وقد جاء خادم الحرمين على رأس وفد هو الأكبر فى تاريخ المملكة العربية السعودية، ويضم 18 وزيرًا و25 أميرًا، مع أكبر وفد من المستثمرين والكتاب والنخبة السعودية، بما يشير إلى تركيز واضح واهتمام بالغ بالزيارة، ويوجه رسالة قوية من المملكة لتأكيد عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين.
ربما لهذا كانت التحليلات الغربية المهمة تتجه نحو القراءة الاستراتيجية للقمة والزيارة باعتبار أن الخطوات المشتركة التى تخطوها الدولتان الكبيرتان تمثل نقلة كبرى فى العلاقات ورسائل إلى الأطراف الدولية باتفاق الموقف المصرى والسعودى وتقاربه.
وهناك رسائل موجهة إلى الأنظمة الإقليمية، سواء تركيا أو إيران، بأن المنطقة لها مفاتيح، وأن القرار العربى يمكنه مواجهة الأزمات، واتخاذ خطوات فاعلة، وبالتالى فإن التحركات المشتركة ترسم تحالفات إقليمية مهمة فى مواجهة التداعيات والتطورات المحتملة خلال هذا العام، حيث يمكن أن تحمل الأشهر المقبلة تطورات على أصعدة القضايا السياسية الجارية الآن، وبالتالى فإن زيارة خادم الحرمين لمصر تحمل العديد من الرسائل الإقليمية والدولية المهمة فى سياقات الاستراتيجية العربية التى تمثل القاهرة والرياض أهم محاورها ومراكزها.
وبالتالى فإن العائد السياسى للزيارة، وتأكيد تقارب المواقف بين مصر والسعودية ينعكس على شكل الرسائل الموجهة إلى الخارج، وفى الاتجاه نفسه يأتى التعاون الاقتصادى بين مصر والسعودية، والذى يمثل هو الآخر رسائل مهمة، ويصب لصالح البلدين بشكل واضح، لأنه يمثل خطوات مهمة فى توسيع الاستثمارات السعودية بمصر، وهو ما أعلنت عنه أطراف بالغرفة التجارية السعودية، والمجلس المصرى السعودى، حيث إن هناك ما يقرب من 8 مليارات دولار استثمارات سوف تتوجه إلى الصناعات الاستراتيجية، سواء الصناعات فى مجال الطاقة، أو الغذاء، أو الأدوية، وهى استثمارات تصب لصالح البلدين، لكونها تمثل تكاملًا بين الخبرات الفنية والتمويل الاستثمارى.
نحن أمام نموذج تعاون اقتصادى يمكن أن يكون خطوة مهمة فى ظل التحديات الاقتصادية الحالية فى العالم والمنطقة، فالمملكة لديها محافظ استثمارية فى البنوك، والتطوير العقارى، والتجارة والصناعات الغذائية، والتى يمكن أن تمثل مع القوة البشرية المصرية عناصر استثمار ناجح فى المجالات المشتركة.
كل هذه القضايا مطروحة على رأس المباحثات بين الرئيس عبدالفتاح السيسى وخادم الحرمين، والتوقيع على 15 اتفاقية فى جميع المجالات يمثل خطوات مهمة واستراتيجية فى العلاقات بين البلدين، بالإضافة إلى 7 اتفاقيات استثمارية بين رجال الأعمال السعوديين والمصريين.
تضاف إلى ذلك اللقاءات التى يعقدها الملك سلمان بن عبدالعزيز مع الإمام الأكبر، والبابا تواضروس، وكلها تؤكد أهمية الزيارة ورسائلها المهمة.
موضوعات متعلقة:
- ابن الدولة يكتب: مفاتيح زيارة الملك سلمان.. زيارة مهمة تؤكد وحدة المواقف والسعى لرسم استراتيجية عربية واضحة فى مواجهة تحديات مختلفة.. قمة الشقيقين تمثل ردا واضحا وتأكيدا على عمق العلاقات بين البلدين
- ابن الدولة يكتب : التموين والأسعار والاحتكار... استراتيجية إلغاء الوسطاء تدعم الفلاحين وتمثل أفضل مواجهة للاحتكار وضبط الأسواق .. والفترة الماضية شهدت شكاوى كثيرة من نقص السلع التموينية
- ابن الدولة يكتب: صراعات المال بين إخوان تركيا تكشف المستور.. رواتب الإعلاميين والفنانين تثير الغيرة وتشعل حروب الاتهامات بين قيادات التنظيم.. ننتظر المزيد من فضائح الجماعة بسبب التنافس على الأموال
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة