استغل الحاج "أحمد" ملابس الثلاثينات القديمة ليكسب من وراء كل صورة 3 جنيهات فقط، فظروف البلاد منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير جعلت السياحة تتدهور كثيرًا بعد أن كانت أحد أهم مصادر الدخل القومى، فبعد أن كان الحاج أحمد يمتلك ورشة تُصنّع المنتجات النحاسية والتحف المختلفة وكان يعمل بها أكثر من 20 عاملا، إلى جانب خبرته الكبيرة فى مجال النقش على النحاس، أصبحت الآن مغلقة لا أحد يعمل بها بل أنه لا أحد يتذكرها حتى.
"احنا اتبهدلنا بعد ما كنا أصحاب مال" بنظرة يملؤها الحزن، وعيون ترى بها الحسرة قال الحاج أحمد هذه الكلمات؛ مضيفاً "بعد ما كنت صاحب ورشة أبيع قطع نحاسية وتحف يقدرها الكل بقيت دلوقتى بقف أنادى على العيال عشان يجو يتصوروا بـ3 جنيه، وبجمعلى من شوية صور فلوس أعرف أصرف منها على البيت وخلاص، وأهو يوم فيه ويوم مفيش".
"أيام السياحة كنا مبسوطين أوى وكانت الفلوس فى إيدينا كتير"، كلمات رثا بها الحاج أحمد السياحة والسائحين، فهو يتحسر على ما وصلت به البلاد من حال سيئ للسياحة، قائلا "دلوقت كل كام يوم لما نشوف سائح معدى فى الشارع ده حتى الأجانب بقوا يخافوا يكلمونا".
إمبراطورية كاملة هى التى صنعها الحاج "أحمد" واحد من أصحاب الورش لمشغولات النحاس، التى طالما فخرت بها مصر، وأنعشت التجارة فى شارع المعز وخان الخليلى، هى التى هوت، ورحلت بلا رجعة، أما ما يثير حزنه أكثر من تحوله لمصور عابر "على باب الله" هو خوفه وقلقه الدائم مما وصل إليه حال الحرف فى مصر.
وقال الحاج أحمد: ما احنا قفلنا الدكاكين، مين اللى هينقش وهيدق وهيشتغل، مين اللى هيعلم الأجيال اللى جاية، بكرة نشوف شارع المعز مافيهوش ولا مصرى بيعرف يدق على النحاس"، خوفه هو وغيره من أصحاب المهنة نفسها على مستقبل الصنعة هو أكثر ما ظهر فى عينيه أثناء تجوله بحقيبة الملابس، وانتظاره للأطفال للتصوير داخل مكان صغير فى شارع المعز، ليبقى حاله معبراً عن حال عشرات غيره من صناع الحرفة بعد أن "قضت عليهم كوارث السياحة".
موضوعات متعلقة
-"شريف" طالب فى كلية الآداب وصانع للسعادة بحلوى "غزل البنات"
-وزير الرياضة: 7 محافظات تستضيف 13 بطولة دولية لتنشيط السياحة
-رئيس اتحاد الغرف السياحية: أدعم مبادرة "صنع فى مصر" للترويج للسياحة