واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة جدول أعمال التنمية المستدامة لعام 2030، الذى يشتمل على 17 هدفاً من أهداف التنمية المستدامة، تنطوى على 169 مقصداً، وجاءت الإشارة إلى الأشخاص ذوى الإعاقة واضحة جداً فى الهدف 4 المتعلق بجودة التعليم، والهدف 8 المتعلق بالعمل الملائم والنمو الاقتصادى، والهدف 10 المتعلق بالتقليل من التفاوت والتباين، والهدف 11 المتعلق بالمدن والمجتمعات المحلية المستدامة.
وتشارك مصر بإحياء اليوم العالمى للتوحد من خلال إضاءة بعض المعالم السياحية باللون الأزرق، ومنها برج القاهرة، وأجزاء من النيل، ومستشفى 57357، ومعبد حتشبسوت، وطريق الكباش فى الأقصر ومعبد الكرنك وغيرها من الأماكن الأثرية، لتسليط الضوء على الحاجة إلى تحسين حياة الأطفال والبالغين الذين يعانون من هذا المرض، بما يكفل لهم حياة كريمة.
من ناحيته، أكد محمد الحناوى، المدير التنفيذى للجمعية المصرية لتقدم الأشخاص ذوى الإعاقة والتوحد، أن نسبة المصابين بالمرض تصل إلى 15% من تعداد السكان.
وأوضحت مها هلالى، رئيس مجلس إدارة الجمعية، أن التوحد إعاقة "خفية" ليس لها أى ملامح فسيولوجية، وليس مرضًا، ويعانى الفرد المصاب به مشكلة فى التواصل، وتبدأ ملاحظته من سن 6 أشهر عند ملاحظة الأم عدم وجود أى تواصل بينها وبين طفلها أثناء عملية الرضاعة، ويظهر خلال الـ3 سنوات الأولى من العمر، ويؤثر على إدراكهم للبيئة المحيطة بهم وكيفية التواصل مع الآخرين.
وأضافت "هلالى"، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، "نِسَب الإصابة طبقًا لمنظمة الصحة العالمية فى 2013 تصل إلى واحد من كل 500 طفل، ولاحظنا أن الأعداد فى زيادة، لذا نطالب بوجود دراسات جديدة للوقوف على صحة الأرقام، فيما تشير نسب الإصابة إلى أن التوحد ينتشر بين الذكور عن الإناث، حيث يوجد لدى واحد من كل 42 مولود ذكر، مقابل واحد من كل 189 أنثى، بإجمالى 67 مليون شخص يعانون من التوحد حول العالم، وفى مصر 150 ألف حالة وهو عدد غير واقعى، و6 آلاف فى السعودية، و8 آلاف فى الأردن، وهى جميعها أعداد خاصة بالأطفال فقط.. ونحو 2% فقط من ذوى التوحد يمكنهم التحسن وصولاً إلى إمكانية الزواج".
وبالرغم من مرور 73 عامًا على أول تشخيص لاضطراب التوحد على يد الطبيب الأمريكى ليو كانر عام 1943، ما زال هذا المرض الأكثر غموضًا بين الاضطرابات العصبية والذهنية لدى الأطفال، لاسيما مع عدم التوصل للأسباب الحقيقية أو لوسائل علاجه.
ويعرف اضطراب التوحد، بحسب الدليل التشخيصى الإحصائى، على أنه "حالة من القصور المزمن فى النمو الارتقائى للطفل، يتميز بانحراف وتأخر فى نمو الوظائف النفسانية الأساسية المرتبطة بنمو المهارات الاجتماعية واللغوية، وتشمل الانتباه، والإدراك الحسى، والنمو الحركى".
وتبدأ هذه الأعراض خلال السنوات الثلاث الأولى، ولم تكتشف حتى الآن العوامل النفسية والبيئية المسببة لها، بل يغلب الظن بأن العوامل المسببة ذات جذور عضوية فى المخ والجهاز العصبى المركزى، ويوجد أنواع مختلفة من التوحد، وتختلف أعراض المرض من طفل إلى آخر، لهذا السبب يقال بوجود اضطرابات طيف التوحد.
ويمتلك ما يقدر بـ1.5% إلى 10% من الأفراد المصابين بالتوحد قدرات غير عادية، بدءًا من المهارات المتعلقة بحفظ الأمور البسيطة إلى المواهب النادرة المعجزة للغاية التى تتواجد لدى العلماء المصابين بالتوحد.
موضوعات متعلقة...
"الآثار" تضىء معبدى الكرنك والأقصر احتفالا باليوم العالمى لمرضى التوحد.. غدا