وقال الفنان فاروق حسنى، وزير الثقافة الأسبق، إن اسم الفنان القدير صاروخان ارتبط بقراء الصحف المصرية منذ العشرينات ولمدة تزيد عن الخمسين عاماً، طالع قراء الصحف خلالها رسومه الكاريكاتيرية فى كل من روز اليوسف، آخر ساعة، أخبار اليوم، وجريدة الأخبار، فضلاً عن عدد من الصحف الصادرة باللغات الفرنسية والإنجليزية والأرمنية فى مصر.
وأوضح "حسنى" أن ارتبط اسم صاروخان بالكاتب الصحفى الكبير محمد التابعى لسنوات طويلة فى الثلاثينات و الأربعينات كرسام قدير للكاريكاتير السياسى مبتكراً شخصية " المصرى أفندى " الشهيرة.
وأضاف "حسنى" أن صاروخان وفد إلى مصر ضمن آلاف الأرمن حيث الملاذ الآمن، والمساواة فى الفرص وأصبح مرموقاً فى الأوساط الجماهيرية والصحفية والسياسية والفنية لرسومه اللماحة واسلوبه المتميز فى الرسم الكاريكاتيرى.
وأكد "حسنى" أن صاروخان انصهر فى البيئة المصرية، واصبح وطنياً غيوراً كما رسخ لفنه موقعاً مركزياً فى تاريخ فنانى الكاريكاتير المصريين, و من ثم تأتى أهمية الاحتفال بمئويته وإصدار كتاب تذكارى هام له.
ومن جانبه قال الفنان حسين بيكار، كان قرب مكتبى من مكتب الفنان "صاروخان" فرصة ذهبية أتاحها لى القدر لمعرفة ما لم أكن أعرفه من مجرد زمالة عابرة أو صداقة مهنية و لقاءات متقطعة.
كما أوضح "بيكار" أن ملاحقة ما يصوره صاروخان فوق صفحات الجرائد و المجلات لا يقارن بلحظات الإبداع و المخاض الفنى الذى لا يمكن ان يدرك إلا بالاقتراب اللصيق من الفنان، وملامسة الطاقة الخلاقة الهائلة التى تحرك هذه الخطوط والرسوم العبقرية وتجعلنا نضحك من الأعماق.
وأضاف " بيكار" كان أروع شئ يدور فى مرسمنا الهادى أحيانا من حالات الاستغراق الإبداعى والصاخب أحياناً اخرى عندما يدور أى حديث جدلى بين الرائدين العملاقين "رخا و صاروخان"، و لكن الشئ الذى لا يمكن أن يمحى من الذاكرة هو مشاهدة صاروخان و هو فى حالة " رسم " أو حالة فنية "وصع فنى" أى مراقبته وهو يرسم شخصياته فى مختلف الاوضاع و شتى الانفعالات النفسية، و ما أكثرها.
ولفت "بيكار" إلى أن ملهمته الأولى فى اقتناص مختلف الانفعالات النفسية، حيث إنه يقوم بدور الممثل والمخرج والمؤلف، المتفرج أيضاً فى آن واحد عندما يواجه المرآه و يحرك عضلة من عضلات وجهه ليحصل على التعبير المناسب، فتارة ضاحكاً، وتارة ساخطاً، وتارة أخرى باكياً الى غير ذلك من الانفعالات و التعبيرات التى يتتطلبها الموقف، وخاصة عندما يرسم وجوه زعماء الحركة السياسية المتشنجة التى تكاد رسومهم تتحول الى أصوات صارخة تنطلق من صفحات المجلات وتدوى حتى تزلزل المكان.
وأكد "بيكار" أن رسومات صاروخان كانت أقرب الى الرسوم المتحركة التى ابتدعتها سينما القرن العشرين.. كانت الديناميكية العارمة تحرك كل خط يرسمه و تحيله الى نبض متفجر, و حركة صاخبة لا تعرف الاستقرار.
موضوعات متعلقة..
- بالصور.. افتتاح معرضى "ترنيمة الشمس" و"ألكسندر صاروخان" بالزمالك
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة