وأوضح المصدر -الذى رفض الكشف عن اسمه- لـ"اليوم السابع" أن تكليف الأنبا مكاريوس بمهمة المرشد الروحى للدير يأتى بعد تعيينه ضمن اللجنة الثلاثية التى كلفها البابا بالتوسط فى أزمة الدير حيث كانت تضم الأنبا مكاريوس والأنبا إبرام والأنبا دانيال الأنبا بولا رئيس لجنة شئون الأديرة، وزار الأنبا مكاريوس دير وادى الريان مطلع الشهر الجارى لمحاولة إقناع الرهبان بقبول عرض المهندس إبراهيم محلب والتسوية مع الدولة.
وأشار المصدر، إلى أن تكليف الأنبا مكاريوس لا يعنى سحب الملف من يد الأنبا إرميا رئيس المركز الثقافى القبطى الذى كان ضلعًا رئيسيًا فى المفاوضات بين الدولة والكنيسة والرهبان إنما هى خطوة فى تقنين أوضاع الدير كنسيًا حيث كان الأنبا إرميا يتولى مهمة المفاوضات بينما يتولى الأنبا مكاريوس مهمة الإصلاح الإدارى بالدير بعد إعادته لحضن الكنيسة.
من جانبه، علق كمال زاخر المؤرخ القبطى وصاحب كتاب قراءة فى واقعنا الكنسى الذى تعرض لأزمة دير وادى الريان، على تطورات القضية، مؤكدًا أن اختيار الأنبا مكاريوس مرشدًا روحيًا للدير خطوة فى طريق إصلاحه حيث يحظى الأسقف الشاب بالقبول لدى جميع الأطراف بما يتسم به من هدوء وحكمة ومرونة فى التعامل.
وقال "زاخر": أظن أن الأنبا مكاريوس سيلتقى كل الأطراف فى لحظة مختلفة تمامًا عن اللحظات السابقة بعد إعادة الدير إلى إشراف الكنيسة ورغبة الرهبان فى غلق صفحات الماضى التى أبعدتهم عن ممارسة حياتهم الرهبانية التى تتسم بالهدوء مؤكدًا أن الأسقف يرفع تقريرًا للمجمع المقدس للكنيسة بعدما يستكشف أوضاع الدير ويلتقى آبائه الرهبان.
واعتبر زاخر، أن لائحة الرهبنة والأديرة التى وضعها البابا تواضروس واعتمدها المجمع المقدس العام الماضى والتى تنظم أمور إنشاء الأديرة كافية جدًا لإدارة ملف دير وادى الريان وما يستجد من أزمات مشابهة معلقًا: لا مبرر على الإطلاق للبحث عن آليات جديدة.
ورأى زاخر أن التطورات التى حدثت فى أزمة الدير مثل تبرؤ المجمع المقدس من الرهبان وتصريحات البابا النارية ضدهم وعصيانهم للبابا البطريرك تتطلب مراجعة من كل الأطراف لفتح صفحة جديدة فى المستقبل مؤكدًا أن الكنيسة مؤسسة روحية لا تعرف القواعد المجردة الملزمة ولا ينطبق عليها حسابات المكسب والخسارة والتراجع والانتصار.
ووصف زاخر الرهبنة القبطية بأقدم مؤسسة فى الكنيسة على الإطلاق مؤكدًا أن الرهبنة لها وضع تاريخى فى الكنيسة المصرية بل ويحظى الرهبان بوضع متقدم فى إدارة ملفات الكنيسة القبطية ويتولون المناصب العليا كالبطريرك.
وترجع أزمة دير وادى الريان إلى 2014، حين قررت الدولة شق طريق دولى يمر بدير وادى الريان (الدير المنحوت) وهو ما يستلزم هدم بعض مبانيه، ما دفع الدولة إلى توسيط الكنيسة للبحث عن حل ودى مع الرهبان الذين انقسموا إلى فريقين تبادلا إطلاق النار.
وتجددت الأحداث مرة أخرى الأسبوع قبل الماضى، بعد مبادرة قادها الأنبا إرميا الأسقف العام، والمهندس إبراهيم محلب مستشار رئيس الجمهورية، لشق الطريق مع الحفاظ على مبانى الدير وبناء سور له، وهو الأمر الذى أعاد حالة الانقسام بين صفوف الرهبان مرة أخرى، وألقت قوات الأمن القبض على الراهب بولس الريانى أحد المعارضين لشق الطريق:
موضوعات متعلقة:
أخيرا.. انفراج أزمة "الدير المنحوت" بوادى الريان بعد تدخل النواب الأقباط..بدء بناء السور الجديد اليوم وشق الطريق غدا.. وفد الرهبان يلتقى البابا تواضروس قريبا.. ومطالب بالإفراج عن بولس الريانى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة