنا يا هو».

«بقالنا سنتين أهو بنحاول نحل الموضوع ودى، لأنى مش عايزة أضطر اخلعه لأن دا هيسبب لى مشاكل كتير بعد كده، بس مش عارفة أعمل إيه؟ هو مش سايب لى خيارات تانية، هو بيتعامل معايا بأنانية وعارف كويس أوى إنى مش هقدر أرتبط ولا اتخطب لحد، وأنا على زمته وهو بدأ حياة جديدة تانى عادى».

«إزاى أتجاوز الأزمة؟»


السؤال الضمنى فى كل أسئلة الفتيات اللاتى لم يفقدن الأمل بعد فى حلمهن ببيت سعيد وأسرة وزواج مستقر وهادئ، بعيدًا عن المشاكل والتفاصيل المعقدة، وهو الحلم الذى يبتعد عنهن قليلاً بعد أزمة مشابهة، خاصة لما تسببه لهن التجربة من أزمات نفسية.

ولتخطى هذه الأزمة والتجربة بسلام تنصح «هند مرزوق»، الأخصائية الاجتماعية، كل فتاة مرت بهذه التجربة بأن تهتم فى المقام الأول باستعادة ثقتها بنفسها، ثم ثقتها بالجنس الآخر، وأن تدرك تمامًا أن ما حدث ليس خطأها، وأنها اتخذت القرار الصائب مهما بدت العواقب صعبة. وتضيف: «لازم تكون متأكدة إن العلاقة اللى وصلت لنهايتها قبل حتى البداية هى علاقة ماكانش المفروض تحصل من الأساس».

وتتابع: «يفضل أن تتجنب الحديث عن الموضوع كثيرًا، ولكن فى الوقت نفسه لا تواريه كوصمة أو شىء مخجل تحاول التستر عليه، ولكن يجب أن تتعامل مع التجربة فى إطار أنها تجربة ومضت فحسب، وترفض بتهذيب الحديث عنها مجددًا.

يلعب الأهل دورًا كبيرًا أيضًا فى انتشال فتاتهم من هذه الأزمة، فمن المهم أن يدعماها ولا يراجعانها فى قرارها أبدًا، لأنها اتخذته بالفعل ولن يفيدها الندم شيئًا فى استعادة العلاقة، كما أنها تحتاج هذا الدعم ليصبح بإمكانها أن تحب من جديد وتثق بالآخرين.

من المهم أيضًا أن تدرك الفتاة أن لقب «مطلقة» ليس وصمة، وأن هناك الملايين من المطلقات حول العالم وعشرات الآلاف منهن فى مصر تحديدًا، وأن ما تمر به عاشته آلاف الفتيات من قبل وتعيشه فى هذه اللحظة المئات منهن، يجب أيضًا ألا تحاول إنكار حقيقة أنها مطلقة وترفض الاعتراف بها حتى بينها وبين نفسها، لأن هذا يفاقم من أزمتها النفسية.

ومن أجل التغلب على أيام الحزن الأولى، تنصح الأخصائية الاجتماعية بضرورة الانخراط فى نشاط جديد، والتعارف على الناس والاحتكاك بهم وألا تكون وحدها أبدًا.

«الطلاق قبل الدخول».. فى الإسلام


على الرغم من أن غالبية أسئلة الفتيات المطلقات قبل الزواج تتعلق بالصورة الاجتماعية لهن، والقوانين التى يتعاملن على أساسها، فإن هناك جانبا من الأسئلة يتعلق بحكم الدين والقانون فى هذه المسألة، وحقوقهن التى يجب أن يعرفن بها للمطالبة بها.

وفى إجابة على السؤال رقم 118 لسنة 2013 بالموقع الرسمى لدار الإفتاء المصرية، قال الأستاذ الدكتور شوقى إبراهيم علام: إن المطلقة قبل الدخول، لها نصف مهرها، ونصف مؤخرها أيضًا، وكذلك يتقاسمان القائمة والأثاث الذى أحضره الزوج، إن كان هذا الأثاث أحضر على اعتبار أنه من المهر، أما ما اشترته هى فهو خالص مالها وحقها.


العدد اليومى



موضوعات متعلقة..


- سألنا الستات: محتاجة إيه عشان تحسى بأمان؟ فردوا "أكيد مش راجل"








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة