وينتظر الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم الـ 10 سنوات، قرار ضمهم إلى دور أيتام أخرى، توافق عليها وزارة التضامن بعد إغلاق هذه الدار، إثر صدور قرار بحبس مديرها 4 أيام على ذمة التحقيقات، فى واقعة اتهامه بتسهيل الدعارة، وإدارة شبكة للأعمال المنافية للآداب، والاتجار بالبشر.
أطفال لا يعلمون مصيرهم .. بين باكية خائفة من الحديث، وفتيان يلعبون بالمسدسات لعبة "الظابط واللص"، ويشرحون كيف تم القبض على "بابا أحمد"، وبين مدافع عنه، قال أحدهم إن الأمهات بالدار هددوهم فى حال الحديث عن أى شىء.
7 سنوات هى عمر عمل الدار بمنطقة السيوف، ما بين تجار ورجال أعمال بالمنطقة يطرق "الشيخ أحمد" أبوابهم أسبوعيًا لجمع التبرعات حتى صار فى حسابه البنكى 3 ملايين جنيه على حد قول أحد العاملين السابقين معه.
"اليوم السابع" طرق أبواب الدار بعد تمكن مباحث مكافحة الآداب العامة بمديرية أمن الإسكندرية برئاسة اللواء شريف التلوانى، من القبض على صاحبها وآخرين باتهامات عديدة، لنستمع إلى شهادات الجيران والأطفال وصاحب الشقة الذى لم يسلم هو الآخر من سطوة المتهم.
فى البداية يقول محمد نصر محامى مٌوكل عن "هيثم محمد"، صاحب الشقة المستخدمة كدار أيتام: إن الشقة مستأجرة منذ 7 سنوات بقيمة إيجارية 1250 جنيه شهريًا، إلا أنه امتنع عن سداد الإيجار الشهرى منذ عام ونصف، وقدم مستندات مزورة أمام المحكمة تفيد قيام شقيق موكله بتجديد العقد وتحصيل قيمة الإيجار بتاريخ 1 يونيو 2015، وشقيقه متوف منذ عامين وبالتحديد 16 أغسطس 2014.
ويقول "أحمد.ع" أحد سكان الحى: "الدار كان يعمل بها ستات "شمال" –على حد وصفه - كن يشترين الأقراص المخدرة والحشيش من الديلر فى الشارع، ويطلعن بها الدار ، ومابلغناش لأنهم معروفين، ومحدش بيقرب منهم، وكل واحد بيقول أنا مالى، ولو فى رقابة على أى دار مش هيحصل الكلام ده، يعنى لو وزارة التضامن الاجتماعى كشفت على بطاقات العاملين بأى دار أيتام هتعرف الكارثة"، مضيفا أنه فى ذكرى يوم اليتيم قرروا الاحتفال بالأطفال، وطلبوا منا مبالغ مالية بدلاً من تبرعات الوجبات الغذائية والألعاب الخاصة بالأطفال.
ويؤكد رمضان السيد، أحد سكان العقار، أن ما كان يحدث فى الدار ، نوع من الفوضى والاعتداء المستمر على الأطفال، مشيرًا إلى حادثة قامت فيها إحدى المشرفات بالاستمرار فى ضرب طفل 3 سنوات بـ"خرطوم " غليظ فى عز البرد، بالإضافة إلى ضبط شخص متلبس بالزنا داخل الشقة وأثناء قيام إحدى السيدات بالدخول إلى الشقة، قام بالقفز من شباك الشقة وفر هارباً".
وأضاف رمضان "بيغيروا الموظفات هنا باستمرار، وكل 3 أشهر تقريبًا، وكلها أشكال عليها علامات استفهام ومريبة، ولا تمت لرعاية الأيتام بصلة".
أما "محمود عيد" - أحد العاملين السابقين بالدار، فيقول: "أنا لما كنت هشتغل معاه قالى مرتبك على حسب التبرعات اللى هتجيبهالى ونسبتك هتزيد مع زيادة التبرعات، وعرفت إن حسابه فى البنك 3 ملايين جنيه من أوراق شوفتها بالصدفة عنده، وبيوهم الناس المتبرعين، إنه بيفتح حسابات بنكية للأطفال بقيمة 40 ألف جنيه".
ويضيف محمود: "البنات والستات اللى بتربى اليتامى أصلهم من الشارع، وليس لهم مأوى، وبمجرد أن يأتى الليل تبدأ سهرتهم وإدخال الرجال إلى المسكن، وشاهدتهن أكثر من مرة يرسلن الأطفال الصغار لشراء السجائر والحشيش من الديلر من تحت البيت".
أما حارس العقار فيقول: "أنا بقالى 3 شهور هنا، والشقة كانت مشبوهة، وسيدات بتنزل وتخرج فى أى وقت، ولو سألت يقولولى رايحين نزور الأطفال فى دار الأيتام".
"مكرم.ل" قال: "اشتكينا مدير الدار قبل كدة فى جلسات عرفية، لمعرفتنا دخول رجال ليلاً إلى السيدات بالدار ، ولكنه أنكر، وألقى الاتهامات على العاملات عنده وأوصى بطردهن".
أما "إيمان.م " – مشرفة الدار، فتقول "الشيخ أحمد معاملته كانت كويسة، ولم نلحظ عليه أى شىء مخالف للقانون، أما سهير – زوجة مدير الدار - فكانت حامل، وبعد ولادتها أخبرتنى بموت الطفلة التى أنجبتها، ولم نعرف شيئًا عن بيع ابنتها".
أما الأطفال الأيتام فتحدثوا بخوف عن الواقعة، ولم يشرحوا تفاصيل عنها، وقال أحدهم: "منقدرش نتكلم علشان خايفين حد يقبض علينا إحنا كمان".
ووردت معلومات لضباط قسم مكافحة جرائم الآداب العامة ،بإشراف اللواء شريف عبد الحميد مدير إدارة البحث الجنائى، تفيد قيام "أحمد. ا" مدير دار جمعية الهبة الخيرية لرعاية الأيتام، الكائنة بدائرة قسم ثان الرمل، بإدارة الدار لأعمال الدعارة واستقطاب النسوة الساقطات، وتسهيل دعارتهن للغير من الرجال راغبى المتعة الجنسية الحرام، بمساعدة "سهير. م"، مقابل أجر مادى نظير ذلك.
وعقب تقنين الإجراءات تم ضبط كل من "أحمد. ا"، 58 عاما، مدير دار جمعية الهبة الخيرية لرعاية الأيتام، مقيم بدائرة قسم أول المنتزه، السابق اتهامه فى عدد 3 قضايا "ضرب – شيك – تبديد" منها القضية جنح قسم أول الرمل "تبديد"، و"سهير .م"- 37 عاما، بدون عمل، مقيمهة دائرة أول المنتزه، و زوجة الأول، "آمنة. ا"، 41 عاما، ربة منزل، مقيمة بدائرة أول المنتزه "تسهيل دعارة"، و"إبراهيم .ع"- 54 عاما، عاطل، مقيم بدائرة قسم أول الرمل، و"أحمد .س"، 66 عاما، بالمعاش، مقيم بدائرة قسم شرطة اللبان، و"شريف .س"- 44 عاما، سمكرى سيارات، مقيم بدائرة قسم الجمرك. وبمواجهتهم اعترفوا بقيام الأول والثانية بإدارة دار الجمعية لأعمال الدعارة، بالإضافة إلى قيامهما بالاتجار بالبشر، من خلال الاستحواذ على الأطفال حديثى الولادة، والمولودين سفاحًا، وعرضهـم للبيـع على عملائـهم، ويـعاونـهم فى ذلـك الثالثـة والرابـع.
واشترى السادس نجلة الثانية، الطفلة "فاطمة" – التى تبلغ من العمر 9 أشهر بـ 7 آلاف جنيه، تقاسمه الأول والثانية والرابع، وتم التحفظ على شهادة الميلاد الخاصة بالطفلة المذكورة، ومنسوبه للمتهم السادس وضبط بحوزتهم على "5365 جنيهًا، و317 دولارا أمريكيا، و315 ريالا سعوديا، و35 قرص منع الحمل، ومطواة، وقرص مخدر، وقطعة لمخدر الحشيش، و7 هواتف محمولة، و330 قرص منشط جنسى، و18 كيس منشط جنسى، و6 عبوة دهان منشط، ومجموعة من الأوراق والمستندات ودفاتر جمع تبرعات للدار".
تم التحفظ على المضبوطات، وتسليم الأيتام نزلاء الدار، وعددهم 14 حدثًا، لمندوب مديرية الشئون الاجتماعية، وتحرر المحضر جنايات قسم ثان الرمل، وجارٍ العرض على النيابة.
موضوعات متعلقة..
سقوط مدير دار أيتام يدير الجمعية لأعمال الدعارة والاتجار فى الأطفال.. "الشيخ أحمد" استقطب النساء لعرضهن على راغبى المتعة والطفل بـ 7 آلاف جنيه..والأمن يضبط المتهمين ويسلم الأطفال لـ"الشئون الاجتماعية"
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد
فوضى