ولا تقتصر انتخابات حزب الوسط على منصب رئيس الحزب فقط، بل تشمل جميع أعضاء الهيئة العليا، لتعد هذه الانتخابات أول فعالية لحزب الوسط بعد خروج أبو العلا ماضى فى أغسطس 2016 من السجن، الذى ابتعد عن الإعلام بقراره عدم التحدث فى الشأن العام.
وتُعَد هذه الانتخابات التى ستجرى فى 22 إبريل أكبر معركة بين ما يمكن وصفهم بـ"الحرس القديم" بقيادة محمد محسوب، وعمرو فاروق، وحاتم عزام، والحرس الجديد بقيادة محمد إسماعيل سراج، وحسين ياسين سليمان، ومحمد كمال، فهل سيتنصر مؤيدى الإخوان بزعامة "محسوب" على رافضى الاستمرار فى العيش فى جلباب الإخوان؟
الواقع يؤكد انتصار رافضى جماعة الإخوان على فريق محمد محسوب، خاصة أنهم استطاعوا بعد خروج أبو العلا ماضى من السجن، إنهاء علاقة الثلاثى المتواجدين فى تركيا بالهيئة العليا للحزب، بعدما قررت الهيئة العليا فى نوفمبر الماضى إنهاء علاقتها رسميا بقياداته المنضمين لتحالف دعم الإخوان فى الخارج، وقرر الحزب ضم أعضاء جدد إلى تشكيلاته التنظيمية بدلا منهم.
الغموض هو سيد الموقف بشأن أبو العلا ماضى، فالرجل لم يعلن حتى الآن موقفه بخصوص خوض الانتخابات أم ترك الفرصة لقيادات جديدة. فيما تشير مواقفه بعد خروجه من السجن أنه يتجه نحو الاعتزال عن الحزب والمشهد تمامًا، فالرجل آثر السلامة منذ خروجه من السجن، وفَضَّلَ الاختفاء تمامًا عن الساحة السياسية، باستثناء ظهوره فى المحافل الاجتماعية.
ووفقًا لبيان "الوسط" الذى أعلن فيه إجراء انتخابات عمومية، أكد الحزب أن الهيئة العليا اجتمعت خلال الساعات الماضية، وقررت الدعوة للمؤتمر العام الثانى للحزب يوم الجمعة الموافق 22 إبريل، لانتخاب رئيس الحزب وأعضاء الهيئة العليا.
وقال بيان الحزب إن المؤتمر العام سيشهد إقرار التعديلات المقترحة على اللائحة ومناقشة تقرير الهيئة العليا للحزب عن النشاط ما بين المؤتمرين وكذلك تقرير النشاط المقترح فى الفترة المقبلة، كما اعتمدت الهيئة العليا فى اجتماعها الأعضاء العاملين بالحزب، وتشكيل أمانات الحزب بالمحافظات، والأمانات الفنية المركزية.
الدكتور يسرى العزباوى، الباحث السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قال إن مؤشرات انعزال أبو العلا ماضى عن الحياة السياسية قوية جدًا، خاصة أن الحزب منذ انسحابه من العمل السياسى لم يظهر له أى نشاط، حتى أن ماضى ذاته لم يظهر على الساحة السياسية منذ إخلاء سبيله.
وأشار العزباوى، فى تصريحاتٍ لـ"اليوم السابع" أن قرار الوسط منذ البداية بالتحالف مع الإخوان عقب عزل محمد مرسى كان خاطئا، وهو ما ساهم فى انعزال الحزب بعد قرار الانسحاب من تحالف الإخوان، فيما لم يعد للحزب نشاط خلال الفترة الأخيرة ومع محاولات إعادة هيكلته تظل مؤشرات الانعزال عن الحياة السياسية قوية لدى ابو العلا ماضى.
موضوعات متعلقة..
- أبو العلا ماضى فى أول بيان له منذ إخلاء سبيله: منحازون للحرية بكل معانيها
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة