وتحول المكان الذى كان يقع بداخله قسم شرطة ثالث العريش الخاص بحى المساعيد وتم إغلاقه وإهماله بعد انتقال القسم لمقره الجديد، إلى منارة ثقافية تشهد زحام من يترددون عليه من أطفال وباحثين عن متعة الثقافة، بعد أن كان يصعب الوصول إليه والاقتراب منه أو معرفة ما بداخله من أعمال، أوتجاوز مايحيط به من حواجز أمنية دون تفتيش وفحص أمنى واستعلام عن شخصية من يدخله.
بيت الثقافة الجديد
داخل أروقة بيت الثقافة الجديد رصد مراسل " اليوم السابع" استبدال الغرف التى كانت مخصصة كأماكن حجز للمشتبه بهم والمتهمين، لغرف للفنون التشكيلية، تتوسطها لوحات رسمها أطفال لكائنات بحرية بالعريش، مزينة بصدف وأحجار تقذف بها أمواج بحر العريش على اليابسة.ويتوسط مقربيت ثقافة المساعيد ـ قسم الشرطة سابقا ـ كتلة السكنية من عمارات، بعضها إسكان إدارى حكومى، وأخرى خاصة بالأهالى تمر بينها شوارع متهالكة خالية من أى مظاهر للتجميل، وأكوام قمامة على جانبها وأشجار نخيل متناثره لم تجد اهتماما بها.
والمقر من دور واحد مكون من غرف متجاورة على أربع أضلاع تحولت لمكاتب وقاعات، ويحيط بها سور حديدى، ومساحات فضاء مابين المبنى والسور لاتزال تعلق بها آثار إنشاءات، وبدون زراعة، فى حين تحيط بالمقر عدة أشجار مما تبقى من نخيل المنطقة، وتظهر من خلفه منارات مسجد المساعيد العالية، وهو ماشكل لوحه فنية للمكان.
مكتب المأمور ورئيس المباحث
المكاتب التى كان يشغلها قسم الشرطة، وبينها مكتب المأمور ورئيس المباحث، تحولت لمكاتب إدارية لموظفى بيت الثقافة، فى حين أصبحت قاعة انتظار المواطنين مكانا لمركز المعلومات الخاص بتعليم الأطفال لغة العصر، بينما تحول مكان مبيت الجنود والاستراحات لقاعات للموسيقى والفنون ومكتبات.
وقالت " كاميليا آدم " مديرة عام الثقافة بشمال سيناء، إن صاحب قرار تحويل قسم الشرطة إلى بيت للثقافة كان للمحافظة المالكة لهذا المكان، وأشارت إلى أنه تم تخصيصه لصالح الثقافة، ومر بمرحلة تجهيز كلى للمبنى وإعادة تهيئة للمكاتب الإداريه والقاعات وتحويلها لتناسب طبيعة العمل الثقافى، وتزويده بكافة مايخدم كافة الأنشطة من مكتبات للأطفال وأخرى للكبار، ومشغل وأدوات مساعدة لتنمية المواهب الفنية والفكريه والأدبية، وتم صرف مبلغ يصل لنحو نصف مليون جنيه للتطوير.
أضافت أن البيت استضاف اليوم بمناسبة افتتاحه، مشغل يضم مصنوعات تقليديه للحرف الشعبية فى شمال سيناء وبينها التطريز وأعمال الخرز والرسم على الخزف وغيرها، وهى أنشطة تمت فى مختلف قصور الثقافة بالعريش.
منارة ثقافية
وبدوره أشار "سعيد الهمشرى" رئيس إقليم القناة وسيناء الثقافى، والذى حضر من مقر الإقليم بالإسماعيلية للمشاركة فى حفل افتتاحة ممثلا لوزير الثقافة، أن ماحدث من تخصيص مقر قسم شرطة وتحويله لبيت للثقافة يعد إنجازا للثقافة، بعد أن أصبح منارة ثقافية جديدة تضاف لرصيد المنشآت الثقافيه التنويريه بسيناء، لافتا إلى أن المحافظة قدمت دعمها بتوفير المكان فى حين دعمت الوزارة بتجهيزه وتوفير احتياجاته.
وقال " أحمد سعيد" من سكان حى المساعيد، إن هذا المكان كان بالنسبة لهم فى السابق يعتبر مكانا ذو هيبة لايصلون إليه إلا لاستخراج أورق أو زيارة محتجز أو للمثول للتحقيق، وعلى العكس اليوم هو مناره ثقافيه تخدم المنطقة وسيستفيد منها الأطفال أكثر من الكبار لشغل وقت فراغهم خلال الإجازة.
من زنزانة لمكتبة
وبدوره قال "ياسر سالم" أحد سكان المساعيد وهو يجلس للقراءة فى أحد قاعات بيت ثقافة المساعيد، إنه فى نفس هذه القاعة تم احتجازه لمدة يوم على أثر مشاجرة مع شخص آخر قبل عدة أعوام، عندما كانت زنزانة وكان يتواجد بها 7 آخرين بينهم مسجلون خطر ومروجو مخدرات ألقت الشرطة القبض عليهم.
وأمام جهاز كمبيوتر بقاعة التكنولوجيا جلس الطفل "أحمد" وهويرسم على الشاشة علامات على نموذج لخريطة مصر،غير عابئ بضجيج من حوله من أصدقاء له يجلسون أمام بقية الأجهزة، ولم يهتم كما يقول بمعرفة تاريخ المبنى وماذا كان، بقدر اهتمامه بأنه أخيرا وجد قاعة يمارس فيها نشاطه المحبب وهو رسم الخرائط بواسطة الكمبيوتر.
موضوعات متعلقة..
محافظ شمال سيناء يفتتح قصر ثقافة المساعيد
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد القص
تهنئة