ويقول اللواء أركان حرب متقاعد طه محمد السيد مستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن حرب أكتوبر 1973، كانت نقطة فاصلة فى تاريخ العسكرية المصرية والتى تم من خلالها استعادة جزء من سيناء عسكريا، ولها نتائج مبهرة وفى مقدمتها انتهاء أسطورة الجيش الإسرائيلى الذى لا يقهر، واستعادة القوات المسلحة ثقتها فى نفسها وجنودها، مشيرا إلى أن نتائج حرب أكتوبر تدرس فى المعاهد العالمية.
ويضيف " حرب أكتوبر كانت شاهدا على تلاحم الدول العربية فى اسمى صوره، ولكن لم يتم استعادة سيناء فى حرب 1973، ولكن كان هناك حرب اخرى استمرت من 1973 وحتى 1982 التى بها تم استعادة 99% تقريبا من مساحة سيناء ".
ويرصد المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا اللحظات التاريخية فى طريق استعادة سيناء، موضحا أن البداية كانت فى مفاوضات (الكيلو 101) التى جرت بين الجانبين المصرى والإسرائيلى التى تم من خلالها التوصل إلى اتفاق "فض الاشتباك الأول"، الذى تم توقيعه فى يناير 1974، وبموجب هذا الاتفاق كان الانسحاب الإسرائيلى من الأراضى التى تواجد بها غربا إلى مسافة 30 كيلو مترا مربعا شرق القناة، ثم استمرت المفاوضات إلى أن تم توقيع اتفاق "فض الاشتباك الثانى" فى سبتمبر 1975 والذى بموجبه انسحبت إسرائيل من مساحة 4 الاف و500 كيلو متر مربع من سيناء.
ويذكر اللواء طه السيد أن هذه المرحلة شهدت حدثا تاريخيا تمثل فى إعادة فتح "قناة السويس" للملاحة البحرية بعد توقف دام لمدة 8 سنوات فى احتفال رسمى شعبى حضره الرئيس الراحل محمد أنور السادات، موضحا أنه بعد هذه المرحلة بدأنا فى مرحلة أخرى من النضال السياسى وهى مرحلة المفاوضات التى بدأت بمبادرة الرئيس الراحل أنور السادات فى نوفمبر 1977 وزيارته للكنيست الاسرائيلى فى نفس الشهر، واستمرت هذه المفاوضات إلى أن تم توقيع اتفاقية كامب ديفيد فى الولايات المتحدة الأمريكية 26 مارس 1979، والتى من بنودها الرئيسية انسحاب إسرائيل الكامل المدنى والعسكرى إلى ما وراء حدود 1967، وبسط السيادة المصرية الكاملة على سيناء شمالا وجنوبا، بالإضافة إلى توقيع اتفاق السلام بين الدولتين.
ويضيف " مراحل الانسحاب استمرت فترة من الزمن تقترب من عامين، ولكن بعد شهرين من توقيع الاتفاقية تم رفع العلم المصرى فى مدينة العريش شمالا، ومدينة رأس محمد جنوبا تحديدا فى 26 مايو عام 1979، واستمر الانسحاب حتى استكمل فى 25 أبريل عام 1982، ورفع العلم المصرى فى رفح شمالا، وشرم الشيخ جنوبا، عدا قطعة من الأرض صغيرة وهى منطقة طابا ".
ويشير اللواء طه السيد إلى" أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، ولكن دخلنا فى معركة أخرى نطلق عليها "معركة قضائية" من أجل استعادة طابا، شارك فيها قانونيون وعسكريون على أعلى مستوى، استمرت على مدار 7 سنوات، ولكن بقبول إسرائيل التوجه إلى التحكيم الدولى ونجاح المفاوض المصرى وصدور إعلان أن طابا مصرية 1988 وهنا رفع العلم أخيرا على طابا فى مارس 1989 وذلك تم انهاء الاحتلال الكامل الإسرائيلى عن سيناء ".
ويؤكد " يحق لنا أن نفرح ونحتفل بهذه المناسبة التى شهدت حرب أكتوبر 1973، بالإضافة إلى حرب أخرى سياسية وقانونية وعسكرية وإعلامية ".
وقال اللواء طه السيد " شاركت فى حرب أكتوبر وكنت برتبة ملازم أول، وكنت قائد وحدة فرعية فصيلة مشاه " واستذكر " تلك الأيام شرف لى أن اشارك فى حرب أكتوبر 1973، وشرف لى أن اشاهد مع الجنود علم مصر يرفرف على شرق القناة، وشرف لى أن نردد ونستمع لشعار "الله أكبر" خلال مرحلة العبور، لأننا جميعا كنا نحارب تحت شعار واحد فقط هو النصر أو الشهادة".
ويضيف " نقطتان أريد التأكيد عليهما فى حرب أكتوبر، هو أن الجنود الذى كانوا يحاربون معى استمر مدة خدمتهم فى الجيش استمرت إلى فترة تتراوح بين 6 وإلى 8 سنوات، كان منهم من يخجل من النزول فى الاجازات بسب هزيمة 1967، فلم يكن يرغب فى النزول حتى يحدث شيء يقويه ويشعره بالفخر أمام أسرته وأهله وقريته ".
وأكد أن فى الوحدة التى كان يعمل بها، كان بها اخوة مسيحيين يعملون معه، ولم يشعر يوما أن هناك فرقا بين مسلم ومسيحى، فالجميع كان يحاربون ولا يعرف المسيحى من المسلم، مشيرا إلى أن الجنود المسيحيين كانوا يخجلون من شرب الماء فى نهار شهر رمضان وقت صوم إخوتهم المسلمين، وكان فى كثير من الاحيان يقومون بتأمين المسلمين وقت الصلاة.
وأعرب عن أمله فى استعادة روح التلاحم وحب الوطن، مشيرا إلى أن فى حرب أكتوبر 1973 كنت ترى التسابق من أجل انقاذ الجريح أو المصاب أو نقل الشهداء.
وشدد على أن التلاحم والترابط وحب الوطن، انجاز تاريخى لحرب أكتوبر، معبرا عن أمنيته أن تدب روح أكتوبر فى المجتمع المصرى من أجل المحافظة على مصر والارتقاء بها.
ودعا اللواء طه السيد الشباب والمثقفين ورجال الأعمال إلى التضحية وتنمية وتطوير سيناء فى أسرع وقت، مثلما ضحى الكثير من المصريين بأرواحهم واستشهدوا من أجل تحريرها، مؤكدا أن التنمية ستقضى على الإرهاب فى سيناء، وعلينا الإسراع بها.
موضوعات متعلقة..
- مواطنون يرفعون الأعلام المصرية بميدان طلعت حرب احتفالا بذكرى تحرير سيناء
- بالصور.. سيدة ترفع بيادات الجيش فوق رأسها باحتفالات تحرير سيناء بـ"عابدين"
- مواطنون بميدان القائد إبراهيم يحتفلون بتحرير سيناء بـ"مصر اليوم فى عيد"
- أفراح بالسجون بمناسبة تحرير سيناء.. 859 سجينًا يتنفسون هواء الحرية.. مساعد وزير الداخلية: بينهم 200 من الغارمين ونسبة 75% شباب.. والمفرج عنهم يهتفون: بنحبك يا سيسى تحيا مصر
- بالصور.. هدية القوات المسلحة فى عيد تحرير سيناء.. الانتهاء من تركيب ماكينة حفر أنفاق الإسماعيلية العملاقة.. وبدء الحفر الفعلى أول يونيو.. كامل الوزير: ننفذ 1600 مشروع.. وسيناء تدخل الآن مرحلة التنمية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة