نقلا عن العدد اليومى...
بعد فوزه برئاسة لجنة العلاقات الخارجية تحدث السفىر محمد العرابى لـ»اليوم السابع» عن أبرز ملفات اللجنة خلال الفترة المقبلة، والتهديدات التى تواجه مصر فى الوقت الراهن، كما تناول خطة اللجنة مع الأزمات الدولية، وعلى رأسها تداعيات جوليو ريجنى، بخلاف كواليس انتخابات اللجان النوعية.
وأشار إلى صعوبة تجاوز الأزمات العالقة بين مصر وتركيا فى الوقت الراهن، لافتا إلى أن الأمر فى حد ذاته لا يمثل أى مشكلة، معبرا عن ذلك بقوله إن مصر يمكنها أن تعيش عشر سنوات، بلا أى علاقة بينها وبين تركيا، وإلى نص الحوار..
الرئيس السيسى فى عدة مرات تحدث حول الخطر الآتى من الخارج على الأمن القومى، فما تفسيرك؟
الدولة المصرية تعيش فى ظل ما لم تمر به من قبل، فالمطلوب منها أن تقوم بعمل توازنات فى المنطقة، وأن تكون فى حالة استقرار، ولكن هناك دول أخرى تسعى لأن تعيش الدولة المصرية بلا استقرار، وتظل دائما فى حالة قلق وإضراب كى تظل مضغوطة دائما بدرجة تؤثر على اقتصادها واستقرارها السياسى.
هناك وجهتا نظر، ونظرتان لمصر، الأولى من الدول العربية وينظرون إلينا على أننا عنصر استقرار فى المنطقة، هذه الدول تعتبر بلادنا ضمن القوى الكبرى التى يجب أن يستندوا إليها، ولكن هناك دول خارجية تسعى كى تكون مصر تحت ضغط مستمر الفترة القادمة، لأهداف عديدة، منها تأييد فكرة الفوضى التى ينبغى أن تسود فى المنطقة، وهناك قوى أخرى ترى أن هناك ضرورة لمشاركة جماعة الإخوان فى نظام الحكم فى مصر ، فنحن بين ضغوط من أجل خنقنا، وجهود من أجل أن تظل هذه الدولة مستقرة تستطيع أن تكون حائط صد فى المنطقة.
عندما تأتى زيارات عربية للقاهرة، يبدأ الضغط من الناحية الأخرى حيث تتساءل بعض القوى الخارجية، كيف أن تكون مصر قوية، وكيف يأتى كل هؤلاء ليزوروها فيقومون بالضغط، وهناك عوامل تستغل فى هذا الإطار مثل حقوق الإنسان، ومنظمات المجتمع المدنى، فنحن فى وضع صعب للغاية خلال هذه الفترة، لأن الضغوط كثيرة ومتنوعة، ونحن خلال الشهرين الماضيين كل ما نخرج من مشكلة ندخل فى أخرى بعضها مقصود وبعضها الآخر غير مقصود، بدأت بالطائرة الروسية ثم الطالب الإيطالى، لخطف الطائرة المصرية وهذا شىء مرهق جدا للدولة، ولكن يبدو أن هناك قصدية تتعلق بأن تظل الدولة المصرية صامدة تحت موجات الضغط المستمر.
ما هى الدول التى تقف ضد مصر فى الخارج؟
هناك دول أوروبية تسعى لأن تظل مصر تحت أزمة ضغط، ومحاولات هذه الدول لن تتوقف، وأنا لا يهمنى، فما يهمنى أن تظل المسيرة إلى الأمام، من خلال مشاريع تتحقق على الأرض، وأن يشعر المواطنون بالفوائد التى تعود عليهم من تلك المشاريع، فالبلد لابد أن يتحرك للأمام وينجح، فليس لدينا حل آخر.
كيف ترى أداء وزارة الخارجية مع هذه الضغوط؟
أداء وزارة الخارجية هائل ومحترم ومتزن لا يوجد به انفعال، وواجه مشاكل كثيرة للغاية.
ما هى أولويات الزيارات التى لدى لجنة العلاقات الخارجية إلى دول الخارج؟
أنا معنى بإعادة صياغة العلاقة مع إيطاليا، فالعلاقات الثنائية مع إيطاليا علاقة مهمة، وهذا يحتاج إلى بذل الجهد لإعادتها مرة ثانية فى إطار الدفء الذى كانت عليه، وهذا سيكون هدفنا الأول.
وكيف سيحدث ذلك؟
لابد من اختيار التوقيت المناسب لعمل زيارة لهم، ووضع خطة للحديث معهم، على ألا نخلط بين مسار العلاقات بين البلدين، ومسار التحقيقات فى قضية «ريجينى»، كما لابد من اختيار التوقيت المناسب لعمل زيارة لهم، ووضع خطة للحديث معهم، وأرى ضرورة التأكيد على أن مسار التحقيق يسير فى طريقه، ولا نخلط مسار العلاقات بين البلدين بمسار التحقيق، فالعلاقات لابد أن تظل ثابتة وقوية وتسير فى اتجاهها، ومسار التحقيق يسير فى اتجاهه، ولكن لا يصح أن تكون هذه العلاقات مرهونة بالتحقيق، فهذه لا تعد دبلوماسية صحيحة من ناحية إيطاليا.
وما زاد الأمر سوءا أنهم يستشعرون بأن المصريين لم يتأثروا بمقتل جوليو ريجينى، وأن البرلمان لم يقم بدوره، فنحن نعمل فى لجنة العلاقات الخارجية على هذا الإطار، وهو أن هناك علاقات مصرية إيطالية تاريخية ، ولا ينبغى أن تكون واقفة على مسألة التحقيق، فهى مسألة هامة، ولكن ينبغى أن تؤخذ بموازاة مع مسار العلاقات.
هل ترى أن الوفد البرلمانى الذى زار البرلمان الأوروبى مؤخرا حقق نتائج؟
الوفد البرلمانى المصرى أدى واجبه وحقق نتائج، ولكن قضية «جوليو ريجينى» لن تعالج من خلال البرلمان الأوروبى، ولكن الأمر يحتاج مخاطبة إيطاليا مباشرة، ولكن كانت هناك حقائق كثيرة غير معروفة، والوفد البرلمانى استطاع التعريف بها.
هناك ملفات خارجية أخرى، منها موقف بريطانيا من الإخوان، بالإضافة إلى روسيا والسياحة الروسية، كيف ستتعاملون مع ذلك؟
سنعمل مع كل الملفات الخارجية، فإنجلترا كل ما تتقدم خطوة تتأخر خطوتين، وهذا شىء غريب، وفى نفس الوقت غير مقبول، ولابد لنا كلجنة علاقات خارجية أن نتعامل مع مجلس العموم البريطانى فى هذا الشأن وأعتقد أن هذا سيكون أحد أهدافنا خلال الفترة المقبلة.
سنقوم بزيارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لأن علاقاتنا بمجلس الشيوخ ومجلس النواب الأمريكى مهمة جدا، فرئيس مجلس النواب الأمريكى عندما زار البرلمان المصرى أعطى عدة رسائل قوية أيد فيه مسار الديمقراطية الذى تسير عليه مصر، وأيد مصر بوجه عام فى محاربتها ضد الإرهاب.
وفيما يتعلق بروسيا سنقوم بتدشين لجنة الصداقة المصرية الروسية البرلمانية، تتضمن أعضاء فى برلمان الدوما الروسى وأعضاء فى البرلمان المصرى، وستعطى هذه اللجنة مساحة للتفاهم بين البرلمانيين المصريين والروس حول القضايا الثنائية.
فيما يتعلق بقضية تيران وصنافير، هل يمكن للبرلمان أن يستعين بخبراء فى التاريخ والقانون الدولى بشأن هذه القضية خلال مناقشتها؟
من حقنا أن نستعين بخبراء خلال الجلسات الاستماع العامة، ويأتى لها خبراء من جميع التخصصات يتحدثون ويناقشون هذه القضية داخل البرلمان.
كيف ستتعامل لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان مع الملف الإيرانى؟
الوقت غير مناسب لتطوير العلاقات مع إيران لأنها بعد الاتفاق النووى تشعر براحة شديدة جدا، وأنها أطلقت يدها فى المنطقة.
وفيما يتعلق بالموقف من تركيا كيف تراه؟
الملف التركى ليس له أهمية، فنحن نستطيع أن نعيش دون علاقات مع تركيا لمدة عشر سنوات قادمة.
البعض يتحدث أن السعودية تسعى لعمل تحالف سنى تشارك فيه تركيا، فكيف يتم التعامل مع ذلك خارجيا بالنسبة لمصر؟
لا يوجد أى مشكلة، فمصر لم تحدث أى أزمة خلال المؤتمر القمة الإسلامية فى تركيا، فتواجد مصر مع تركيا فى تحالف إسلامى لا يشكل أى ضغوط علينا.
هل تتوقع تحسن العلاقة مع تركيا؟
لا ، لا أتفاءل بتحسن العلاقات، إلا إذا سقط أردوغان، فأنا التقيت عضوا بارزا وأحد مؤسسى حزب العدالة والتنمية التركى التابع لأردوغان فى أحد المؤتمرات الخارجية، وقال لى إنهم ضد سياسات أردوغان الخاصة بمصر ، فقلت له ما تفسيركم لما يفعله، قال لى هو له ميول إخوانية، وفى حديثه معى لم يكن يجاملنى بل كان يتحدث بشكل حقيقى.
كيف ترى الوضع فى ليبيا الآن؟
فى منتهى الخطورة.
ألا ترى أن تشكيل حكومة توافق وطنى يحسن الأوضاع فى ليبيا؟
لم يطرأ أى تحسن فى ليبيا، فالخطورة فى ليبيا والشام أيضا أن الكيانات التى خلقت هناك لن تمحى، فلا يمكن أن نتحدث حول أن داعش فى ليبيا ستنتهى ولكن ستظل موجودة ككيان على الأرض، وكيان داعش الموجود فى الشام سيظل موجودا أيضا، قد يتم إضعافه بشكل ما من خلال الضربات الجوية لقوات التحالف، ولكن المفاهيم والأدبيات الغربية فى أروقة غير رسمية تتحدث حول أن ولاية «داعش» فى ليبيا ستظل موجودة.
متى يمكن أن نتحدث عن تحول ائتلاف دعم مصر إلى حزب سياسى؟
بعد 4 سنوات.
لماذا؟
لأن الائتلاف لا يمكن أن يتحول لحزب سياسى طبقا للدستور، كما أن الائتلاف ستكون به مراحل جذب وطرد، فهناك أعضاء ستنضم وأعضاء آخرون سيخرجون خلال الفترة المقبلة، ولكنى أعتقد أنه كيان قوى.
هل ترى أن الرئيس يحتاج إلى حزب سياسى يدعمه؟
لا أعتقد بالضرورة، ولكن نلاحظ أن هناك توافقا داخل مجلس النواب بغض عن الخلفية السياسية فى موضوعات معينة، فكل ما يتعلق بالوطن سنجد أن هناك تكتلا كبيرا يؤيده، فإذا قمنا بعمل حزب سياسى ستكون هناك مواجهات بيننا أكثر وخشونة فى التعامل، ولكن الآن يوجد قدر من الليونة والمرونة فى التعامل أعتقد أنها صحية أكثر فى البرلمان.
موضوعات متعلقة:
رئيس لجنة الشئون الخارجية: سوريا تدفع ثمن المماطلات السياسية.. والجميع مدان
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة