بلجيكا تحولت إلى مركز للإرهاب فى أوروبا
قالت صحيفة "واشنطن بوست"، إن الخبراء حذروا من وجود شبكات متطرفة ومخططات إرهابية فى بروكسل، قبل وقوع التفجيرات التى أسفرت عن مقتل أكثر من 30 شخصا أمس، الثلاثاء.
وأوضحت الصحيفة، أن "المذبحة" كشفت أيضا عن مدى تحول بلجيكا إلى مركز غربى للتهديد الإرهابى، الذى انتشر من معاقل داعش فى سوريا، وعبر الشرق الأوسط وحتى أعماق أوروبا.
وقالت الصحيفة، إن مسئولى مكافحة الإرهاب والخبراء من عشرات الدول، اجتمعوا على مدار ثلاث أيام الأسبوع الماضى فى بروكسل للمشاركة فى مؤتمر عن تهديد كان يتجمع سرا حولهم فى المدينة، وقد عبروا المطار الذى تمكن المسلحون الإسلاميون من اختبار نقاط الضعف فيه، بل إن بعض هؤلاء المسلحين ترجل إلى مترو الأنفاق وحددوه كأحد الأهداف الناعمة، وسمعوا أحد كبار المسئولين فى بلجيكا يحذر من أن القبض على صلاح عبد السلام قد كشف حافة شبكة أكبر.
وتتابع الصحيفة قائلة: يبدو أن القبض على عبد السلام، أحد منفذى هجمات باريس قد أطلق سباقا بين مسئولى الأمن فى بلجيكا والخلية الإرهابية التى لا بد وأنها علمت أن الوقت محدود امامها لكى تتحرك، ومع قدوم يوم الثلاثاء، خسرت السلطات السباق.
وأشارت الصحيفة إلى أن بلجيكا بها نسبة كبيرة من المسلمين الذين غادروا للقتال فى سوريا، مقارنة بأى دول غربية أخرى، ويعد حى مولنبليك ببروكسل أرض خصبة للمسلحين، ومنهم العديد من منفذى هجمات باريس.
ونقلت الصحيفة عن دانييال بنجامين، المسئول السابق بمكافحة الإرهاب فى الخارجية الأمريكية، قوله إنه من المثير للدهشة مدى صعوبة إدراك الأنظمة البيروقراطية لطبيعة الإرهاب بدون خبرة مباشرة بهجوم كبير.
وأضاف قائلا: المأساة هى أن دول بعد أخرى تتعلم هذا الطريق الصعب، ووصف بنجامين الشبكة التى يدعمها داعش فى بلجيكا، بأنها ربما تكون البنية التحتية الإرهابية الأكثر تطورا فى أوروبا.
وشهدت بلجيكا، التى يبلغ عدد سكانها 11.2 مليون نسمة، سفر 470 من مواطنيها على الأقل على سوريا للمشاركة فى الحرب الأهلية هناك، وهو ثلاث أضعاف من حاولوا السفر إلى سوريا من الولايات المتحدة.
تيد كروز يدعو الشرطة الأمريكية لتكثيف تواجدها فى أحياء المسلمين
دعا المرشح الجمهورى تيد كروز الشرطة الأمريكية إلى تكثيف دورياتها فى الأحياء التى يتواجد بها مسلمون فى الولايات المتحدة، وذلك فى أعقاب الهجمات الإرهابية التى شهدتها العاصمة البلجيكية بروكسل أمس، الثلاثاء، وقارن ذلك بتعزيز الشرطة تواجدها فى المناطق المعروفة بالنشاط الإجرامى.
وقال كروز فى تصريح لشبكة "سى أن إن" الإخبارية الأمريكية "لو كان هناك حى به مستوى عال من النشاط الإجرامى، فإن السبيل لمنعه يكون بزيادة وجود سلطات تنفيذ القانون هناك واستهداف أعضاء العصابات لإخراجهم من الشوارع.. إننا نتحدث عن المناطق التى يوجد بها مستوى أعلى من الإرهاب الإسلامى الراديكالى".
وأشار كروز أيضا إلى ما وصفه بالبرنامج الناجح الذى طبقته نيويورك، والذى قام بمراقبة المسلمين فى الوقت الذى كان فيه مايكل بلومبرج عمدة المدينة. من جانبه، قال بيتر دونالد، المسئول عن الاتصالات فى شرطة نيويورك إن تصريحات كروز حمقاء وتحريضية. . ورد عليه فى تغريدة على موقع التواصل الاجتماعى قائلا " هل الألف ضابط المسلمين لدينا يمثلون تهديدا أيضا؟ من الصعب أن نتخيل أن يكون هناك تصريح أكثر حماقة وتحريضا من هذا".
وكان كروز قد قال أمس فى تصريح آخر "علينا أن نمكن قوات تنفيذ القانون من تنفيذ دوريات فى الأحياء المسلمة وتأمينها قبل أن تصبح متطرفة"، مضيفا أنه لم يعد بمقدور الولايات المتحدة أن تتحمل ثمن الكياسة السياسية.
وتابع قائلا "على مدار سنوات، حاول الغرب إنكار أن العدو موجود بدافع مزيد من الكياسة السياسية والخوف، لكن لم يعد بإمكاننا أن نتحمل كليهما، وحلفاءنا فى أوروبا يشهدون الآن ما أصبح مزيجا ساما من المهاجرين الذين تسلل خلالهم الإرهابيين، والأحياء المسلمة الراديكالية المنعزلة".
وقال منافسه، دونالد ترامب بعدها إنه يتفق مع مقترح كروز استهداف الأحياء المسلمة، واصفا إياه بالفكرة الجيدة.
ولا تعد تصريحات كروز الأولى التى يدعو فيها الشرطة إلى تمييز المسلمين، ففى نوفمبر الماضى قال إن على الولايات المتحدة أن تغلق أبوابها أمام اللاجئين من سوريا وأن تسمح بدخول اللاجئين المسيحيين فقط.
هجمات بروكسل تكشف فشل بلجيكا فى وقف المتطرفين
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن هجمات بروكسل الإرهابية تسلط الضوء على فشل بلجيكا فى وقف شبكة المتطرفين.
وأشارت إلى أن المسئولين فى البلاد يواجهون احتمال أن القبض على صلاح عبد السلام، أحد مخططى هجمات باريس، ربما أدى إلى وقوع الهجمات. وتقول الصحيفة إنه حتى قبل الهجمات الأخيرة، كانت أجهزة الأمن الأوروبية تعتقد أن شبكة مترامية الأطراف من المتطرفين قد نشأت فى أحياء الطبقة العاملة فى بروكسل وبرزت باعتبارها طليعة حملة داعش لضرب أوروبا.
ولو تأكدت الصلة بين هجمات بروكسل وتلك الشبكة الإرهابية، فإن هذا سيمثل فشلا لسلطات تنفيذ القانون البلجيكية فى اختراق الجماعة المتطرفة التى عملت على مدار عامين لإيقافها.
وبعد أيام من القبض على صلاح عبد السلام، أحد منفذى هجمات باريس، والوحيد الباقى على قيد الحياة منهم، فإن التفجيرات تركت المسئولين البلجيكيين يواجهون احتمال أن القبض على عبد السلام، وليس عدم وقف الشبكة المتطرفة، ربما يكون السبب وراء الهجمات الإرهابية.
ونقلت الصحيفة عن مسئول أمنى بلجيكى قوله "لقد كنا نعمل بشكل أكبر بعد القبض على عبد السلام مقارنة بما كان عليه الحال قبلها، لأننا علمنا أننا قد أغضبانهم".
وتابعت الصحيفة قائلة إن هجمات بروكسل كثفت التدقيق على شبكة من المتطرفين الإسلاميين الذين نشأوا فى أحياء بروكسل المسلمة الذين كانوا على صلة منذ تفجيرات باريس العام الماضى، ويدرس المحققون الآن ما إذا كان الشبكة المسلحة تقف وراء الهجمات التى قتلت العشرات فى بروكسل أمس، حسبما أفاد مسئولون مطلعون على التحقيقات.
من ناحية أخرى، ذكرت الصحيفة إن التفجيرات كشفت عن انقسامات متزايدة بشان السيطرة على الحدود، وحتى فى الساعات الأولى التى أعقبت التفجيرات، قال السياسيون الذين يدعون لسياسات أوروبية أكثر صرامة بشأن الهجرة وحماية الحدود، إن الهجمات أثبتت أمنهم على حق.
وفى نفس السياق، قالت الصحيفة إن الهجمات سلطت الضوء على استراتيجية داعش لضرب الغرب. وتاتى تلك الهجمات بعدما تعرض التنظيم الإرهابى لضغوط فى معاقله فى سوريا والعراق. ويقول مسئولون غربيون إن المؤشرات الأولى توحى بأن الهجمات تم التخطيط لها منذ فترة طويلة، إلا أن الجدول الزمنى ربما تم التعجيل به بعد القبض على عبد السلام.
ويبدو أن الهجمات هدفها نشر الخوف لدى الرأى العام وإثبات القدرة على توجيه ضربات حتى فى ظل التكثيف الأمنى، فبضرب مراكز النقل فى وقت الذروة، استطاع المهاجمون أن يجمدوا العاصمة البلجيكية.
هجمات بروكسل قد تساعد ترامب فى حملته الانتخابية
قالت مجلة "نيوزويك" الأمريكية إن هجمات بروكسل التى وقعت أمس، الثلاثاء، وخلفت ورائها عشرات القتلى ستساعد المرشح الجمهورى الأوفر حظا دونالد ترامب فى حملته الانتخابية.
وأوضحت المجلة أن نسبة تأييد ترامب، المتصدر للسباق الجمهورى حتى الآن فى الانتخابات التمهيدية للرئاسة الأمريكية، قد ارتفعت بعد هجمات باريس، وزادت مرة أخرى فى حادث إطلاق النار فى مدينة سان برناردينو بكاليفورنيا. فحملة ترامب التى بدأت بموقف متشدد من الهجرة، تقودها إلى حد كبير المخاوف من الإرهاب.
وكان ترامب قد بدا حملته الانتخابية كأحد "الحمائم" بانتقاده حرب العراق التى مضى فيه الرئيس السابق جورج بوش، لكنه عاد ليتحول لأحد الصقور. فقال إنه سيتبنى موقف صارم إزاء داعش أكثر من الذى يتبناه باراك أوباما. وبعد هجمات باريس أدخل المسلمين فى هجومه، ودعا إلى منع دخولهم للولايات المتحدة.
وأضافت المجلة قبل هجمات بروكسل، كان ترامب يسير بشكل جيد فى حملته الانتخابية للحصول على ترشيح الحزب الجمهورى. وعلى افتراض أنه حصل على هذا الترشيح، من الصعب معرفة مدى تأثير الهجمات الإرهابية عليه. لكن ربما تكون هيلارى فى موقف أصعب، فقد نشأ داعش تحت مرأى ومسمع منها، ورغم أن نهجها القائم على العمل مع الحلفاء هو الصحيح، لكن ربما لن يكون له نفس الصدا العاطفى الذى يحدثه نهج ترامب.
موضوعات متعلقة..
- الصحف المصرية.. السيسى: "أنا مش رئيس مصر.. أنا ابنها.. وبكافح لاستقرارها".. الوزراء الجدد يؤدون اليمين اليوم.. "الأموال العامة" تحقق مع علام وقورة بتهمة الاستيلاء على أراضى الدولة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة