كالعادة، عندما تتوه الأسباب الحقيقية لأى أحداث أو فعاليات سياسية على كل من يحلل، فإنه يرى الأمر بشكل مختلف، وما نراه الآن من تجهيزات لمظاهرات 25 إبريل هو نفسه ما جرى فى الكثير من الأحداث الغامضة التى شهدتها مصر خلال السنوات الأخيرة، والتى أضاعت الفرص على القوى السياسية العاقلة فى أن تتقدم خطوة للأمام فى بناء الوعى السياسى.
لا أحد يمكنه الإجابة عن سؤال مهم فى مظاهرات الغد: من اختار 25 إبريل للتظاهر؟.. الإجابة غالبًا تجدها فى بيانات جماعة الإخوان وصفحاتها المعلنة والخفية، والتى فقدت كل محاولاتها وتفرغت قنواتها فى الخارج لقيادة المظاهرات، والتحريض عليها، والاستعداد لما بعد سقوط الدولة، وهو وهم للتنظيم الذى تساقطت أوراقه، لكن السؤال للقيادات السياسية والزعامات التى تصر على السقوط فى وحل الجماعة من جديد، أن يتم اختيار يوم عيد تحرير سيناء ليكون مناسبة لكل مغامرى السياسة، وطلاب الكاميرات ليهتفوا بسقوط الجيش.
من يتابع الصفحات الإخوانية، وبعض المواقع الإخبارية، يمكنه أن يشم رائحة المال التركى والقطرى الذى يتخفى وراء عناوين تحمل اسم مصر والمصريين، بينما كان الرهان على عقل بعض القيادات، وما تبقى لديها من عقل، أن تحدد هدفها بعيدًا عن دعايات معروفة وواضحة.
الذين اختاروا يوم 25 إبريل هم من حددوا مسبقًا برنامج التظاهرات وأهدافها، والتى فشلت كل محاولات صبغها بالثورية، وفضح استعجال التنظيمات والجماعات الخارجية المرتزقة أهدافها. وليست مصادفة أن يخرج المجلس الثورى المرتزق ليعلن انتظار سقوط مصر، وأن تنشط كل الصفحات والمواقع النائمة، أو التى تتخفى خلف ستار يسارى أو نشاط سياسى، هذه المواقع أسفرت عن وجهها بشكل لا يمكن تجاهله، وهناك فرق واضح بين الصحف والمنشورات السياسية التى تطالب بإشعال البلد، ولو أن هناك أى محاسبة مهنية، فهذه المواقع لاعلاقة لها بالصحافة، بل هى مواقع تحريضية، ولو كانت فى أى دولة من دول العالم التى يضربون بها المثل فى الديمقراطية لتم تجريمها ومحاسبتها بالقانون، لكننا أمام نوعيات تختفى وتخلط بين الإرهاب والعمل السياسى، ولا يمكن اعتبار هذه الاتجاهات والمنشورات عملًا سياسيًا، بل هى دعايات للتخريب.
هذه الجماعات بالرغم من كل ما تنفقه، وما تبذله من جهود، عجزت عن الوصول إلى أعداد مناسبة، وتزعم أن هناك من يخشاها، بينما يرفضون أى مواجهة للتحريض والتخريب الواضح.
وكان الأجدر بالقيادات التى تزعم أنها تمارس السياسة، وتفهم فيها أن تعترض أو تفكر فى بديل ليوم يوافق ذكرى عزيزة على المصريين، ويفاجئهم انصراف الشعب عنهم!.. هذه القيادات التى تزعم أنها شعبية لم تقدم عملًا سياسيًا واحدًا يمكن تذكره، ولا سعوا لبناء وعى سياسى وحركة جماهيرية، لكنهم فقط يتحدثون باسم الجماهير، ولا يفعلون غير السير خلف غيرهم.
اختيار 25 إبريل يضاعف من ابتعاد هؤلاء عن الشعب الذى يتحدثون باسمه.. لقد تجاهلوا أنهم كانوا فى حماية الأمن من فئات شعبية تعرف الفرق بين المعارضة والسعى لإسقاط الدولة، وتجاهلوا حجم التحديات الاقتصادية والاجتماعية.. الشعب الذى يتحدثون باسمه هو من يدفع ثمن كل أزمة من الأزمات التى تتضاعف بسبب مخططات لم تعد خافية على أحد.
ابن الدولة يكتب: ما علاقة المظاهرات بمجلس تركيا وتنظيمات الإرهاب؟.. مازال هناك من يمشى وراء الإرهابيين مثلما فعلوا من قبل مع الإخوان .. ومن ينكر وجود مخططات للهدم إما جاهل أو له مصلحة من الفوضى
ابن الدولة يكتب: مصادفات جديدة بين «ريجينى وكيرى».. كيف أصبح الهارب عمر عفيفى مصدرا أمنيا رسميا لتقارير الصحف الإيطالية والوكالات الكبرى؟!..هذه التقارير وتوقيتات نشرها تضاعف من حجم الغموض وجهة إطلاقها
ابن الدولة يكتب: لماذا نستبعد أنها حرب؟ .. المصريون يفرّقون بين المعارضة والمؤامرة وبين السباق والصراع.. الخبراء يؤكدون أن الدولار وارتفاعه أمر غير طبيعى.. وربما تكون هذه إحدى مراحل العمل ضد الاقتصاد
ابن الدولة يكتب: من اختار 25 أبريل للتظاهر؟.. الإجابة موجودة فقط فى بيانات الإخوان.. من يتابع صفحات التنظيم يمكنه أن يشم رائحة المال التركى والقطرى.. والتنظيمات المرتزقة تخلط الإرهاب بالعمل السياسى
الإثنين، 25 أبريل 2016 09:00 ص
ابن الدولة