تستيقظ حبيبة، الطفلة ذات الـ 5 سنوات، الساعة السابعة صباحاً.. تقوم أمها بتجهيزها وتحضير الفطور لها، حتى تلحق بموعد "الحضانة" فى تمام الساعة الثامنة والنصف.. ثم تعود منها فى تمام الواحدة، تتناول غدائها سريعاً.. ثم تُراجع "القرآن" قبل أن تذهب إلى درس القرآن.. وتظل فيه حتى الساعة الثالثة عصراً، أو الخامسة فى بعض الأحيان.
"بتيجى تسيب شنطتها.. وتقول عايزة ألعب مع العيال".. تقول أمها أنها بمجرد عودتها تذهب للعب مع أقرانها من أقاربها، وبعد ذلك تعود لتكتب واجباتها لمدة قد تزيد عن الساعة.
فتؤكد الأم أنها طوال الوقت إما هى مشغولة فى مهام البيت التى لا تنتهى، أو أن ابنتها مشغولة هى الأخرى فى دروسها وواجباتها، فتقول: "ده أنا لو قعدت معاها ساعتين صافى فى اليوم.. ببقى مبسوطة أوى".
أما أمنية (11 سنة)، فتؤكد والدتها أنها لا تجلس معها نهائياً، من كثرة مشاغلهما.. فتقول: "بتصحى الساعة 6 الصبح، تفطر وتروح المدرسة.. تيجى الضهر تتغدى على السريع.. وتروح الدروس ترجع على الساعة 6.5 م.. وبعدين تتعشى، وتعمل الواجب وتنام عشان تصحى بدرى".
وتقول أنها يوم أجازتها فقط تحاول والدتها أن تجلس معها ولو قليلاً فتقول لها: "مش عاملين أى حاجة النهاردة.. وهنقعد مع بعض بس".
بينما الأمر مختلف عند "عايدة" فهى أم لـ 3 بنات، كل واحدة منهن فى مرحلة عمرية مختلفة.. فتقول أنها اعتادت هى وابنتها "ملك"، 13 سنة، أن تحكى لها كل ما حدث فى يومها ولا تشترط أبداً أن تنتهى من مهامها حتى تجلس معها، لكن الابنة تقف معها أثناء قيامها بهذه المهام للحديث معها.
فهى تقتنص أى فترة موجودة فيها ابنتها فى البيت ليتحدثا سوياً عن أحوالهما فتقول: "أكتر واحدة بتحكيلى هى بنتى الكبيرة (ملك).. حتى لو عملت حاجة غلط.. أنا معوداها على كده".
والأمر نفسه تقوم به ابنتها "نور"، 8 سنين، فعند عودتها من المدرسة، تقوم بواجباتها، وتحكى لأمها كذلك عن أحداث اليوم. أما ابنتها الصغرى فليست مرتبطة بها لحد كبير، ومع ذلك تحاول أن تجلس معها، وتتعرف على أحوالها، وتُعطى خلاصة تجربتها قائله: "مش لازم أكون قاعدة معاهم وفاضية.. حتى لو أنا شغالة بيجوا يحكولى".
أما "سمية" فأيضاً تختلف المدة التى تجلس فيها مع أولادها حسب المرحلة العمرية لكلٍ منهم، فهى لديها من الأبناء ثلاث (ولد وبنتين).. فتقول أن ابنتها الصغرى (10 سنوات"، هى أكثرهم فى المدة التى تجلس معها، نظراً لقلة مهامها
بينما ابنها الأكبر (15 سنة) هو أقلهم، فتقول عنه: "أحمد من درس لدرس لدرس.. ويوم ما يرجع بدرى بيقعد مع نفسه يذاكر". وتتابع الحديث عن ابنتها الوسطى فتقول: "بنتى يارا بحاول أقعد معاها وسط كل مشاغلها دى.. لأنها فى فترة المراهقة.. وبحاول أتكلم معاها واصاحبها"، وتختتم كلامها قائلة: "وهما صغيرين كنت بقعد معاهم أكتر من كده بكتير.. كل ما كبروا مشاغلهم بتزيد، وكل واحد بيكون مع نفسه.. حتى أنا بحس بفراغ".
"الصُغير متواجدة معاه طول اليوم.. لكن من غير تركيز".. تقول "إيمان"، أم لولدين، عن أصغرهما (3 سنين).. مؤكدة أن وقت الهزار واللعب معه قليل جداً، لأن "طلباته كتير".
أما ابنها "محمد"، 6 سنوات، فتقول عنه: "باخده معايا العالم بتاعى.. معظم الوقت بتاعنا فى المطبخ"، لكن هذا الوقت ليس بالكثير فلا يتعدى الـ "نصف ساعة" من كثرة مشاغله رغم صغر سنه، فهو يستيقظ من السادسة صباحاً، ليذهب لمدرسته ويعود فى الثالثة عصراً، ثم يتناول الغداء فتقترب الساعة على الرابعة، ولأنها تكون مُجهدة طوال اليوم، فتنام هى، وعندما تستيقظ تجده يريد النوم، فبالكاد يقوم بعمل الواجب، ثم يخلد للنوم.
الطب النفسى: فى فترة المراهقة.. أقل حاجة نُص ساعة أو ساعة
وعند سؤال الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسى بالأكاديمية الطبية، عن المدة التى ينبغى على الأم أن تجلس فيها مع أبنائها، فقال أن فى مرحلة الطفولة تتواجد الأم مع الابن بشكل كبير بحكم احتياجه إليها، ولكن المرحلة الأخطر والتى يجب على الأم أن تقتطع من وقتها للجلوس مع أبنائها فيها، فهى مرحلة المراهقة.. فينصح الأمهات بضرورة الجلوس مع أبنائهم على الأقل نصف ساعة فى اليوم، حتى تنشأ علاقة صداقة بينهما، ويمكنها استغلال جلوسهما سوياً على طاولة الطعام، أو أمام التليفزيون، المهم أن يتبادلا الحديث سوياً، لتتوطد علاقتهما.
موضوعات متعلقة..
بعد مرور أسبوعين على إطلاق حملة مناهجكم باطلة.. التعليم: تخفيف المقررات بنسبة 35%.. مصدر: طرح المقررات الجديدة للناقش قبل طباعتها.. وتعديل قرار درجات أعمال السنة.. معادلة مناهج مدارس النيل
منهجكم باطل..حملة لتغيير المناهج الدراسية.. لأن مايجيبها إلا ستاتها