ومن هنا تظل سوريا فى ذلك الوقت، محط أنظار العالم فالجميع يشاهد ويتقرب ماذا سيحل بسوريا أكثر من ذلك!، ونظراً لأهمية الوضع الراهن بسوريا قدم الكاتب الأمريكى تشارلز جلسيس، الصحفى المخضرم الذى قدم كتاباً بعنوان "سوريا تحترق" بعد خبرة لسنوات طويلة فى منطقة الشرق الأوسط.
وبدأ الكاتب تشارلز جلسيس بسرد تاريخ معاناة سوريا، ففى عام 1918، بعد الحرب العالمية الأولى، حدث خراب فى بلاد الشام لمدة تزيد عن أربع سنوات.
واستعان "جلسيس" بقصيدة كتبها شاعر سورى مجهول فى السنة الرابعة التى حدث بها خراب فى بلاد الشام وكانت كالأتى: طبول الحرب تدق إيقاعات حزينة/ والناس يعيشون ملفوفين بكفن / والاعتقاد بأن الحرب لن تستمر لعام. ../ عزيزى الله.. قد تكون هذه سنة الخامسة على نهاية الحرب.
وتابع "جلسيس" أن بعد قرن دخلت الحرب الأهلية فى سوريا، وحاولت العديد من التيارات كتابة مقالات وكتب منوعة لحل هذه الأزمة الكارثية التى مرت بها سوريا.
ويسرد الكاتب تاريخ موجز لسوريا، منذ بداية الاحتجاجات الأولى ضد نظام بشار الأسد فى عام 2011، ويتابع كيفية وصول الاحتجاجات السلمية المؤيدة للديمقراطية إلى حمام دم طائفى مختلط مع حرب بالوكالة الإقليمية والعالمية التى خربت فى مختلف أنحاء البلاد.
ووصف الكاتب صورة الاندلاع الذى حدث ووقع فى قرية التلال بين دمشق والحدود اللبنانية، حيث أطلق المسلحين النيران على موقع للجيش، ورد الجنود بإطلاق قذائف النيران والمدافع الرشاشة، ومحاولة ركض المتمردين بعيدا، متابعا عدم تمكن أى طرف من الفوز فى هذا الحدث التدميرى الذى أسفر عن تدمير المنازل.
واستعرض الكاتب فرار أكثر من 8 ملايين من السوريين إلى الخارج، هذا بالإضافة إلى أنه وصف حالة جمود حكومة بشار الأسد فى محاولتها السيطرة على معظم المدن، فى حين أن مساحات واسعة من الريف فى شمال وشرق البلاد تحت سيطرة جماعات التنظيم الإرهابى داعش وجبهة النصرة، حيث تحل داعش ما يقرب من 35٪ من مساحة سوريا، فضلا عن مساحة شاسعة من الأرض عبر الحدود العراق.
ويحاول "جلسيس" شرح الفروق الدقيقة فى هذا الصراع الذى لم يكن مفهومة جيدا فى الغرب، من قبل الحكومات فى الولايات المتحدة وأوروبا، حيث إنهم توقعوا رحيل الأسد.
ولا يمثل كتاب"سوريا تحترق" يمثل إضافة فى شيئا، إنما هو خليط من الريبورتاج والتحليل لتقديم لمحة عامة تاريخية لما يحدث فى سوريا، هذا بالإضافة إلى أن الكتاب حساب جيد ومحبط لكيفية التغيرات التى حدثت فى سوريا وتحولها إلى جحيم كبير يعشه سكان سوريا اليوم.