فى اليوم العالمى للتوحد.. أم تحقن نفسها بدواء طفلها التوحدى لتشعر بمعاناته.. "ماجدة": المدارس الدامجة رفضت استقباله.. وتؤكد: المراكز تتاجر بأبنائنا.. وأطباء يروجون للخلايا الجذعية

السبت، 02 أبريل 2016 09:04 ص
فى اليوم العالمى للتوحد.. أم تحقن نفسها بدواء طفلها التوحدى لتشعر بمعاناته.. "ماجدة": المدارس الدامجة رفضت استقباله.. وتؤكد: المراكز تتاجر بأبنائنا.. وأطباء يروجون للخلايا الجذعية ماجدة عبد الباقى وابنها المريض بالتوحد
كتبت آية دعبس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"لم يعد يهمنى شىء، أو أن يصفنى البعض بالجنون، عندما يجدوننى أجلس فى الطرقات وسط السيارات، أحتضن ابنى التوحدى محاولة تهدئته بعدما يتعرض لاضطراب لسماعه أصوات "الكلكسات"، أو أن أستمع إلى أحاديث تنم عن جهل ككلمات الاستعطاف "يا حرام، والحلو ما يكملش"، فقط ما يهمنى هو يوسف، وأن أكون أحد أساسيات عالمه"، كانت تلك أولى كلمات ماجدة عبدالباقى، والدة يوسف فى حديثها عن رحلتها مع مرض التوحد مع طفلها.

قالت ماجدة، لـ"اليوم السابع":"اكتشفت أن يوسف يعانى من التوحد عند بلوغه ثلاث سنوات، عندما لاحظت أنه يميل إلى العزلة والجلوس منفردا، بعدما كان يمكنه مناداتنا بماما وبابا، وقتها بدأت عرضه على الأطباء لكنهم لم يتمكنوا من تشخيص حالته، وأكدوا أنه ليس مرضى لكنه "دلع"، ولم أجد أمامى إلا مجموعة من النصائح من المقربين فتارة يطالبوننى بعرضه على أحد الشيوخ، وآخرين يعرضون على علاجه بالأعشاب، حتى أننى لجأت إلى بعض المنتجات التى يتم الترويج لها بإعلانات إحدى القنوات، كانت تكلفة الجرعة ألف جنيه، وعبارة عن زجاجتى مياه وشريط للقرآن، وحصلت على 6 جرعات دون تغيير".

وأضافت:"ومع بلوغة عامه السادس، وفى إحدى الزيارات لعيادة طبيبة شهيرة، دونت ليوسف حقن الخلايا الجذعية، والتى لا يوجد منها داخل مصر، وفقط متاحة بألمانيا، لكن أمام رغبتى فى أن يصير طفلى كسائر زملائه لم يوقفن ذلك، ومع بداية الجرعات وجدت أنه فى حالة من النشاط غير الطبيعى ويصرخ ويحطم أثاث المنزل وكل ما حوله، ودفعنى قلقى حياله بأن أتخذ قرارا بحقن نفسى بالحقن نفسها، لأجد نفسى فى حالة من النشاط المبالغ به، أقفز 3 درجات من سلم المنزل، وأقوم بكافة أعمال تنظيف المنزل على غير عادتى ولا أنام، كل هذا قلقنى على طفلى، وفور توقفى عنه، عانيت من تكسير فى العظام ولا أتمكن من الوقوف على قدمى ونبضات قلب سريعة جدا، فاتخذت قرارا بوقف العلاج عن يوسف".

وأشارت ماجدة، إلى أن الطبيبة نصحتها بحقن الخلايا الجذعية، لما لها مفعول قوى فى ضغط الأكسجين للمخ وتساعد على الكلام، لكن ذلك لم يحدث، مضيفة:"منذ ذلك الوقت قررت تجربة كل دواء يكتبه طبيب لابنى، فتناولت "منوم" يدونه الأطباء لأغلب أطفال التوحد، خاصة أنه فور تناول يوسف له أجده يظل يصدم رأسه فى الحائط ويصرخ، فتناولته من بعده فوجدت اننى أشعر بأننى أرفض النوم ولكن عينى تغلق وحدها وجسدى بالكامل خامل، فقررت وقف جميع الأدوية ونجحت فى ذلك خلال عام، حتى أصبح حاله أفضل وبدأت أشعر بتحسن فى حالته، وتأكدت أننى كنت أدفع آلاف الجنيهات لأضر ابنى، تنفيذا لتعليمات الأطباء".

وتابعت،:"لم تقف تجارب الأطباء على أطفال التوحد عند هذا الحد، فنصحنى أحدهم بجلسات الحجامة مع أحد الأطباء المشهورين، وطالبنى بحلاقة شعر ابنى تماما، ورغم أن أجمل شىء لديه هو شعره نفذت، ومع أول جلسة ولما شاهدته من معاناة كبيرة لطفلى بين يدى الطبيب، لم أكمل الـ 12 جلسة، وكانت آخر محاولاتى هو العلاج بالأكسجين، والذى جربت منه 4 جلسات ولم أكمله أيضا لنتائجه السلبية، وقتها قررت عدم التوجه لأى أطباء والتعامل مع طفلى بطبيعتى".

وبكلمات تعبر عما بداخلها من ضيق وقوة أمام نظرات المجتمع، قالت ماجدة:" يوسف طفل طبيعى، وليس عدوانى، وتمكنت من تعليمه كل شىء حتى أننى حددت له مواعيد طعام، وعندما يحتاج شيئا يحضره بنفسه لعدم وجود اتصال لغوى بيننا، لكن أصعب الأوقات التى قد تمر علينا عندما يتعرض لاضطرابات عند السير فى الشارع والاستماع لأصوات السيارات، والتى تدفعه للوقوف فى وسط الطريق أو أنه يجرى بعيدا عنى، لكن لم تعد تهمنى نظرة الناس، فقد تخطيت تلك المرحلة، فأضطر حال جلوسه وسط السيارات أنى أجلس بجانبه، وأحاول تهدئته".

وأوضحت ماجدة، أنها خلال محاولتها لإلحاق ابنها التوحدى بالمدارس الدامجة، رفضت جميعها قبوله، لقلق أوليا الأمور على أبنائهم منه، مما اضطرها لإلحاقه بمدارس التربية الفكرية، رغم عدم مناسبتها له، مشيرة إلى أن أغلب مراكز التأهيل تتعامل مع الأطفال باعتبارهم "فرخة تجلب لهم بيض من الذهب"، على حد وصفها، وتخصص مبلغ 3 آلاف جنيه فى الشهر لترك الأطفال لديهم حتى الثانية ظهرا، لافتة إلى أنها تدفع 12 ألف جنيه سنويا لاتاحة فرصة لابنها للعب فى مساحة مناسبة له فقط.

ونتيجة لما شعرت به من سلبية من قبل المسئولين، والجهات المعنية، لم تجد ماجدة إلا صفحات التواصل الاجتماعى، والفيس بوك، لتؤسس لمجموعة أطلقت عليها "جمهورية أمهات التوحد"، وتخصيص شقة صغيرة كمركز للتواصل فيما بين أولياء الأمور وحل مشاكلهم معا.

وطالبت الحكومة بالاهتمام بأطفال التوحد، لاختلافهم عن سائر أنواع الإعاقة، وتأسيس مراكز تضم مجموعة من الأطباء المتخصصين ذو خبرة ومعتمدة من الدولة، لعلاج الأطفال بشكل صحيح.


ماجدة عبد الباقى وابنها المريض بالتوحد (1)

مريض بالتوحد (2)



موضوعات متعلقة..


- غدا.. اللون الأزرق يغطى معالم مصر الأثرية احتفالا باليوم العالمى للتوحد








مشاركة

التعليقات 8

عدد الردود 0

بواسطة:

Syd aly

الى العظيمة ام الطفل يوسف

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد

الف سلامه

عدد الردود 0

بواسطة:

ام تقدر معاناتك وشجاعتك

اعانك الله وسدد خطاك

عدد الردود 0

بواسطة:

مجدى محمود

شافاه الله وعافاه

وجعله الله لك باب لدخول الجنة بأذن الله

عدد الردود 0

بواسطة:

Pharaoh

Autism

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد ابو جاسم

ارهقنا التوحد كان الله فى عوننا

عدد الردود 0

بواسطة:

Pharaoh

التوحد

عدد الردود 0

بواسطة:

ميدو عماد

الام المثالية

ربنا يعينك يا ام يوسف ،،،دعوة من القلب

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة