هناك تفاصيل وانعكاسات كثيرة على زيارة الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند لمصر لها تأثيرات مختلفة على أكثر من صعيد سياسى واقتصادى، والأهم هو مدى التوصل إلى رؤى مشتركة للقضايا المطروحة فى الشرق الأوسط، المنطقة التى تغلى وتواجه صراعات وتداخلا واسعا للأوراق. سواء الأزمة السورية أو الليبية، أو ما يجرى فى اليمن، وما تواجهه المنطقة عموما من تحديات من قبل التنظيمات الإرهابية وهى تهديدات فيها جزء مشترك، حيث التهديدات مع فرق كبير لكون التهديدات لدول أوروبا ليست بنفس التركيز والعنف الذى يجرى فى المنطقة العربية.
فضلا عما تواجهه الدول المختلفة من مواجهات واسعة مع الإرهاب، ليست سوريا والعراق، ولكن ليبيا التى تمثل أوضاعها السياسية والأمنية حالة تثير قلق أوروبا، مثلما تثير قلق مصر، لكونها تدخل ضمن الملفات المتعددة، فهى تتعلق بملف الإرهاب والبترول والهجرة غير الشرعية والفوضى التى تمثل بؤرة عنف وتطرف وإرهاب محتملة، فضلا عما يعانيه الشعب الليبى من الفوضى وسرقة موارده، واستمرار حظر السلاح للجيش الليبى، بينما تحصل التنظيمات الإرهابية على السلاح. ومع أهمية الملفين الاقتصادى والعسكرى فى العلاقات المصرية الفرنسية، يبقى الملف السياسى العام والإقليمى أحد الملفات الأكثر تأثيرا واحتياجا لموقف دولى وأوروبى بقدر ما يتطلب أيضا موقفا عربيا موحدا. ولا شك أن التقدم فى العلاقات يمكن أن يساهم فى تقريب وجهات النظر تجاه أزمتى سوريا وليبيا، والتعاون بمكافحة الإرهاب.
وخلال المؤتمر الصحفى بين الرئيس السيسى، والرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند، هناك إشارات سياسية واضحة تجاه القضية الفلسطينية، والسورية والليبية، إلى جانب ملف مكافحة الإرهاب. ومن المهم تعزيز التعاون بين الطرفين تجاه هذه الأزمات، بما تمثله فرنسا من صوت مهم داخل الاتحاد الأوروبى.
إعلان فرنسا تعزيز التعاون مع مصر فى مكافحة الإرهاب يعنى أن هناك تعاونا سياسيا وعسكريا وتبادلا للمعلومات لمواجهة الإرهاب، ثم إن فرنسا تلعب دورا فى الاتحاد الأوروبى، خاصة أن دول أوروبا بدأت تستشعر خطر الإرهاب، ومصر بالطبع دولة محورية تسعى لتوحيد جهد عربى تجاه الأوضاع بالمنطقة العربية، وتحريك الملفات المهمة، ومنها الحل السياسى فى سوريا، الذى ربما يكون أحد الاتجاهات المهمة لبناء الاستقرار فى المنطقة المضطربة، مع ملاحظة أن الحل السياسى بسوريا حتى لو كان مطروحا من دول مختلفة، فإن كل دولة لديها تصور للحل يختلف عما تراه الدول الأخرى.
موضوعات متعلقة:
- ابن الدولة يكتب: المشروعات الكبرى ليست مبانى فقط.. والاستثمارات الخارجية والمشروعات الداخلية كلها تمثل خطوات اقتصادية للأمام.. نحن أمام خيارات ليست سهلة لكنها ليست مستحيلة بل ممكنة
- ابن الدولة يكتب.. السياسة والاقتصاد فى علاقات مصر وفرنسا.. جسور التعاون الاستثمارى والعسكرى فى العلاقات الاستراتيجية بين القاهرة وباريس
- ابن الدولة يكتب: الفرق بين العمل للمستقبل والكسل السياسى..أفرق بين مواطن يعلن وجهة نظره وآخر يمارس لعبة مكشوفة ويتحدث باسم وطن هو نفسه يكرهه..المصريون أصبح لديهم القدرة على التفرقة بين الحقيقة والخيال