"أبولافى" والذى عرف بين زملائه المناضلين باسم "الدكتور"، لشدة ذكائه وحيله فى التعامل مع كل المواقف، ولقب حركيا فيما بينهم وبلغة الإشارات السرية "محمد الفاتح"، توفى فى عام 1989 تاركا وراءه سجلا حافلا بذكريات النضال، بعضها تمكن أبناؤه من جمعه وتوثيقه، وأخرى لاتزال سريتها وخطورتها تحول دون الإفصاح عنها.
هذا ما ذكره لـ "اليوم السابع" نجله "السيد" الذى يتوسط 9 أبناء للمناضل "السويركى" بينهم 6 ذكور و3 إناث.
ابن القوات المسلحة
يؤكد "السيد"، أن والده هو ابن القوات المسلحة، وأنه من أبناء عشيرة الزيود فى قرية الجورة بجنوب مدينة الشيخ زويد، رحل بسبب الجفاف والقحط فى المنطقة إلى محافظات الوادى، واستقر فى جزيرة سعود فى محافظة الشرقية، ليجد الكلأ لأغنامه التى هى مصدر معيشته، ونظرا لأنه كان يحمل فى داخله وطنية وحب لبلاده، لم يحتمل وجود الاحتلال الإسرائيلى على أرضها، وفور احتلالها قرر أن ينضم لزملاء آخرين له من بدو سيناء فى منظمة سيناء العربية المنوط بها عند بداية تشكيلها جمع المعلومات خلف خطوط العدو، وإبلاغ الجهات المعنية بها فى الجانب المصرى.
105 عملية فدائية
وأضاف الابن أن أباه لم يكن بمفرده، وكان ضمن تشكيلات كل تشكيل له مهامه، وتطورت مهامهم وانتقلت من مرحلة جمع المعلومات إلى نقل الأسلحة، وتنفيذ عمليات نوعية ضد أهداف للجيش الإسرائيلى، ووصلت العمليات التى نفذها لنحو 105 عملية داخل خط العدو.
وأشار إلى أن تنفيذ العمليات لم يكن بالأمر السهل، ويبدأ بنقل الأسلحة والسير بها فى مناطق وعرة من شاطئ القناة، مرورا بصحراء سيناء، وتخزينها، وعمليات النقل تتم على ظهور الإبل لمسافات تصل لنحو 160 كيلو مترا، والأسلحة المنقولة بينها صواريخ لضرب أهداف من مسافات بعيدة.
ضرب أهداف للعدو
ومن بين العمليات التى شارك فيها ضرب أهداف للعدو الإسرائيلى فى جزيره شدوان، ونسف معسكر للجيش الإسرائيلى فى منطقة مصفق غرب العريش.
وأضاف أنه عقب إحدى العمليات، تم تمشيط المنطقة والقبض على والده، وكان الحكم عليه بالسجن 140 عاما، قضى منها 3 سنوات و3 شهور فى سجون الاحتلال الإسرائيلى، ثم خرج فى صفقة تبادل بضابط إسرئيلى يدعى "مورخ".
وتابع نجله "السيد" أنه من المصادفات أنه ليلة إلقاء القبض على والده كانت والدته تلد تؤمين، فى منزل يستأجرانه من عمدة فى جزيرة سعود بالشرقية، وكان جميعهم صغار فى السن، وفوجئوا أن والدتهم يأتيها الم المخاض، ويتوفاها الله بعد أن ولدت تؤمين، ولم يكن الأمر هين عليهم، ولا يعرفوا كيفية التصرف، فلا والد لهم وهو سجين، ولا والدة وقد توفاها الله، وهم فى مكان غريب لا أهل لهم فيه، وعلى الفور فوجئوا بتدخل إحدى الجهات المعنية فى الدولة التى كانت مسؤولة عن عمل الفدائيين فى سيناء، وتجمع أعيان المنطقة، وتم الاتفاق أن يقوم عمدة القرية بأخذ التؤمين لتربيتهما لحين خروج والدهما من السجن، بينما يتم الإشراف الكلى من الجهاز على تربية الكبار من الأبناء، وأن يقوم الشيخ عيد أبو جرير أحد رموز سيناء وشيخ الطريقه الجريرية الصوفية والذى كان يقيم فى جزيرة سعود برعاية أملاك والدهم، وكانت عبارة عن قطيع من الأغنام هى مصدر رزقهم.
وتابع أنه بعد خروج الوالد من السجن، تم جمع شمل الأطفال فى بيتهم، وانتقل الوالد من جزيرة سعود بالشرقية لمنزل جديد فى عزبة السواركة بمدينة القنطرة غرب، وكان حريصا على تربية أبنائه أحسن تربية، ولكنهم لم يكن لهم نصيب فى العلم والدراسة، وتفرغوا لأعمال التجاره فى سوق القنطرة.
واستطرد أن والده توفى على أثر إصابته بذبحه صدرية فى مستشفى الجامعة بالإسماعيلية، وأنه بعد تماثله للشفاء كان مصرا أن يعود للمنزل ليحتفل بليلة "الإسراء والمعراج"، ويقوم بعادته السنوية فى هذه المناسبة بنحر الذبائح وتوزيعها على المستحقين، وطلب منا التجهيز وهو ما قمنا به وعدنا إليه فى المستشفى لنصطحبه معنا ووجدناه قد توفاه الله.
وعاتب السيد الجهات التنفيذية فى شمال سيناء، لأنها لم تخلد ذكرى ودور والده الذى يعرفه كل أبناء سيناء، بإطلاق اسمه على مدرسة أو معهد أزهرى أو شارع، مشيرا إلى أنه فى مدينة القنطرة التى هاجر إليها حرصت الجهات المسؤلة تكريما لروحه، على أن تطلق اسمه على أحد أهم شوارعها.
موضوعات متعلقة..
- توافد المواطنين على ميدان القائد إبراهيم للاحتفال بعيد تحرير سيناء
- جهاز تنمية سيناء: 4 مليار جنيه استثمارات منفذة فى النصف الأول من 2015-2016
- المتحدث العسكرى ينشر صورة جديدة احتفالا بذكرى تحرير سيناء
- عروض جوية فى سماء القاهرة الكبرى احتفالا بذكرى تحرير سيناء
- الجيش الثالث يوزع الورود والهدايا على الموطنين فى طريقى السويس والسخنة
- سيولة مرورية واستنفار أمنى بالتحرير بالتزامن مع الاحتفال بعيد تحرير سيناء
عدد الردود 0
بواسطة:
بحب مصر
بحب مصر والسعودية والمجاهدين (والنقاب فرض في زمن الفتنة )
اللهم احفظ مصر والسعودية والمجاهدين
عدد الردود 0
بواسطة:
sameh
البطل