ويسيطر عدد من الدعاة السلفيين على مساجد متعددة بأنحاء الجمهورية، بعيدًا عن وزارة الأوقاف، حيث يصعد دعاة غير متخصصين وبدون تصريح من وزارة الأوقاف المنابر، ويخطبون فى مخالفة للخطة الدعوية لوزارة الأوقاف، مع بث الخطب عبر الـ"يوتيوب" بدون تصريح.
ويروج الدعاة السلفيين لأنفسهم عبر وحدات بث إلكترونى ومونتاج، لنشر الخُطَب والدروس عبر الـ"يوتيوب" بشكل متواصل، بالإضافة إلى جمع تبرعات وإطلاق أنشطة وحملات تبرع بالدم عبر هذه المساجد دون إخطار أو تصريح أى جهة.
وفى مسجد الذكر الحكيم بفيصل يخطب الداعية السلفى حمادة غازى، والداعية السلفى محمد أبو نعيم الحوينى، والداعية السلفى طه حسين يعقوب، كما يخطب مصطفى العدوى بالمسجد بنفس الطريقة.
كما يخطب الداعية السلفى مصطفى العدوى دون تصريح أو التزام بالخطة دعوية لوزارة الأوقاف بمساجد التوحيد بالمنصورة بمنطقة مصر للطيران، والفتح بكفر صقر، والتوحيد بدمياط، ومجمع الهدى والنور الإسلامى بشكل متكرر، ويضيع خطبه عبر صفحة رسمية تحمل اسمه وخصصها لذلك، كما يسيطر الداعية السلفى محمد عبد الحفيظ على مساجد بفيصل.
ويشهد مسجد فاطمة الزهراء بصفط اللبن بالجيزة نفس المخالفات، وكذلك مساجد التوحيد، وذى النورين، وحراء بفيصل، حيث يسيطر الداعية السلفى أحمد صلاح. يأتى ذلك بعد الكشف عن إطلاق دعاة سلفيين ما يسمى "مجالس العلماء" لعدد من أقطابها ومنظريها من الصف الثانى من مسجد قباء بالهرم، بعيدًا عن وزارة الأوقاف.
ويسمى السلفيون مسجد قباء بالهرم بـ"الجامع الأكبر" ويعتبروه قلعة فكرية لمنظريها، حيث تستخدم الدعوة السلفية التقنيات الحديثة بالمسجد فى تصوير ونقل دروس دعاتها عبر "يوتيوب" ويخطب بالمسجد عدد كبير من خطباء السلفية منهم: محمود المصرى، ومصطفى العدوى، وصابر دياب، ومصطفى الجيزاوى، ومحمد الصاوى، وسمير مصطفى، وهانى حلمى.
وحاولت الأوقاف الجمعة الماضية ضم أكبر 4 مساجد تسيطر عليها الدعوة السلفية، منها قباء بالهرم، والتوحيد بفيصل، وأهل السنة بدموه فى الدقهلية، ومسجد التبليغ والدعوة بطموه، حيث نجحت فى ضم مسجدى قباء وأهل السنة، بينما منع خطبائها عنوة بطموه، وحُرِّرَت محاضر ضد المخالفين بموجب الضبطية القضائية وتمكنت الوزارة من ضمها، كما ضمت الوزارة مسجد أهل السنة بدكرنس وعينت خطباء وعمالاً تابعين لها.
وكَلَّفَت غرفة عمليات الأوقاف برئاسة الشيخ جابر طايع يوسف رئيس القطاع الدينى بالوزارة، وكلاء وزارة الأوقاف بمحافظات الجيزة، والشرقية، والدقهلية، ودمياط، بإعداد تقارير بحالة المساجد التى تشهد مخالفات وحصر المخالفات وتحرير محاضر للمخالفين، وتعيين خطباء وعمال تابعين للوزارة، وتمكينهم من مهامهم الدعوية بدءًا من الجمعة المقبلة، وتقديم تقارير مسبقة بالخطوات الجارى تنفيذها، وتقارير بعد التنفيذ لتأكيد سيطرة الوزارة.
وشدد القطاع الدينى على المحافظات التى تشهد مخالفات دعوية على ضرورة إحكام القبضة على المساجد وتوجيهها دعويا نحو الوسطية، ورصد ما جرى تنفيذه فى تقرير يعرضه القطاع على الوزير خلال أيام، محملاً وكلاء الوزارة تبعيات عدم تنفيذ التعليمات كتابة بموجب تقارير تُعْرَض على الوزير، ويتحمل فيها كل مسئول متراخى تبعيات عدم تنفيذ التعليمات.
وأعلن الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، إجراءات تعتزم الوزارة اتخاذها للسيطرة على المساجد المخالفة، كانت محل استقطاب عناصر سلفية كشفت عنها بلاغات وشكاوى لتراخى الإدارة المحلية واستعادتها الوزارة بعد محاسبة المقصرين، مشددًا على ترحيب الوزارة بشكاوى المواطنين حول أى مخالفات بالمساجد.
وأشار رئيس القطاع الدينى فى تصريحاتٍ له إلى أن "سيف الأوقاف" قاطع فى حق المعتدين على سيطرة الدولة على مساجدها عبر الوزارة التى تحترم الجميع وتحترم التخصص، وتدعو الجميع إلى احترامها فى تخصصها ونطاقها، منوهاً إلى حساسية المرحلة، مؤكدًا أن الدعاة الآن موظفو دولة وأصحاب رسالة يحترمون المهن الأخرى ويطالبون الجميع باحترامهم.
وتواصل لجان التحقيق بوزارة الأوقاف، مسائلة الشيخ محمود أبو حبسة وكيل أوقاف الجيزة بنظام تسيير الأعمال، فيما نُسِبَ إليه من مخالفات ثبتت بالفيديو والصور بعد نشر "اليوم السابع" للمخالفات التى تسببت فى إحالة "أبو حبسة" إلى التحقيق، بشأن ترك مسجد "قباء" بالهرم ومسجد التوحيد بفيصل لعناصر "سلفية متأخونة" حسب وصف الوزير، والذى يخشى من تسلل الإخوان عبرهم إلى المساجد.
وتحقق الرقابة والتقويم برئاسة سمير الرفاعى وكيل وزارة الأوقاف للشئون القانونية والرقابة والتقويم، بحضور الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الدينى بالوزارة ورئيس غرفة العمليات المركزية، مع أبو حبسة فى مخالفات كشفها "اليوم السابع" وأكدتها تقارير التفتيش والرقابة الداخلية بالأوقاف التى قدمها الشيخ جابر طايع إلى وزير الأوقاف شملت ترك مسجد "قباء" بالهرم ومسجد التوحيد بفيصل لعناصر "سلفية متأخونة" حسب وصف الوزير فى مواجهة متكررة مع أبو حبسة لدى استدعائه له مرتين.
وتضمنت تقارير التفتيش العام بالأوقاف، مخالفات تطابقت مع صور وفيديوهات وثقت حضور أبو حبسة حفل تكريم لعناصر سلفية أخرى داخل مسجد بمنطقة بولاق الدكرور رغم عدم إنتساب المكرمين إلى الوزارة وحصولهم على درجات علمية من جامعات مستنسخة تناهض الأزهر.
وتسببت مخالفات أبو حبسة، فى مواجهة ساخنة مع وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، الذى انتقد فيها أبو حبسة بالسذاجة فى مواجهة بعض المتلونين من "السلفية المتأخونة" التى ترغب فى التسلل إلى المساجد بعد مغافلة أبو حبسة، ومخادعته وجره إلى الوقوع فى محظورات متعددة.
وانتهت المواجهات بين الوزير ووكيله بالجيزة على مدى يومين، إلى قرار إحالة أبو حبسة إلى التحقيق بناء على مذكرة تقدم بها رئيس القطاع الدينى، حيث أعلن الوزير عن تحمل أبو حبسة تبعات مخالفاته التى انفرد بها دون الرجوع إلى قياداته، وترك مصيره رهن قرار لجنة التحقيق التى سيمثل أمامها الأسبوع المقبل، ورجحت مصادر تكليف قيادة عليا بترأس أبو حبسة فى الجيزة لعدم انفراده بالإدارة وحده أو نقله إلى مكان آخر.
وأحال الشيخ جابر طايع يوسف رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، الشيخ محمود أبو حبسة القائم بأعمال مدير أوقاف الجيزة، إلى التحقيق العاجل بشأن تقصيره فى أداء واجبه الوظيفى، وتكريم أشخاص دون ترتيب مسبق مع القطاع الدينى، وعدم تحققه من شهادات المكرمين. ويأتى وقف أبو حبسة بعد كشف "اليوم السابع" لتكريمه عناصر سلفية داخل المساجد، وتمكينها من منابر مسجدى التوحيد بفيصل وقباء بالهرم.
وخالف "أبو حبسة" نظام الوزارة ومقتضياته الوظيفية بتكريم اثنين من عناصر السلفية من غير العاملين بالوزارة، لحصولهما على الماجستير والدكتوراه من جامعة المدينة العالمية الموازية للأزهر، والتى أسست لها مكتبا داخل مصر دون موافقة الأزهر.
موضوعات متعلقة..
- بالفيديو والصور.. وكيل أوقاف الجيزة يكرم عناصر سلفية بأحد مساجد الوزارة فى بولاق
- بالفيديو..السلفية تطلق "مجالس علماء"من أحد مساجد الهرم فى غفلة من الأوقاف
- بالفيديو.. الصدفة تكشف سيطرة قيادى بحازمون على مسجد قباء بالهرم لتوجيه المصلين.. والأوقاف تكلف التفتيش العام ومأمورى الضبطية القضائية بإثبات مخالفات السلفية بالمسجد.. والسلفيون يوظفون المنبر سياسياً
- تعليقاً على بيان الحكومة.. دعاة وعلماء يرسمون خريطة النهوض بالخطاب الدينى.. "الأوقاف": ما عرضناه قليل من كثير أنجزناه والقادم أفضل.. وأستاذ بجامعة الأزهر: لا نهضة إلا بإصلاح التعليم الأزهرى