وبدوره قال الدكتور حسين حمودة، استاذ الأدب العربى بجامعة القاهرة، إن هذه الحملة مهمة وضرورية ومفيدة جدا، حتى وإن كانت متأخرة، مضيفا أن كثيرا من بلدان العالم العربى تشهد معاناة كبيرة بسبب الصراعات المختلفة والمختلقة بين الفرق المتعددة فى الديانة الواحدة، وهناك كثير من الأمثلة فى هذا الصدد كلها تكون نتيجتها الدمار والموت والدم.
جاء ذلك تعقيبا على استعداد مجموعة من رجال الدين بالأزهر الشريف بتأسيس كيان دينى للتقريب بين السنة والشيعة، ولمعالجة الطائفية المجتمعية للمسلمين، وسد تقسيم المنطقة إلى كيانات وتحويل الصراع العرابى الإسرائيلى إلى صراعات مذهبية بين المسلمين.
وأضاف الناقد الأدبى فى تصريحات لـــ"اليوم السابع" أن هذا الكيان الدينى إذا تم تنظيمه بشكل جيد، ومنحها أدوات وإمكانات كافية، يمكن أن يسهم بشكل كبير فى تغيير المشهد الدموى العربى الذى شكلته وصاغته أسباب كثيرة منها التناحر المذهبى، وقد كان هذا التناحر على حساب التنمية والتقدم بل على حساب الحياة نفسها.
وأكد "حمودة" أن هذه الحملة إذا نجحت فى تحقيق هدفها النبيل، فإنها ستغير من المشهد الدموى فى بعض البلاد العربية التى تشهد صراعات طائفية، وسوف تجنب بلادا أخرى من الدخول فى هذا الصراع والتناحر الطائفى.
وفى سياق ذاته، وصف الروائى والمفكر السياسى عمار على حسن، سعى بعض علماء الأزهر لتكوين أمانة للتقريب بين أتباع المذاهب الإسلامية ( السنى - الشيعى - الأباضى) خطوة مهمة، من شأنها تساهم، ولو بقدر قليل، فى وأد الفتنة السياسية الحالية والتى تلبس لبوسا دينيا.
وأضاف "عمار" فى تصريح لــــ "اليوم السابع" أن هذا المسلك ليس جديدا على بعض الأزهريين، فالشيخ شلتوت سبق أن تبنى مثل هذه المبادرات، وقطع فيه شوطا لكن جهده توقف، وإن كان الأزهر لا يزال يدرس المذهب الإثنى عشري.
وطالب الروائى والمفكر السياسى، القائمين على هذا الجهد بأن ينسقوا مع مشيخة الأزهر، حتى لا توضع العراقيل أمامهم، مضيفا "إذا رفضت الأزهر رسميا مباركة هذه الخطوة فليس معنى هذا التخلى عنها وهجرها، لكن يجب الانفتاح على المجتمع الثقافى والسياسى لمساندتها".
وأكد أن كل من يرفض هذا الطريق هو يعمل، بقصد أو بغير قصد، فى سبيل خدمة من يريدون أن يفتحوا باب الصراع الدينى فى المنطقة من أجل تدميرها.
ومن جانبه، قال الشاعر محمد إبراهيم أبو سنة، إن المبادرات التى تقدم للتقريب بين السنة والشيعة تعتبر خطوة إيجابية وضرورية فى هذه المرحلة، وذلك فى محاولة لتفادى الكوارث التى تحل بالأمة الإسلامية والعربية والتى هى فى أساسها صراع طائفى ودينى، مضيفا أن المبادرة تستحق التأييد والشكر والتقدير والاحترام.
وأكد "أبو سنة" فى تصريحات لـ"اليوم السابع" ضرورة تبنى الحكومات والدول العربية لمثل هذه المبادرات والكيانات التى تهدف للم الشمل بين الطوائف الدينية ونبذ الصراع الدينى، ولا يقتصر على رجال الدين والعلم والمثقفين بل يجب أن تنهض بها السلطة والأنظمة الحاكمة العربية لوأد الفتنة بين المذاهب.
وأضاف الشاعر إبراهيم أبو سنة، أنه يجب بث قيم المصالحة والمسامحة والتآلف بين المذاهب الدينية والتى جلبت على الدول العربية الكوارث والصراعات، مشيرا إلى أن أى صراع دينى لا نهاية له ولم يتحمله أحد وسيقضى على الجميع، ويمكن التصدى له بالأصوات العاقلة بتوحيد الرؤية والعمل على التنمية والتخلص من الماضى البغيض من الظلم والطغيان أو الاستبداد الذى خلفه الاستعمار.
موضوعات متعلقة..
استاذ بالأزهر يحصل على موافقة لتأسيس كيان للتقريب بين السنة والشيعة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة