بدأ المؤتمر بعرض فيـلم تسجيلى عــن حيــاة الكاتــب الصحفـى الكبـير محمد حسنى هيكل ولقطات من حفل تكريمه عندما حصل على جائزة النقابة التقديرية "الهرم الذهبى"، كما أقامت النقابة معرض لكتب "هيكل" تشارك فيه "دار الشروق"، ومؤسسة "أخبار اليوم".
شارك فى المؤتمر يحيى قلاش نقيب الصحفيين، والكاتب الصحفى عبد الله السناوى وجمال عبد الرحيم سكرتير عام النقابة وخالد البلشى رئيس لجنة الحريات، والكاتب الصحفى جمال فهمى وخالد البلشى وكارم محمود وعلاء ثابت وخالد ميرى وأبو السعود محمد ومحمود كامل من أعضاء مجلس النقابة وإبراهيم منصور والدكتور عاصم الدسوقى، المؤرخ وأستاذ التاريخ الحديث.
وقال جمال عبد الرحيم، سكرتير عام نقابة الصحفيين، إن اليوم مخصص للأستاذ محمد حسنين هيكل ضمن فعاليات الاحتفال باليوبيل الماسى للنقابة.
وأضاف عبد الرحيم خلال كلمة له فى مؤتمر نقابة الصحفيين بعنوان "يوم مع هيكل"، قائلا: "لا ننسى للأستاذ مواقفه النقابية الكثيرة منها أزمة القانون رقم 93 لسنة 1995، دفاعا عن حرية الصحافة باعتبارها إحدى الحريات العامة ولن تنسى له موقفه الشهير عندما وجه رسالة لأعمال الجمعية العمومية الطارئة فى العاشر من يونيو 1995 لرفض التعديلات التى أقرها مجلس الشعب فى حينها، وكانت تمثل عدوانا على حرية الصحافة وقال فيها: "إنها ليست أزمة قانون ولكنها أزمة سلطة شاخت على مقاعدها"، لافتا إلى أنه كان لكلمته أثر كبير فى أعمال الجمعية العمومية التى ظلت فى حالة انعقاد مستمر على مدى عام".
وأوضح الكاتب الصحفى جمال فهمى، أن الكاتب الصحفى الراحل الكبير محمد حسنين هيكل هو زعيم هذه الأمة وحكيم مهنتنا، مضيفا أن الراحل أضاف إلى الصحافة قيمة برحلة هائلة.
وأشار فهمى، خلال كلمة له فى مؤتمر الصحفيين بعنوان "يوم مع هيكل"، إلى أن الراحل كان جزءا من تاريخ هذا الوطن وشارك فى صنعه، متابعا: "هذا الوطن والأمة العربية من حقهما أن تفخر بهيكل، ما قدمه للإنسانية عندما تجلت أسطورته، التى صنعها أغلبها وهو خارج المناصب".
وأكد يحيى قلاش، نقيب الصحفيين، أن طلال سلمان، رئيس تحرير جريدة السفير اعتذر عن الحضور فى مؤتمر اليوم، نظرا لظروف مرضية، موضحا أن سلمان كان من المقربين لهيكل، لافتا إلى طلال سلمان أرسل كلمة له بعنوان "فى تحية الأستاذ".
وأضاف "قلاش" خلال كلمة له فى مؤتمر الصحفيين اليوم، الخميس، بعنوان "يوم مع هيكل": "لا يوجد أهم من الكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل كشخصية وقيمة نتذكره فى اليوبيل الماسى".
وقال الكاتب الصحفى عبد الله السناوى، إن الكاتب الصحفى الكبير الراحل محمد حسنين هيكل كان لديه ضعف طبيعى فطرى تجاه شباب المهنة، وأنه كان لا يتأخر عن استضافتهم.
وطالب السناوى، خلال كلمة له فى مؤتمر نقابة الصحفيين بعنوان "يوم مع هيكل"، بأن يكون هناك دراسات موسعة وموثقة فى ظاهرة محمد حسنين هيكل، متابعا: "هيكل كان على اقتناع عندما كان يكتب خطب الزعيم جمال عبد الناصر، هيكل كان ناصرى، كان مقتنع بفكر وزعامة جمال عبد الناصر".
وأوضح السناوى، أن الكاتب الصحفى الكبير الراحل محمد حسنين هيكل كان الصحفى والمؤرخ وأنه أفضل من كتب فى الأمن القومى المصرى.
وأكد الدكتور عاصم الدسوقى، المؤرخ وأستاذ التاريخ الحديث، أن الكاتب الصحفى الكبير الراحل محمد حسنين هيكل يظل مصدرا لكتابة التاريخ.
وذكر الدكتور عاصم الدسوقى، خلال كلمة له فى مؤتمر الصحفيين بعنوان "يوم مع هيكل"، قائلا: "أظن أن هيكل لديه أوراق محفوظة خارج مصر فى خزينة حديدية".
وحصل "اليوم السابع"، على نص كلمة الكاتب الصحفى طلال سلمان الذى تلاها يحيى قلاش نقيب الصحفيين، عقب اعتذار سلمان عن المشاركة فى مؤتمر "يوم مع هيكل".
الى نص الكلمة:
فى تحية "الأستاذ"..
يشرفنى أن أكون معكم هنا، إلى جانب زملاء كبار، فى نقابة الصحافيين فى مصر، العريقة بتاريخها، والتى تعاقب على مواقعها القيادية نخبة من أساتذة الصحافة العربية أسعدنى زمانى فشرفنى بالصداقة مع بعضهم وربطتنا رفقة القلم مع جميعهم. ويؤلمنى أن نكون هنا للحديث عن أستاذنا صحافى القرن محمد حسنين هيكل وليس معه..
وها نحن نلتقى على ذكراك، يا معلم أجيال من حملة القلم لخدمة أوطانهم وأمتهم عبر هذه المهنة التى كبرت بك ومعك واكتسبت موقعها المميز فى خدمة شعبها وأمتها بالحقيقة.
وأصدقك القول أننا وزملائى ندخل القاهرة، اليوم، يجللنا الحزن، وقد كنا نصلها مغتبطين بأننا آتون إليك فيها وإلى بلادنا جميعاً فيك، وأنت الصديق الكبير، و"العارفة" كما كان العرب يصفون جامع المعلومات الشاملة عن الناس والأحوال جميعاً.. وكنا نصلها متباهين أو مزهوين بأننا سنجلس معك، فتباشرنا بالأسئلة التى نعرف أنك تعرف أجوبتها ولكنك إنما تدقق معلوماتك معنا وعبرنا... ثم نباشر طرح الأسئلة التى تقلقنا، والتساؤلات التى تفتح الباب للهموم الثقيلة التى تشغل أمتنا فى زمن الخيبة وانطفاء هدير الميادين عند عتبة أبواب التغيير وقبيل بزوغ فجر الغد الأفضل.
ولطالما كنت كريماً معنا، تفتح لنا باب الوقت، فتحول اللقاء إلى جلسة تفيض بالمعلومات والذكريات التى تعزز الاستنتاجات الراهنة، مع استعادة وقائع تاريخية لها انعكاساتها على الواقع خصوصاً وكنت تدعمها باستشهادات تتبدى حديثاً فى الثقافة قبل أن ننتبه إلى أنها تشرح بالتراث أحياناً وبكتب الشهود الموثوقين التى تمدك بالأدلة والبراهين التى تؤكد صحة التحليل أحياناً أخرى... ففى إعادة قراءة الماضى بوثائقه قبل وقائعه ما يفسر الحاضر وينير بعض الطريق إلى المستقبل.
كنت تقوم إلى مكتبتك الغنية فتأتى بكتب مذكرات لقادة كبار أو بمؤلفات لسياسيين دهاة لعبوا أدواراً خطيرة فى صياغة أو إعادة صياغة خرائط بلادنا غالباً، وابتدعوا دولها أحياناً، ورسموا لها الحدود تاركين فيها ألغاماً موقوتة ستتفجر ذات يوم فتتسبب فى العديد من الحروب بين الأخوة الذين صاروا رعايا لدول شتى ليس أسهل من استعداء بعضهم ضد الآخر، وتجاوز موجبات الأخوة دفاعاً عن الكيان المبتدع، والذى لم يكن له وجود، قبل قرن مثلاً، ولا هو يستحق إشعال حرب ستحرك الغرائز والأطماع، ارتكازاً إلى تاريخ مزوّر وإلى حدود وهمية رسمها الأجنبى خدمة لمصالحه، ثم جعلتها أنظمة الحكم مقدسة خدمة لأغراضها، وأولها السلطة ولو على دولة ليس لها ماض فى التاريخ ولن يكون لها دور فى المستقبل، على الأرجح، إلا ضرب الهوية الموحدة والمصالح المشتركة، خدمة للأجنبى بعنوان إسرائيل.
يا صحافى القرن
نفخر بأننا قد أخذنا عنك، على البعد، بقدر اجتهادنا.
أخذنا عنك كاتباً بأسلوب مميز، يجمع بين الوقائع ودلالاتها الراهنة، عبر خريطة مفصلة للحدث بأبطاله وموقعه فى الصراع، كما الدولى بانعكاساته المباشرة على الواقع العربى، وصولاً إلى الاستنتاجات باحتمالاتها المختلفة.
وأخذنا عنك عبر إعادتك كتابة تاريخ مرحلة خطيرة من مراحل بحث العرب، بدولهم المختلفة، عما يؤكد فيهم هويتهم الجامعة ومصالحهم المشتركة التى تتجاوز الحدود التى أقامها غالباً الأجنبى، وفق أغراضه، بغض النظر عن وقائع التاريخ وثوابت الجغرافيا.
ولست أبالغ إن أنا اعتبرت أنك قد زودتنا، والأجيال الآتية، بكتب مرجعية تعيد توضيح ما طمس من وقائع صنعت بعض ماضينا القريب وتركت ظلالها على ما قدم إلينا فى حاضرنا على أنها وقائع لا يقربها الشك، لا سيما ما يتصل بالصراع العربى – الإسرائيلى والحروب المبتورة قبل بلوغها غاياتها الوطنية والقومية برغم اغتسالها بدماء الشهداء.
أيها الأستاذ الذى سيحتل موقعه المرجعى فى تاريخ الصحافة، بل السياسة العربية، داخل مصر وخارجها:
لقد غادرتنا من دون أن تغيب عنا. فأنت باقٍ أمامنا كمثل أعلى للصحافى العربى الذى قدم صورة مشرقة عن الكاتب ـ المؤرخ ـ المحلل ـ المستعين بثقافته الواسعة، قراءة ومشاهدات، محاورات مع الكبار من موقع الباحث عن الحقيقة، والعامل لتوسيع دائرة المعرفة بالأحداث المحورية، بدلالاتها وتداعياتها، بصانعيها وأغراضها، قبل طرح الاستنتاجات والتحذير مما ينبغى الحذر منه فى الحاضر والمستقبل.
ولقد تركت الصحافة كمهنة مُكرهاً، ولكنك احتللت الموقع الذى يليق بك كداعية للقضايا المحقة لأمتك، وكمؤرخ لحقبة لعلها الأخطر فى تاريخ هذه المنطقة العربية فأبدعت مكتبة ممتازة تحفل بما خفى أو أُخفى عن أهل الأرض، بالتآمر أو بالاستهانة بهم.. وليس ما نعيشه الآن من حروب الإخوة واقتتال الأهل وافتراق الطرق بين من يفترض أن تجمعهم الهوية الواحدة والمصالح المشتركة وحلم الغد الأفضل المهدد دائماً بالتحول إلى كابوس إلا نتيجة لعجز الأنظمة عن مواجهة التحديات المفروضة وأخطرها تمتين الوحدة الداخلية وتعزيز رابطة الأخوة بين العرب فى مختلف ديارهم لمواجهة العدو الإسرائيلى المعزز بالدعم الدولى المفتوح بعنوانه الأميركي.
أيها الأستاذ الذى ارتفع بمهنة الصحافة إلى الذروة ثم وظف كفاءته فى إعادة كتابة صفحات مميزة من تاريخنا الحديث:
أيها الشاهد على الخسارة فى فلسطين، وعلى انتصار الإرادة على العدوان الثلاثى، وعلى الاقتراب من الحلم فى تحقيق الوحدة العربية، وعلى الهزيمة بسبب الغفلة وعدم المعرفة الدقيقة بقدرات العدو وقوى الدعم الدولى التى تسانده، قبل إقامة الكيان الصهيونى ثم فى توطيد الحمايات لهذا الكيان وتعزيز قدراته لتكون أعظم مما يملكه العرب مجتمعين.. هذا إذا اجتمعوا.
تحية لك وقد غادرتنا من دون أن نغادرك.. أيها المثل الأعلى للصحافى العربى بمعارفك وثقافتك وحصيلة تجاربك ومحاوراتك التى تجاوزت السياسيين إلى المفكرين الكبار الذين استضفت فى دار الأهرام حيث التقوا الكبار الذين احتضنت ووفرت المنبر لإبداعهم، وبينهم الأساتذة توفيق الحكيم ونجيب محفوظ ولويس عوض وصلاح عبد الصبور والحسين فوزى وكثير لا يتسع لذكرهم المجال المتاح.
وأختم بأن أنقل إليك تحيات زملائى فى "السفير"، وقد كنت تحرص على "مداهمة" مكاتبها فى بيروت، فى كل زيارة لك للبنان للاطمئنان إلى نجاحها فى مسيرتها لأداء دورها الوطنى والقومى.. فتجلس إليهم تشرح لهم حقيقة ما يجرى فى بلادهم ومن حولها، مستشرفاً معهم آفاق المرحلة المقبلة.
وبعد كل زيارة كان الزملاء يظهرون مزيداً من التواضع فى تقدير أهمية ما يعرفون عن الأحداث التى يتابعون تطورها وتداعياتها، مدركين أن أمامهم رحلة طويلة فى قلب الصعب لكى يستحقوا القول أنهم قد عاشوا فى عصر هيكل.
تحية لك، حيث أنت فى عليائك،حمى الله الصحافة التى تعيش أصعب أزمنتها، فى مصر كما فى سائر أقطار الوطن العربى الواحد، حيث لا سياسة ولا ميادين حاضنة لأسباب التغيير وجماهيرها.
وإلى اللقاء، أيها المفرد والذى يغنى لقب "الأستاذ" عن ذكر اسمه ـ العلم.
موضوعات متعلقة:
جمال فهمى: محمد حسنين هيكل هو زعيم هذه الأمة وحكيم مهنتنا
"الصحفيين" تعلن عقد مؤتمرها العام الخامس تحت شعار "نحو بيئة تشريعية جديدة"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة