تحدث الإمام الأكبر عن منهج الأزهر الذي تميَّز باستيعابه للمذاهب الفقهية الأربعة في الفروع، والمذهب الأشعري في الأصول، وهذا هو الذي أهَّلَه ليكون المعبِّر تعبيرًا صادقًا عن الأمة الإسلامية قديمًا وحديثًا.
وعن واقع الأمة، قال الإمام الأكبر إنَّ الأزهر يقف دائمًا مع ضرورة التفاهم بين المذاهب الإسلامية وذلك حفاظًا على وحدة الأمة، ويسعى دائمًا إلى وحدة الصَّف ونبذ الفرقة والخلاف، وفي الوقت ذاته يقف بحزمٍ ضد كل ما يعكر صفو هذه الوحدة من محاولات بعض دعاة التشييع لاختراق الصف العربي والتشويش على الأمة العربية باستحداث بؤر تَوتُّرٍ هُنا وهُناك لفرض مذاهب معينة، ولذا فإن الأزهر يرفض رفضًا باتًّا المساس بالوحدة والأمن الفكري للأمة العربية.
وفي موضوع التراث والتجديد، ذكر الإمام أنَّ التجديد لا يكون إلا بهضم التراث القديم واستيعابه استيعابًا جيدًا ثم بعد ذلك نجدد فيه بالضوابط المعلومة عند أهل العلم، فلا يمكن قبول قول من يدعي أنَّ لفظ الجهاد ينبغي حذفه من منظومة ثقافتنا العربية الإسلامية، فقائل مثل هذا الكلام لا يعرف المدلول لهذا المصطلح الذي استعمل منذ بزوغ الإسلام إلا للدفاع عن النفس والأعراض والأوطان، ولم يكن في يوم من الأيام أداة لقتل المخالف أو ترويعه، ولو جارينا هذا القائل بحذف الجهاد لألغينا وزارات الدفاع على أرض العروبة.
من ناحيته، ذكَّر العلامة عمار طالبي بعمق العلاقات بين الأزهر وزعماء النهضة الجزائرية، وقدَّم للإمام صورة رسالة في ثلاثينات القرن الماضي من الشيخ عبدالحميد بن باديس، رئيس جمعية العلماء المسلمين إلى الأمام الأكبر مصطفى المراغي شيخ الأزهر ذكر فيها ابن باديس أنّه مع غروب الخلافة الإسلامية فإن الأزهر الشريف كفيل بأن تنقل إليه الخلافة العلمية للدول الإسلامية.
أمَّا العلامة محمد بن شريفة فقد دعا إلى ضرورة التنسيق بين الجامعات الثلاث (الأزهر بالقاهرة- القرويين بالمغرب- الزيتونة بتونس) من أجل الحفاظ على الطاقة الإسلامية الأصيلة والمنظومة التربوية القديمة التي لخصها العالم المغربي ابن عاشر في منظومته الشهيرة التلاميذ من أقصى المغرب الأقصى إلى جزر الأرخبيل في إندونيسيا، جاء في هذه المنظومة: وفي عقد الأشعري وفقه مالك وفي طريقة الجنيد السالك.
موضوعات متعلقة
الإمام الأكبر لممثلة أمين عام الأمم المتحدة: الإسلام يرفض الجرائم البشعة بحق المرأة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة