وإلى نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
أخى جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، خادم الحرمين الشريفين ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة..
إنه لمن دواعى سرورى أن أرحب بجلالتكم على أرض الكنانة فى هذه الزيارة التاريخية التى تحلون فيها أخاً كريماً وضيفاً عزيزاً فى بلدكم وبين أهلكم، الذين يحرصون دوماً على أن ينقلوا إليكم مشاعر الود والأخوة والإعزاز التى يكنها الشعب المصرى لجلالتكم وللشعب السعودى الشقيق.
إن هذه الزيارة إنما تأتى توثيقاً لأواصر الأخوة والتكاتف القائمة بين بلدينا وتُرسى أساساً وطيداً للشراكة الاستراتيجية بين جناحيّ الأمة العربية مصر والسعودية، وتفتح المجال أمام انطلاقة حقيقية بما يعكس خصوصية العلاقات الثنائية خاصة فى مجال العمل المشترك، وبما يسهم في مواجهة التحديات الإقليمية غير المسبوقة التى تواجهها الأمة العربية.
تمر أمتنا العربية والإسلامية بمرحلة دقيقة نتحمل فيها مسئولية كبرى أمام شعوبنا وخاصة الأجيال القادمة، وأثق أن خصوصية العلاقات المصرية السعودية، وما تنطوى عليه من عمق ورسوخ سوف تمكننا سوياً من مواجهة التحديات المشتركة والتعامل الجاد مع كل من يسعى للمساس بالأمن القومى العربى أو الإضرار بالمصالح العربية، أو تهديد الأمن والاستقرار الذي تتطلع إليه شعوبنا.
إن ثقتى كاملة فى أن التنسيق المشترك بين مصر والسعودية يمثل نقطة انطلاق حقيقية لمعالجة العديد من أزمات المنطقة على نحو ما نشهده فى القضية الفلسطينية واليمن وليبيا وسوريا وغيرها من الأزمات.
ورغم ما تعانيه بعض دول المنطقة من صعوبات نتيجة احتدام الصراعات، فإن زيارة جلالتكم تدفعنى إلى التفاؤل بأن نُعيد معاً الاعتبار لمفهوم الدولة الوطنية الجامعة للوقوف فى مواجهة الإرهاب والتطرف اللذين يقوضان الاستقرار ويُمثلان خطراً على مستقبل الإنسانية بأسرها.
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز،
يرحب بكم اليوم تسعون مليون مصرى عهدوا فيكم أخاً محباً وداعماً لمصر وشعبها، فالشعب المصرى لم ينس يوماً مواقفكم النبيلة، وتطوعكم مع أشقائكم فى القوات المُسلحة المصرية فى التعبئة العامة لمواجهة العدوان الثلاثى على مصر عام 1956، ودوركم فى دعم المجهود الحربى إبان حرب الاستنزاف والتى تكللت بنصر أكتوبر المجيد، وهى مواقف تنم عن أصالة وشهامة عربية خالصة كانت وستظل دائماً محل إعزاز وتقدير من شعب مصر الوفى لشخصكم الكريم.
واليوم ندشن معاً صفحة جديدة على درب العمل العربى المشترك، ونضيف لبنة فى صرح العلاقات المصرية السعودية ونسطر سوياً فصلاً جديداً سيُسجله التاريخ وستذكره الأجيال القادمة، فزيارة جلالتكم إلى وطنكم الثانى مصر إنما تفتح آفاقاً ممتدة لمجالات التعاون الثنائى حيث نشهد اليوم التوقيع على اتفاقيات فى العديد من مجالات التعاون المشترك، وهو الأمر الذي يمثل نقلة نوعية فى إطار سعينا الدؤوب لتأمين المستقبل المشترك للأجيال القادمة من أبناء البلدين الشقيقين.
ولقد جاء تقليد جلالتكم أرفع الأوسمة المصرية، قلادة النيل، تعبيراً عن مشاعر الإخاء والإعزاز والمحبة التى تكنها لجلالتكم مصر، رئيساً وحكومة وشعباً.
وتفضلوا جلالتكم بإلقاء كلمتكم.
موضوعات متعلقة..
فى ثانى أيام زيارة خادم الحرمين..جولة مباحثات ثنائية ومؤتمر صحفى..الرئيس السيسى والملك سلمان يشهدان توقيع 15 اتفاقية.. والأزهر يتزين لاستقبال العاهل السعودى غدا.. ومجلس النواب يتأهب لخطاب تاريخى الأحد
السيسي يرحب بـ"سلمان".. ويؤكد: خصوصية علاقاتنا تمكننا من مواجهة التحديات
الملك سلمان: اتفقت مع الرئيس السيسى على إنشاء جسر برى يربط بين بلدينا
السيسى: زيارة الملك سلمان لمصر تفتح المجال أمام انطلاقة حقيقة مشتركة
السيسى يمنح الملك سلمان قلادة النيل تقديراً لدوره ومواقفه
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة