الهجمات الإرهابية الانتحارية فى مطار ومترو العاصمة البلجيكية بروكسل، والتى جاءت بعد أقل من 4 أشهر على هجمات فرنسا الدامية، فضلًا على العمليات والتهديدات الإرهابية التى طالت عددًا من الدول، أعادت إلى العالم من جديد شبح الرعب، ونبهت إلى تحذيرات سابقة أطلقتها مصر عن كون الإرهاب لن يتوقف عند حدود، ولا توجد دولة بعيدة عن أخطاره. كما كشفت العمليات الإرهابية الأخيرة فى بلجيكا أنه مهما كانت الاحتياطات الأمنية، فمن الممكن للإرهاب أن ينفذ، ويُحدث اختراقات داخل أكثر منظومات الأمن حداثة وحذرًا.
فقد جاءت هجمات بروكسل بعد أيام من اعتقال العقل المدبر لهجمات باريس، صلاح عبدالسلام، بما يعنى أن الخطط كانت جاهزة فقط، وتم تحديد موعد التنفيذ وإدارة العملية. الأمر كله يكشف عن عدة نقاط، منها أنه بعد هجمات باريس لم يتم التعامل بشكل موسع مع الخلايا الإرهابية، ولا يبدو أنه تم التوصل إلى خطوط التحرك والتمويل والتخطيط، إنما تم تشديد الإجراءات. كل هذا يشير إلى خطورة الاعتماد على الإجراءات الأمنية، وأهمية أن تجرى عمليات تنسيق وتنظيم دولية للتعامل مع التهديدات الإرهابية باعتبارها ظاهرة تهدد الجميع، فضلًا عن كونها تمثل أخطر تهديد لحقوق الإنسان، وهذا هو ما دعت إليه مصر دائمًا، حيث اعتبرت أن الإرهاب يعرقل التنمية، ويمثل اعتداء على حقوق الإنسان، وأنه لا يهدد دولة دون أخرى. وقد أقر مجلس حقوق الإنسان بجنيف، التابع للجمعية العامة للأمم المتحدة، مشروع القرار الذى تقدم به وفد مصر حول «أثر الإرهاب على التمتع بحقوق الإنسان»، والقرار يعكس وجهة نظر مصر ضد الإرهاب، وأهمية التعاون الدولى لمواجهته، والتعامل مع المرتزقة المدعومين من دول وأنظمة لتنفيذ مخططات سياسية، وكيفية مواجهة المنظمات الإرهابية على مواقع التواصل الاجتماعى لترويج أفكارها والتجنيد والتنسيق.
أهمية قرار مجلس حقوق الإنسان بجنيف أنه يدعم وجهة نظر مصر تجاه عمومية التهديدات، ويسهم فى دعم دول العالم للقاهرة فى مواجهة التنظيمات الإرهابية التى لا تنفصل عن التنظيمات الإقليمية والدولية الداعمة للإرهاب.
ويرى محللون ومراقبون أن العالم بدأ يقتنع بضرورة محاربة الإرهاب، وخطره على الإنسانية، بعدما طالت العمليات الإرهابية عددًا من دول أوروبا، وربما يستلزم هذا المزيد من التحركات العامة، دوليًا وإقليميًا، لمواجهة الخطر الذى يهدد الجميع، ولا توجد دولة خارج هجماته، وربما ينعكس هذا على إجراءات تعاونية بين الدول العربية والأوروبية لمواجهة الإرهاب، والأهم أنه يمكن أن يفتح الباب لجهود كشف الدول التى تمول الإرهاب وتساعده.
موضوعات متعلقة..
- ابن الدولة يكتب: علاقة الحكومة مع البرلمان تحدد مستقبل الأداء العام.. لا يفترض أن يكون هناك تواجد للوزير العاجز أو المرتبك .. التجارب السابقة للتعديلات تكشف أنه لا يوجد مسؤول فوق الحساب
- ابن الدولة يكتب: حكومة سياسات أم وجوه؟... نريد تنمية وفرص عمل وأسعارا مناسبة وضرائب عادلة وعلاجا وتعليما ومساكن.. ونحاسب الحكومة على الأهداف.. التصريحات والظهور الإعلامى لا يقدمان وزيرا ناجحا
- ابن الدولة يكتب: الإرهاب فى بروكسل بعد باريس.. هجمات بلجيكا تكشف عن شبكات إرهابية بعيدة عن أعين الأمن الأوروبى.. فهل تغير أوروبا استراتيجيتها؟.. الهجمات تؤكد الحاجة لاستراتيجية جديدة لمواجهة التطرف