أكد الدكتور أسامة الازهرى مستشار رئيس الجمهورية الدينى، أن البشر أصناف ثلاث مثل المرآة "مقعرة ومحدبة ومستوية"، فصنف من البشر يكبر ما يعرفه مثل المرآة المحدبة، والصنف الثانى يصغر الأمور مثل المرآة المقعرة والصنف الثالث معتدل الفكر ومستوى مثل المرآة المستوية.
وقال الأزهرى، إن هناك صنف رابع للبشر ومن المرايا وهو المركب ما بين المحدبة والمقعرة، وهى التى تحدد عقول وأفكار التيارات المتطرفة، فهم يصغرون ويكبرون حسب هواهم، فمثلا تجعل فكرة الوطن صغيرة رغم ان الله ورسوله عظمه ويشبهون الوطن بحفنة تراب ليختزل قيمة كبيرة وهى الوطن إلى شيء ليس له قيمة فى حين يعظم جماعته رغم أنها صغيرة، والصنف الأوضح من البشر هو المستوى والذى يجعل كل شئ كما هو دون زيادة او نقصان.
جاء ذلك خلال كلمته التى القاها فى ندوة بعنوان "دورة الازهر الشريف فى تفكيك الفكر المتطرف" بكلية أصول الدين بجامعة الازهر بالزقازيق اليوم، ضمن حلقات اعداد 100 عالم من طلاب الكلية، بحضور الدكتور والدكتور محمد سعيد عرام عميد الكلية الأسبق، والدكتور محمد عبد الرحيم البيومى عميد الكلية، والدكتور عبد الخالق ابراهيم اسماعيل عميد الكلية الأسبق.
وأكد الأزهرى، أن هدف الندوة وكل الدراسات فى حياة البشر هو تحويل كل الافكار المحدبة والمقعرة الى الاعتدال والوسطية حيث يتحول عقل الطالب بعد دراسته إلى الاعتدال ويرى الصغير صغيرا والكبير كبيرا، وأضاف نريد محاورة الأفكار المتطرفة مثل سيدنا عبد الله بن عباس عندما حاور الخوارج لتعديل تفكيرهم ليصبحوا ـسوياء، وطالب الطلاب أن يقتدوا بصحابة رسول الله ويرى الأمور على حقيقتها والعمل على إعادة العقول المنحرفة إلى الاعتدال.
وأشار الازهرى إلى أن الشيخ الشعراوى بدأ فى تفسير القرآن الكريم لينقل المجتمع المصرى بكل طبقاته الى الاعتدال والوسطية ليرى الجميع الأمور بحقائقها، لافتا إلى أن هدف الندوة وما يتبعها من ندوات هو النظر فى المفاهيم المنحرفة والتى تركت فى الأذهان تشويش، والعمل على صناعة عقول مستوية حسب الشرع الحنيف الذى جاء لبناء الإنسان والأوطان وتعظيم الإبداع والبحث العلمى.
وأوضح الازهرى، أن هناك آلية لصناعة العلم، وهى التلقى بالقبول والتى تظهر كيف اختار الازهر مناهج العلم التى يدرسها الازهريون، حيث تم عن طريق منهج له اصول وأسس وموازين ومعايير مطابقة للكتاب والسنة، وهذا ما نهدف إليه وصولا لعقلية الطالب الأزهرى ليقوم بدراسة الأفكار التى تطرأ على المجتمع ويعدلها ويضبطها لتنوير المجتمع عن طريق التفكير الصحيح.
وقال الأزهرى: إن "التلقى بالقبول" هو معيار نتمكن من خلاله من المفاضلة والرفض والقبول فى المناهج والمفاهيم والأفكار، لنصل للعقلية العلمية الناقدة والتى اتضحت عندها المعايير والموازين وأصبح يطبق تطبيق صحيح وغير عبثى للدين، كما كان هناك 90 مذهبا فكريا استقر منها العلماء على 4 مذاهب فقط تم اختيارهم بطريقة التلقى بالقبول.
ومنح الأزهرى عددا من الطلاب هدايا لعدد من الطلاب الذين أجابوا على عدد من الأسئلة التى طرحها عليهم اثناء كلمته.
وقال مستشار رئيس الجمهورية فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، إن المحاضرة التخصصية التى تمت بكلية أصول الدين هدفها ربط طلاب الأزهر بالمنهج العلمى الاصيل الذى يجعل عقولهم قادرة على معرفة المناهج الصحيحة التى تحفظ الاوطان من المناهج المنحرفة التى تؤدى الى التخريب والسعى فى رفع كفاءة الطلاب وادراكهم لدورهم العلمى فى اطفاء نيران التطرف وفى تعميق الانتماء الى الوطن وفى مواجهة تيارات التطرف بمختلف شعاراتها وافكارها تمهيدا للانطلاق الى الرسالة الكبرى للازهر الشريف والتى هى حفظ الاوطان واكرام الانسان وتحقيق صناعة الحضارة
وأضاف الدكتور محمد عبد الرحيم بيومى عميد الكلية، أن هدف الدورة اعداد 100 خريج كل عام من خريجى الكلية بصورة متميزة تؤهلهم لمواجهة مشكلات المجتمع والواقع المعاصر فى ضوء سلسلة من الحلقات المتكاملة التى تساعد على تحقيق هذه الغاية ضمن مبادرة تجديد الخطاب الدينى.
وأوضح عميد الكلية أن المحاضرة التخصصية التى القاها الدكتور أسامة الأزهرى ضمن مشروع إعداد مائة عالم والذى يتم على عدد من الحلقات الحلقة الأولى التخصصية عن دور الأزهر فى تفكيك الفكر المتطرف من خلال تعميق الانتماء للأزهر معبرا عن الوسطية والطالب الأزهرى.
والمحور الثانى عن تعميق الانتماء للمذهب الذى تبناه الأزهر كمعبر عن الفكر الوسطى وهو مذهب السادة الأشاعرة، وأعلن عميد الكلية أنه سيتم تدوين الحلقات العلمية فى كتاب ويتم توزيعه على طلاب الجامعة.
أسامة الأزهرى خلال افتتاح مشروع تخريج 100 عالم بالزقازيق: جماعات التطرف تصف الوطن بـ"حفنة من التراب".. ونريد خريج أزهرى معتدل يحاور بمنطق سماحة الإسلام.. وربط طلاب الأزهر بالمنهج العلمى الأصيل
الأربعاء، 06 أبريل 2016 04:15 م
الدكتور أسامة الأزهرى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة