وأشاد "سليمان"، فى حواره مع الكاتب الصحفى خالد صلاح، ببرنامج "على هوى مصر" المذاع عبر فضائية "النهار"، بتاريخ الفن العربى الذى كان يقاتل لكى يسمع الصمتى، من خلال المسرح العربى والدراما والسينما العربية بالإضافة إلى الأدب والفنون والشعر، الذى طالما لعب دوراً كبيراً وساهم فى بناء ثقافة وطنية قائمة على العدالة والحرية والشفافية والشراكة فى صنع القرار والمستقبل.
وتابع الفنان السورى:"لهذه الأسباب كانت هناك محاربة دائمة للفن الجاد والسينما المحترمة على أساس أنهم يثيرون المشاكل ..هؤلاء يرون النصف الفارغ من الكأس"، مضيفا :"الأنظمة السياسية فى العالم العربى تحب الفن الدعائى الترويجى المطمئن للناس..فن كل حاجة جميلة وزى الفل و100%".
حل سياسى جذرى المخرج الوحيد للأزمة السورية
وأكد الفنان السورى، أن الأوضاع الحالية التى تشهدها سوريا ليس سببها الشعب الذى قام بثورته طلباً للحرية، لكن سببها نظام بشار الأسد الذى قمع المنادين بالحرية، لافتا إلى أن سوريا لن تخرج من هذه المأساة إلا بتغير سياسى جذرى وعميق وشامل، لأن الشعب السورى كباقى الشعوب العربية خرج فى الربيع العربى بعد أن تعب من الفساد وتردى الخدمات الصحية والتعليم والتسلط والاستبداد.
لست معارضاً لكننى أبحث عن حل لوطنى
وصنف "سليمان" موقفه من بشار على أنه عمل وطنى وليس سياسى، مضيفاً "لست معارضاً لبشار الأسد ولكننى أبحث عن حل لوطنى، وأنا ضد كل ما يقف حائلاً أمام المستقبل، وأسعى للملمة الجراح، وإنهاء هذه الكارثة التى لم تشهد البشرية لها مثيلاً منذ الحرب العالمية الثانية، وبالتالى لا بد من ثمن يدفع".
وعن مأساة الشعب السورى واللاجئين، قال "هذا سببه النظام ورفضه الاستجابة لمطالب المواطنين وليس الثورات.. ليس لدى طموح سياسى وليس لدى دافع لمعارضة آخرين، فأكثر من 85% من الشعب السورى كانوا متحمسين ومؤيدين لبشار بعد صعوده للسلطة وأنا واحد منهم، وذلك بهدف الأمل فى الإصلاح والتغيير.. لا أحد يريد الجلوس على كرسى الرئاسة بل محاربة الفساد، مضيفاً "لابد من وجود إصلاح سياسى، وانتخابات برلمانية محترمة، وحرية عمل للأحزاب، وحرية فكر وتعبير، وتحسين المستوى الاقتصادى والمعيشى للمواطن السورى البسيط..سوريا كانت قادرة..والنظام صم آذانه".
الجحيم ..والأنظمة المستبدة
وأوضح الفنان السورى، أن الشباب من قاموا بثورات الربيع العربى وليس القادة السياسيين، أو الأحزاب المتحجرة، نتيجة الأزمات التى تراكمت إلى حد لا يستوجب الصمت عليها، قائلاً إن:"الأنظمة العربية المستبدة، خاصة النظام السورى عنده خيار واحد إما أن نحكمكم أو أن ندفع البلاد إلى الجحيم..لقد دفعنا الثمن غالى وإعلام النظام روج أننا خونة ولسنا وطنيين.. نحن خائفون على سوريا ودعونا بشار وحزب البعث منذ اندلاع الثورة إلى الحوار السياسى، ولم ندع لإسقاط بشار لكن عنفه قادنا إلى هذه النقطة المأساوية"، مضيفاً :"لم نكن نريد أن تتحول المظاهرات فى سوريا إلى صدام ونادينا منذ أول يوم بمنع العنف ضد المتظاهرين حتى لا تصل الأوضاع إلى ما هو عليه الآن".
التغيير السياسى الجذرى
وأكد أن الانتقال السياسى لا يمكن أن يتم إلا بشكل جذرى وعميق، وبرحيل الأسد وبعض رموزه، لأن النظام الحالى سوف يؤدى إلى التلاعب بالمرحلة الانتقالية وإعادة إنتاج النظام مرة أخرى، مشيراً إلى أن الجماعات الجهادية والتكفيرية ليس لها مكان على طاولة المفاوضات والحرب ستسمر حتى القضاء على تلك التنظيمات التى صنعتها المخابرات العالمية حتى سيطرت على 70% من مساحة سوريا، مشدداً فى الوقت نفسه على ضرورة حل سياسى وعادل ومنصف.
وأوضح أن الحرب تؤدى إلى اتخاذ خيارات شديدة التطرف، ومن الإهانة لأى شعب أن يقال أنه لا يوجد بديل، موجهاً رسالته للاجئين :"ربنا يصبركم وسنستعيد سوريا ونعود إليها مجدداً".
وأشار إلى أنه يوجد حرب إقليمية ودولية ضد السوريين ولا أحد معنى بهم، مضيفاً :"رغم كونى معارضا لبشار لكننى لا أقف فى نفس الخندق مع كل من رفع العصا فى وجه النظام خاصة الذين يطالبون بإمارة إسلامية فى سوريا.. سوريا التى أطمح إليها مختلفة جداً".
تحية للقوات المسلحة المصرية
وأشاد جمال سليمان، بالقوات المسلحة المصرية قائًلا:"إن المؤسسة العسكرية المصرية أثبتت وطنية عالية جدًا، فتحية واجبة للقوات المسلحة المصرية ولكل المصريين وكل الذين يطمحون فى أن تكون مصر حرة وديمقراطية ويعبروا عن أنفسهم، ويكونوا شركاء فى صنع مستقبل بلادهم فهكذا تبنى الدول والأوطان".
وأضاف الفنان جمال سليمان، أن :"المصريين حساسين جدا حول حديث أى شخص غير مصرى عن الشأن الداخلى، مؤكدًا أنه تعهد بعدم الحديث عن الشأن الداخلى لمصر".
وتابع :"بالنظر إلى الخريطة السياسية وطبيعة التفاعل السياسى فى سوريا خلال الـ 15 عامًا الأخيرة نلاحظ صعود التيار الدينى، فى الوقت الذى بدت فيه السلطة صامتة تجاه هذا الصعود، معلقًا: "من زرع الرياح حصد العاصفة"، موضحًا أن بشار الأسد لو سار فى الإصلاحات كما يجب لكانت سوريا مستقرة الآن، ففى مصر تنحى رجل له تاريخ سياسى وعسكرى وارتكب أخطاء وشعر أنه يجب أن يتنحى حفاظا على سلامة مصر وبقى فى البلاد وحكم عليه".
ورفض "سيلمان" التعليق على موقف الفنانة رغدة من الحرب فى سوريا، قائًلا:"أخذت عهدا على نفسى بعدم الحديث، وما يجرى أكبر بكثير من السجال عبر وسائل الإعلام، بحب أتكلم فى واقع الحال، فلست أنا من فجر الثورة ولا يوجد حزب فى العالم يستطيع أن يدعى أنه فجر الثورة وقادها".
موضوعات متعلقة..
بعد "أحداث سوريا".. جمال سليمان لـ"خالد صلاح": تحية للقوات المسلحة المصرية
جمال سليمان لـ"خالد صلاح": حل سياسى جذرى المخرج الوحيد للأزمة السورية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة