ومن جانبها قالت إلهام صلاح الدين، رئيس قطاع المتاحف، إن المجتمع البريطانى يستعد بكل شغف لزيارة معرض أسرار مصر الغارقة، ورؤية عظمة الحضارة المصرية القديمة، حيث يتضمن مجموعة فريدة من الآثار التى توصلت إليها عمليات التنقيب البحرى التى أجريت على مدار السنوات الماضية فى خليج أبى قير أمام سواحل الإسكندرية بقيادة عالم الآثار الشهير فرانك جوديو، بالإضافة إلى تشكيلة نادرة من المقتنيات الأثرية التابعة لعدد من كبريات المتاحف المصرية".
وأوضحت إلهام صلاح الدين، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن معرض "أسرار مصر الغارقة"، حقق نجاحا كبيرا فى فرنسا، حيث جذب العديد من السياح وساعد على الترويج لمناطقنا ومتاحفنا الأثرية، وتدور فكرته حول المعبود أوزيريس فى العصور الفرعونية واليونانية والرومانية وتستغل فيه الآثار التى تم الكشف عنها فى الماء بواسطة بعثة المعهد الأوروبى للآثار تحت الماء، سواء المخزنة أو المعروضة فى كل من متحف الإسكندرية القومى ومكتبة الإسكندرية مدعوما ببعض القطع الأثرية من المتحف المصرى والمتحف اليونانى الرومانى.
ومن جانبه قال الدكتور مصطفى أمين، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، فى تصريحات سابقة لـ"اليوم السابع"، إن الدور الأساسى للمعارض الخارجية هو جذب الأجانب، ويعتبر أى معرض يقام خارج مصر هو عبارة سفير للآثار مصر فى البلد المضيفة بهذا المعرض، وبالتالى كان هذا رأيى بهذا الموضوع والذى لا أغيره أبدا وهو أن المعارض الخارجية ضرورة ملحة، ومعرض "أوزوريس.. أسرار مصر الغارقة" والذى يعد من أهم المعارض التى يحتضنها معهد العالم العربى بباريس.
وأوضح الدكتور مصطفى أمين، أن إقامة المعارض فى الوقت الحالى يعد دعوة للسياحة لمصر، وبالتالى نظرا لأحوال التى تمر بها البلاد من عدم وجود سياحة كافية، فنقوم نحن بتنظيم المعارض الخارجية وعرض قطع أثرية مصرية مميزة.
وأضاف الدكتور مصطفى أمين، أن المعارض الخارجية هدفها الأساسى جذب الأجانب، مشيرا إلى بعض الآراء التى تقول إنه عندما نرسل معرضا فى الخارج لأى دولة نقلل عدد الزائرين من هذه الدولة على مصر، ولكن هذه الفكرة خاطئة وبالعكس عندما نرسل معرضا فى الخارج والأجانب يشاهدونها تتكون لديهم فكرة حول الحضارة المصرية القديمة، وبالتالى يكون لديهم المعلومات الكافية بأن هناك معابد وأهرامات، والأماكن الأثرية الكثيرة بمصر، وهنا تكون الدعوة وحس الأجانب للنزول لمصر ومشاهدة أصل الحضارة على الطبيعة، بالإضافة للأعمال الدعاية للمعارض ونحن نقوم بعمل دعوة وتحريك للناس التى قد تسهو لبعض الفترات عن وجود حضارة عظيمة وقديمة مثل الحضارة المصرية، وبهذه المعارض تذكرة بوجود هذه المعارض الخارجية التى يكون عليها إقبال كبير من قبل الأجانب بالدولة المستضيفة لهذا المعرض، وبهذه المعارض تمت الدعوة وقمت بتنشيط السياحة بالفعل.
وأضاف الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، كما أن وسائل الإعلام التى تتحدث عن المتحف بالخارج تقوم بدور كبير فى الدعاية للمعارض، بالإضافة لما تنشره حول الشخصيات الهامة التى تزور المعرض، وهنا المعرض الخارجية تعمل تحت شعار "هنا مصر وأم الحضارات، وتعمل على تنشيط السياحة بشكل لا نحلم به. ويبلغ عدد القطع بالمعرض 293 قطعة منها 270 تقريبا منتشلة من الماء ناتج أعمال بعثة المعهد الأوروبى للآثار تحت الماء، وتنقسم مجموعة آثار المعرض المنتشلة من المياه إلى ثلاث مجموعات مستخرجة من الميناء الشرقى وموقعى كانوب وهيراكليوم بخليج أبى قير.
وأن أهم هذه القطع هى التماثيل العملاقة (أرتفاع 5 أمتار) لملك وملكه غير معروفين من العصر البطلمى والمعبود حعبى، وكذلك لوحة هيراكليوم وهى اللوحة التوأم للوحة نقراطيس المحفوظة بالمتحف المصرى بالإضافة للوحة أطلقنا عليها اسم هيركليوم انتشلت من موقع هيراكليوم (6 x 4 أمتار) وهى لوحة مكتوبة باللغتين المصرية القديمة (هيروغليفية) واليونانية ترجع لعصر بطلميوس الثامن. ويتم عرض مجموعة من الرؤوس للمعبود سرابيس وتمثالين لملكتين بطلميتين مرتديتين ملابس إيزيس من موقع كانوب، أما من الميناء الشرقى فيعرض تمثال الكاهن، بالإضافة لعرض مجموعة من اللقى الفخارية من المواقع الثلاثة وتماثيل برونزية صغيرة وبعض الأدوات البرونزية وخاصة مجموعة من المغارف التى تم الكشف عنها بمعبد المدينة، هذا إلى جانب مجموعة من الحلى والتمائم من المواقع الثلاثة، هذا بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الآثار من كل من المتحف اليونانى الرومانى بالإسكندرية والمتحف المصرى بالقاهرة والتى ترتبط ارتباطا وثيقا بعبادة أوزوريس فى العصور الفرعونية واليونانية والرومانية مثل عجل ابيس وتمثال سرابيس الخشبى وعمود جت وعين ودجات وتماثيل أوزوريس وإيزيس وحورس على شكل إنسان أو صقر وحربوقراط وما يخصهم من آثار أو المعبودات التى تشبهت بهم فى العصور المختلفة.