بالصور.. "اليوم السابع" يقضى يوما بمحطة مناولة الوراق لجمع المخلفات.. الحكومة تتحدى دهاء متعهدى القمامة بالـ"gps".. وكاميرات المراقبة ترسل ما يجرى بالمحطة إلكترونيا لوزارة البيئة

أصبحت التكنولوجيا أحد السبل الرئيسية لإنجاح أى خطة أو منظومة جديدة تضعها الدولة، نظرا لسهولة تنفيذ خطة التطبيق ومراقبة ما يحدث، ومن بين تلك المنظومات التى استخدمت فيها التكنولوجيا بصورة واضحة مؤخرا منظومة المخلفات الجديدة التى تطبقها وزارة البيئة بالتعاون مع عدد من المحافظات، حيث انطلقت أمس بمحافظة الجيزة بمنطقة إمبابة كبداية لتعميمها بجميع أنحاء المحافظة، والتى تعد تجربة فريدة من نوعها، نظرا لاستخدام تكنولوجيات حديثة فيها لم تكن تستخدم من قبل كالـ"gps" وكاميرات المراقبة التى تعمل على مدار 24 ساعة، بالإضافة الى تدوير القمامة والاستفادة منها فى توليد وقود وإنتاج سماد عضوى.

"اليوم السابع"، قضى أول يوم بمحطة مناولة الوراق، إحدى المحطتين الوسيطتين بمحافظة الجيزة، والتى بدأ نقل قمامة إمبابة إليها، بالإضافة إلى قمامة مناطق أخرى من المقرر أن تطبق بها، حيث أطلعت الجريدة على سير العمل بالمحطة، وكيف تدخل القمامة إليها وكيف يتم محاسبة المتعهدين.

قال أحمد حسين مدير مناولة الوراق المحطة الوسيطة فى منظومة المخلفات بالجيزة، إن طريقة العمل منتظمة للغاية، حيث إن السيارة الخاصة بالمتعهد يتم وزنها بالمحطة، وهى قادمة من أماكن جمع القمامة محملة ثم يتم تفريغ شحنتها بالمحطة ثم توزن مرة أخرى على ميزان"بسكول"، ويتم حساب الكمية التى تم نقلها من خلال طرح السيارة وهى فارغة من وهى محملة، حيث إن محاسبة الشركة تتم عن طريق كل طن تنقله إلى المحطة.

وأضاف، لـ"اليوم السابع"، أن سيارات هيئة نظافة وتجميل الجيزة والشركة الوطنية للصناعات البيئية تسير فى الشوارع مغطاة كى لا تتطاير منها القمامة، مشيرا إلى أنه فى الفترة الليلية تدخل سيارات التحميل للمحطة، حيث يتم تعبئتها بالقمامة ثم نقلها لمقلب شبرامنت، موضحا أن هذه المنظومة تعمل على مدار 24 ساعة تحميل وتفريغ للقمامة.

وأشار إلى أنه تم ترقيم سيارات المنظومة الجديدة، حيث إن هناك أرقاما للشركة الوطنية والسيارات المسجلة لدى المحطة، هى من يسمح لها بالدخول وتفريغ ما بها من قمامة، أما السيارات غير المسجلة فلا يسمح لها، لأنها ليست تبع المنظومة خلاف سيارات الأحياء وهيئة نظافة الجيزة، موضحا أن حجم العمالة بالمحطة تبلغ 30 عاملا، مؤكدا أنه جيد فى الفترة الحالية لكن يجب زيادته مستقبلا نظرا لزيادة مهام المحطة.

وأوضح، أن السعة الاستيعابية للمحطة تبلغ، 1500 طن وتستوعب يومين فقط، لكن يوميا يتم تفريغها نهائيا حتى لا تفوح منها الروائح، وكى لا يشتكى السكان، مشيرا إلى أن المحطة تعمل منذ شهر رمضان الماضى وقبل ذلك كانت القمامة ترسل إلى مقلب شبرامنت مباشرة.

وبالنسبة لعيوب منظومة الفصل من المنبع قال، إن المواطن كان لا يقوم بفصل مخلفاته ويعطى الزبال المخلفات فى كيس واحد ويتم دفنها بمقلب شبرامنت كما هى، مؤكدا أن النباشين يمثلون مشكلة أيضا بالمنظومة حيث يقومون بتفريغ أكياس القمامة على الأرض للحصول على ما يرغبون من القمامة، متابعا، "الشنطة بتكون مقفولة والنباش بيقطعها 300 حتة علشان ياخذ اللى جواها من معادن وبلاستيك".

ووجه رئيس المحطة رسالة للمواطنين قائلا، "نقول لكل واحد ماشى فى الشارع بشنطة زبالة بلاش ترميها فى الشارع أو الجزيرة الوسطى، لأن هناك عمال يعملون فى الشمس الحارة ولوادر وسيارات تحمل وتنقل وبدلا من هذه التكلفة قم بإلقائها مباشرة فى صندوق القمامة أو سيارة القمامة مباشرة حس بينا وبالناس التعبانة وفى الشارع واقفوا جنبنا" .

قال حسين محمد عبد السلام، سائق أكبر لودر بهيئة نظافة الجيزة بالكامل وأحد سائقى اللودرات بالمحطة، إنه يعمل بنظام اليومية ويخصم من راتبه تأمينات على الرغم من أنه ليس مؤمن عليه، مضيفا، "لو جرالى حاجة هيقولوا بالسلامة وبطالب بالتأمين علىّ والتعيين".

وأضاف، أنه يعمل بالهيئة منذ أكثر من عامين، وكان يعمل من قبل 12 ساعة يوميا ثم بدأ فى العمل 8 ساعات مطالبا الاهتمام به وبزملائه.

أما مصطفى هاشم عبد العزيز عامل نظافة بالمحطة نفسها، يعمل بالمحطة منذ عام 1997 ويتلقى راتبا 1500 جنيه، وعيد رمضان عيد 59 عاما ويعمل منذ 1992 مقابل 1200 جنيه فقالا أنهما منذ التحاقهما بالعمل بالمحطة قاما بتجربة ارتداء قفازات أثناء العمل لكن التجربة لم تنجح، حيث أكدا أنهما يجمعان القمامة يدويا.

من ناحية أخرى، رصد"اليوم السابع"، آلية العمل داخل وزارة "البيئة"، وتلقى البث المباشر لموقع محطة مناولة الوراق بالوزارة إلكترونيا عبر شاشات مراقبة طوال الوقت للاطمئنان على سير العمل بالمنظومة، حيث قالت الدكتورة فاطمة، إن وزارة البيئة بالتعاون مع المحافظة وشركات الاتصالات تراقب المقلب ومناولة الوراق بواسطة كاميرات، كما تراقب السيارات بأجهزة التتبع "GPS" لمتابعة خط سيرها وجمعها القمامة من المنطقة المحددة لها وليس من مناطق أخرى، بالإضافة إلى إلقائها بمقلب شبرامنت ومحطة مناولة الوراق.