ابن الدولة يكتب.. مواجهة حروب التشكيك.. دروس مهمة فى قضية الجزر.. وكيف يمكن موازنة الخلاف فى الرأى مع مصالح الدولة

الخميس، 14 أبريل 2016 09:00 ص
ابن الدولة يكتب.. مواجهة حروب التشكيك.. دروس مهمة فى قضية الجزر.. وكيف يمكن موازنة الخلاف فى الرأى مع مصالح الدولة ابن الدولة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ربما كان أهم النقاط التى أثارتها كلمة الرئيس لفئات المجتمع هى الدعوة لعدم الدخول فى حرب تشكيك وإثارة الانقسام داخل المجتمع، هناك اختلاف بين سياق الدولة والأفراد فى تناول قضية جزيرتى صنافير وتيران، وأنها كانت قضية متداولة وممتدة منذ عام 1990، وأخذت جولات من النقاش والقرارات التى تم إرسالها للأمم المتحدة، وأن هناك نقاطا تتعلق بالمفاوضات أو القضايا السياسية والدبلوماسية يمكن حال كشفها أن تؤدى إلى ارتباك الرأى العام. كان تأكيد الرئيس على أن مصر لم تعط ذرة رمل للسعودية، وأن التزامنا بحدودنا وأراضينا يرتب أيضا عدم المساس بحقوق الآخرين.. وضرب مثلا بأن تناول موضوع «سد النهضة» أضر بمصالحنا، لأنه كشف للطرف الآخر بعض الأوراق التى يفترض أن تبقى سرا، ولا تزال جلسة سد النهضة الشهيرة التى كان أطرافها يناقشون علنا وعلى الهواء تفاصيل التصرف تجاه إثيوبيا، بما فيها إجراءات استراتيجية وعسكرية لم يكن مناسبا تناولها علنا.

ومن الممكن دائما إدارة مناقشات عامة فى القضايا من دون التطرق لما يفترض أنه أسرار أو خطوات ليس علانية. كما هو معروف فى عالم السياسة. وقد نبه الرئيس إلى خطورة أن تتحول مواقع التواصل الاجتماعى إلى منصات لعرض الأسرار ووجهات النظر ونشر الانقسام، ولهذا فضل الرئيس أن يتحمل هو الهجوم، بل والاتهامات، على أن يذيع أسرارا تتعلق بالأمن. مع الأخذ فى الاعتبار أن ردود الأفعال الغاضبة أو المختلفة، والغيرة، أو الرفض، مهمة وضرورية فى سياقات الحوار المجتمعى، من دون أن تصل إلى الصراع والانقسام والتشكيك. ومن المهم أن يتم حسم الموقف تجاه الدولة والتأكد من عقيدة جربها المصريون على مدى تاريخهم أن دور القوات المسلحة هى الحفاظ على كل ذرة رمل، وأن التشكيك وزعزعة الثقة هى الهدف الذى تسعى إليه أطراف معروفة بعدائها وخصومتها ورغبتها فى إفشال البلد. وأن أى اختلافات واردة مادام بقى النسيج الوطنى قادرا على مواجهة التشكيك، خاصة فى وقت تتزاحم فيه الشائعات مع الحقائق، وتتداخل فيه المعلومات بالأكاذيب.

ولا يمكن فصل ما يجرى من حولنا فى المنطقة، وتجارب الدول التى تم تفكيكها وتحويلها إلى مناطق صراع بعمليات متقنة من التشكيك والشائعات، بينما بقيت الدول التى حافظت على نسيجها الوطنى، وانتبهت إلى محاولات التشكيك، والتقسيم الطائفى والعرقى وإشاعة الفوضى. ومهما كان الرأى فى الأحداث فإن أحدا لا يمكنه التغاضى عن حجم التحركات والخطوات التى تقود للاستقرار وسط جزر النار التى تحيط بنا. والسبب فى كل هذا وعى الشعب المصرى بما يجرى وهو وعى تاريخى يصعب شرحه. مع الأخذ فى الاعتبار أن الرأى العام ليس منفصلا عما يدور على مواقع التواصل وفى الإعلام الأمر الذى يحتاج إلى تطوير السياقات الإعلامية بما يتناسب مع ما يجرى فى العالم من تطور وانفجار معلوماتى يصعب فيه التفرقة بين الحقائق والشائعات.


p.8



موضوعات متعلقة..


- ابن الدولة يكتب: كيف يمكن بناء استراتيجية الاستقرار فى المنطقة؟.. هناك دول وأنظمة وأجهزة مستفيدة من وجود الإرهاب والتهديدات.. وهى نفسها الدول والجهات التى تبيع الأسلحة لكل الأطراف

- ابن الدولة يكتب: هل ينتقل "داعش" إلى ليبيا؟..الجهات الداعمة للإرهاب تدعم عرقلة قيام حكومة وحدة وطنية بليبيا.. واستمرار حظر السلاح يخدم الإرهابيين.. الجيش الليبى لا يزال الطرف الأقوى والسبيل للاستقرار

- ابن الدولة يكتب: مصر والسعودية.. خرائط تتحرك وتكتلات تتكون.. استراتيجية الفعل وليس رد الفعل.. أهمية بناء سياسات فاعلة فى مواجهة تكتلات وملفات وفكر سياسى يعيد بناء القوى وتوزيع التوازنات والتحديات






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة