ويعتبر المصرى القديم صاحب الاعتقاد بأن الخيرات التى تأتى بها الأرض ماهى إلا نعمة من نعم الآلهة وأهم هذه الآلهة فى التاريخ الفرعونى هم:- الإلة "نبرى"، والذى يظهر على منقوشات الجدران الفرعونية بشكل رجل ممتلئ وصدره متتدلى لأسفل مرسوم على جسده حبوب الغلال، كما جاء تمثيل هذا الشكل لنبرى يؤدى السوع، حيث تم تجسيد ربة الحقول المعروفة باسم "سخت" تحمل تلك الربة رمزها على رأسها وتمسك مائدة قرابين تحتوى على بيض وبطتين صغيرتين وسمك وأوز ويسير أمامها نبرى الذى يمكن رؤية اسمه بوضوح ممسكا بحزمتى حنطة فى شكل قمع أو مخروط مقلوب مشكل قمته بجزوع السنابل، ويمكن القول بأن ظهور نبرى بهذا الشكل يعبر عن كونه إله للحصاد.
كما جسد القدماء الفراعنة الإله "أوزوريس" إلاها للزراعة والحقول الخضراء، فقد جسدوا أوزوريس فى طبيعته الحياة الخالدة الآبدية، حيث إنه كان لديهم عبارة عن رئيس محكمة الإلهة فى العالم الآخر وكتجسيد للموت والبعث، فكان يروق للمصرى القديم أن سيوجد بعد موته لدرجة أنه لا يخاطب باسمه إلا مقترن باسم أوزوريس بفضل هذا التوحيد، وكان المصرى على يقين من خلوده هذا توحد لم يكن ليتم بمجرد الإيمان بالعقيدة الأوزورية وأداء شعائرها وطقوسها وبالاشتراك فى الاحتفالات مهيبة فى أبيدوس، وإنما كان لابد للمصرى أن يمارس حياة خلقية راقية تماثل النموذج الذى قدمه هذا الإله فى حياته طبقا الأسطورة الذى علم الناس الزراعة والعلوم والفنون، وموت أوزوريس وبعثه ما هو إلا انعكاس لموت الأرض والزرع أثناء الجفاف وبعث الخصوبة والحياة بعد الفيضان.
الإلهة "إيزيس" زوجة أوزوريس وهى التى ترمز للفلاحة فى التاريخ المصرى القديم، والمنطقة التى يسير فيها موكب إله الخصوبة خلال الاحتفال الخروج يعبر رمزيا عن أم الإله مين وهى الإلهة إيزيس التى يقوم الإله مين باحتضانها خلال موكب، وفى نفس الوقت كانت هذه المرحلة وما يقوم به إله الخصوبة خلالها لتحويل مرحلة الموت من خلال الإخصاب إلى مرحلة الميلاد، وتحاكى فى مضمونها الدور الذى يؤديه النيل فى فصل الفيضان لتحويل أرض مصر من مرحلة الجدب (فصل الجفاف) إلى مرحله الميلاد (فصل النيات).
كما أنه وجد خلال العصور الفرعونية الآلهة "سخمت" آلهة الحقول، وقد مثلت فى هيئة امرأة توجت بنبات دال على اسمها (سخت) وتعنى حقل، وهى تحمل مائدة قرابين بها طيور وبيض وأسماك وفى يديها أوراق وزهور اللوتس، ومن الصور تلك الموجودة فى معبد أمنحتب الثالث من عصر الأسرة الثامنة عشر بوادى السوع شمال قرية السوع بالنوبة.
أما الآلهة "سيشات"، فقد كانت آلهة الكتابة وكان من وظائفها تسجيل سنين حكم الملك وأعماله على الشجرة المقدسة فى هيليوبليس، وكانت تساعد الملك فى تحديد مساحات المعابد عند إنشائها وفى قياس الأراضى، وصورت على هيئة امرأة وعلى رأسها عود أو ساق ينبثق أو يتفرع منه سبعة وريقات يعلوه قرنان فى وضع مقلوب، والآلهة "حتحور"، وهى آلهة السماء وكانت توصف بأنها ابنة رع وزوجة حورس، وهى تصور على هيئة بقرة حيوانها المقدس أوفى صورة آلهة برأس بقرة وعادة إمرأة برأس بشرى يزودان بقرنى بقرة أو فقط بأذنيها وضفائر سمكية تحيط بالوجه.
أما الآلهة "رننوت" فكانت تظهر إما فى شكل أفعى فى وضع تحفظ الهجوم والقضاء على الأعداء، حيث إنها تأكل الفئران التى تهدد المحاصيل، أو فى شكل امرأة لها رأس أفعى جالسة ترضع ابنها المعبود (نبرى) إله الحبوب، وصفات الإلهة "رننوت" عديدة ولكنها متصلة بفكرة الحبوب والحصاد والطعام والتغذية نتيجة لكونها إلهة الحماية فالبتالى ستوفر الحماية للمحصول الذى سيحصد ومن خلال كونها آلهة ولادة فهى تضمن الإخصاب المستمر للتربة.
موضوعات متعلقة..
- بالصور.. " شم النسيم" عيد ابتكره المصريون منذ 5 آلاف سنة.. القدماء كانوا يعتقدون أنه أول الزمان وبداية الخلق.. والخروج للمتنزهات بالأسماك من مدينة إسنا بالأقصر أبرز طقوس الاحتفال به