نبيل العربى: حريصون على بناء علاقة إستراتيجية شاملة مع الصين

الخميس، 12 مايو 2016 01:46 م
نبيل العربى: حريصون على بناء علاقة إستراتيجية شاملة مع الصين نبيل العربى
(أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اخبار الجامعه العربيه



أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربى حرص الجامعة على تعزيز العلاقات العربية الصينية والوصول بها إلى مرحلة بناء علاقة استراتيجية شاملة تخدم الإقليمين وتحافظ على مصالحهما على المستوى الدولى.

وأعرب الأمين العام للجامعة العربية، فى كلمة الخميس، أمام الجلسة الافتتاحية للدورة السابعة للاجتماع الوزارى لمنتدى التعاون العربى الصينى بالعاصمة القطرية "الدوحة"، عن أمله فى أن يحرز التعاون العربى الصينى تقدما على صعيد القضايا والأزمات العربية وأن تلعب الصين دورا مهما حول مؤتمر باريس لدعم القضية الفلسطينية وإنفاذ حل الدولتين.

كما أعرب عن أسفه الشديد لعدم إحراز تقدم على صعيد القضية الفلسطينية والتى تشهد حالة من الجمود فى ظل عدم وجود أى مبادرات جدية لإيجاد حل عادل وشامل ودائم لهذه القضية المحورية التى يرتكز عليها إلى حد كبير الأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، ولا حلول تلوح فى الأفق القريب فى ضوء تعنت الحكومة الإسرائيلية الحالية.

وأكد العربى، فى كلمته التى وزعتها الجامعة العربية، أهمية العمل على توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطينى، والسعى كذلك لإعادة طرح وتبنى قرار فى مجلس الأمن يؤكد على مبدأ حل الدولتين وفقاً لمبادرة السلام العربية، ويضع جدولاً زمنياً لإنهاء الاحتلال الإسرائيلى لدولة فلسطين، وإيجاد تسوية نهائية للقضية الفلسطينية مع وجود آلية رقابة دولية تضمن التنفيذ الدقيق.

وقال أنه تجرى حالياً مشاورات واتصالات على المستوى الدولى حول توفير الدعم للمبادرة الفرنسية الخاصة بعقد مؤتمر دولى لإيجاد الحل السياسى وفق المرجعيات والتفاهمات والمبادرة المتفق عليها وإيجاد آلية عملية من قبل مجلس الأمن لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية.

وأشاد العربى فى هذا السياق بالموقف الصينى الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، معربا عن تطلعه لمزيد من الدعم من الأصدقاء الصينيين بما يسهم فى تحقيق التسوية الشاملة والعادلة التى نتطلع إليها بالنسبة للقضية الفلسطينية.

وعلى صعيد الأزمة السورية، قال العربى إنها تشكل بشقيها السياسى والإنسانى تحدياً بالنسبة للمجتمع الدولى، وتعد أكبر أزمة إنسانية فى القرن الحادى والعشرين، معربا عن أمله فى أن تفضى الجهود الجارية إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية على أساس البيان الختامى لمؤتمر "جنيف 1" لعام 2012 وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة تمهيداً لإيجاد حل سياسى لهذه الأزمة يحقن دماء الشعب السورى ويحافظ على وحدة وسيادة واستقرار سوريا.

وفيما يتعلق بالوضع فى ليبيا، أكد العربى أن التوقيع على الاتفاق السياسى الليبى فى الصخيرات فى ديسمبر الماضى، وانتقال المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الوطنى الليبى إلى العاصمة طرابلس، شكل تطوراً هاماً على صعيد تسهيل عملية الانتقال السياسى، داعيا فى هذا السياق كافة الأطراف السياسية الليبية والمجتمع الدولى إلى تقديم المساعدة والدعم الكامل لحكومة الوفاق الوطنى الليبى من أجل تمكينها من استكمال تنفيذ بنود اتفاق الصخيرات، بما يحفظ وحدة ليبيا وسيادتها وأمنها واستقرارها.

وحول الشأن اليمنى، أكد العربى دعم الجامعة العربية للحكومة الشرعية فى اليمن ممثلة فى الرئيس عبد ربه منصور هادى، داعيا جميع الأطراف اليمنية إلى تسوية الخلافات عن طريق الحوار والتشاور.

كما دعا الميليشيات الانقلابية إلى الالتزام بإجراءات بناء الثقة التى تعهدت القيام بها، مرحبا باستضافة دولة الكويت لمحادثات السلام بين أطراف النزاع اليمنى وصولاً إلى حل سلمى يحقن دماء الأشقاء فى اليمن.

وحذر العربى مجددا من تفاقم ظاهرة الإرهاب التى أصبحت ظاهرة عالمية تشكل تحدياً خطيراً على الأمن والسلم الدولى، مشيرا إلى أن تلك الظاهرة نمت وترعرعت على الأزمات المتفاقمة وعلى التدخلات الأجنبية فى الدول العربية، مما ساهم فى إطالة أمد هذه الأزمات وتعقيدها، مؤكدا على أهمية توطيد التعاون الدولى لمكافحة الإرهاب واجتثاث جذوره من المنطقة من خلال مقاربة شاملة تعالج كافة جوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والأيديولوجية.

وأكد العربى أهمية الدورة الحالية للمنتدى العربى الصينى كونها تأتى فى أعقاب الزيارة التاريخية التى قام بها الرئيس الصينى شى جينبينغ لمقر جامعة الدول العربية فى 21 يناير الماضى، والتى طرح خلالها مقترحات هامة رسم عبرها خط السير لمستقبل التعاون العربى الصينى وآفاقه الواعدة، مشيرا إلى أهمية ترجمة ما طرحه الرئيس الصينى من أفكار ومقترحات إلى برامج تعاون عملية تسهم فى تطوير العلاقات بين الجانبين والارتقاء بها إلى مستوى طموحات الشعوب.

ونوه العربى بما تحقق خلال الدورة السادسة للمنتدى التى عقدت فى بجين منذ عامين والتى افتتحها الرئيس الصينى، وما تمخض عنها من نتائج هامة من بينها ما تضمنته الخطة التنموية العشرية للمنتدى للفترة 2014-2024، مؤكدا أهمية العمل على تنفيذ ما تم التوصل إليه من أهداف، بما يسهم فى تعزيز التنمية وتحقيق الرفاهية للشعبين العربى والصينى.

وأكد الأمين العام للجامعة العربية على الموقف العربى الداعم لمبدأ الصين الواحدة وإعادة التوحيد السلمى للصين.

وأوضح أن الجانب العربى حريص على تقديم أفكار ومقترحات وبرامج لإثراء هذا التعاون وتعميق أبعاده وتثبيت أركانه فى جميع المجالات التى تعود بالنفع وتحقق المصالح المشتركة، مستعرضا التقدم الذى تحقق منذ الدورة السادسة للاجتماع الوزارى للمنتدى، ومن أبرز هذه الانجازات على الصعيد السياسى عقد الدورة الأولى للحوار السياسى الاستراتيجى على مستوى كبار المسؤولين بالإضافة إلى الدورة الثانية عشرة لاجتماع كبار المسؤولين فى مصر خلال يونيو الماضى، فضلاً عن تكثيف التشاور حول العديد من القضايا السياسية الإقليمية والدولية التى تهم الطرفين.

وقال العربى أنه على الصعيد الاقتصادى فقد عقدت عدة فعاليات ومؤتمرات فى مجال الطاقة ورجال الأعمال والاستثمار، كما تم التوقيع على اتفاقيات هامة فى مجال العلوم والتكنولوجيا من بينها اتفاقية بشأن إنشاء مراكز صينية عربية لنقل التكنولوجيا، ومذكرة تفاهم بشأن آلية للتعاون فى مجال الملاحة عبر الأقمار الصناعية " بيدوBIDO "، ومذكرة تفاهم فى مجال حماية البيئة، وعلى الصعيد الاجتماعى والثقافى والإعلامى، فقد شهدت الفترة الماضية عقد الدورة الأولى لملتقى وزراء الثقافة العرب ووزير الثقافة الصينى، والدورة الثالثة لمهرجان الفنون العربية فى الصين، والدورة السادسة لندوة الحوار بين الحضارتين العربية والصينية، وملتقى التعاون العربى الصينى فى مجال الإذاعة والتليفزيون، كما تم إحراز العديد من الانجازات على صعيد التعاون فى مجال المكتبات والمعلومات والعمل على إطلاق البوابة الالكترونية لشبكة المكتبات العربية والصينية، كما قدم الجانب الصينى مشكورا دورات تدريبية للكوادر العربية فى مختلف التخصصات.

وأشار إلى أنه بالرغم من انخفاض حجم التبادل التجارى بين الجانبين عام 2015 بنسبة 19.2% عن عام 2014، والذى يرجع بشكل رئيسى إلى انخفاض أسعار النفط، إلا أن حجم التجارة غير النفطية حقق ارتفاعا نسبيا من حيث الحجم ومن حيث الكمية خلال نفس الفترة.

ونوه إلى أن مبادرة الرئيس الصينى بشأن إحياء طريق الحرير البرى والبحرى، والتى حظيت بترحيب عربى، كان لها أثر بالغ على تعزيز أواصر التعاون بين الجانبين ورفع حجم الاستثمارات فى مجالات تنموية وحيوية منها على وجه الخصوص مجالات الطاقة والبنية التحتية والتجارة والاستثمار وفق "معادلة 1+2+3".

ويشارك الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربى فى الدورة السابعة للاجتماع الوزارى لمنتدى التعاون العربى الصينى بالعاصمة القطرية "الدوحة" والتى تعقد برئاسة وزير الخارجية القطرى الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثانى وبحضور وزير خارجية الصين وانغ يى.

وتأتى هذه الدورة كأحد ثمار تطور العلاقات العربية-الصينية كونها الدورة الوزارية الأولى التى تعقد فى العشرية الثانية من عمر المنتدى.

ويتناول الاجتماع سبل تعزيز التعاون العربى – الصينى، وتنسيق الجهود المشتركة من أجل إرساء دعائم الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الدول العربية والصين بما يسهم فى تعزيز الأمن والاستقرار على الصعيدين الإقليمى والدولى.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة