من جانبه قال المخرج إن من الملفت فى الفيلم أنه يوضح وجهات النظر المختلفة فى ما حدث فى مصر فى الفترة بعد ثورة 25 يناير وأثناء حكم محمد مرسى من خلال استعراض رأى كل فصيل فى الأمر، مشيرا إلى أن الشعوب التى تعانى من الإرهاب مثلما حدث فى الولايات المتحدة الأمريكية بعد حادث 11 سبتمبر تكون حادة فى حكمها حيث ينفصل الشعب إلى فصيلين كل واحد منهما معارض للآخر ويعتقد أنه على صواب ولا يوجد فصيل محايد.
وأضاف أن كل المحيطين به نصحوه بألا ينفذ هذا الفيلم فى الوقت الراهن لأنه سيكون مخاطرة كبيرة موضحين أن الفيلم لن يكتسبه فقط كره فصيل معين ولكن بحكم أنه يعرض كل وجهات النظر فسوف يكرهه الجميع، مؤكدا أن مصر أصبحت مقسمة بصورة كبيرة وكل فصيل بها يريد أن يرى أن الجميع يوافقوه فى نفس رأيه وإلا فسيكونون من جبهة الأعداء.
وأكد أن الفيلم مفيد لأنه يجعل المشاهد يشعر بقدر من الهدوء ويحثه على التفكير فى وجهات النظر الأخرى، مشيرا على أن الوقت الحالى هو الأفضل لتنفيذ فيلم "اشتباك" لأن أفضل وقت لعرضه هو أثناء الصراع الدائر حاليا وليس بعد انتهائه، لافتا إلى أن السينما قادرة على تغيير العالم، لأنها استطاعت تغييره شخصيا بعد أن عمل بها حيث أنها جعلته محايدا ويتقبل وجهات النظر الأخرى ولا يطلق أحكام مسبقة على الناس أو تصرفاتهم.
ولفت إلى أنه شعر بالفخر بعد اختيار فيلمه للافتتاح مسابقة "فى نظرة ما" بمهرجان "كان"، ولكنه فى نفس الوقت شعر بالتوتر لأنها المرة الأولى للمشاركة فى مهرجان "كان"، خاصة عندما فكر فى رد فعل الناس من الناحية الفنية والسياسية بعد رؤية الفيلم، مؤكدا أنها أول تجربة له فى المهرجان ولم يكن يطيق الانتظار لكى تحدث.
وأشار إلى أن الفيلم لا يوجه رسالة معينة لأنه معقد جدا ولكن رسالته الأساسية هى الانسانية والتعايش وقبول الآخر، لافتا إلى أن التعايش لم يحدث إلا إذا قرب كل فصيل من الآخر ويفهم وجهة نظره ودوافعه، كما يوضح الفيلم دائرة العنف المفرغة التى تحدث فى مصر والتى تبدأ ولكنها لا تنتهى.
فيلم "اشتباك" يتناول الفترة السياسية التى سبقت تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى الحكم، وذلك من خلال استعراض رموز مصر فى ذلك الوقت، ويحمل العمل إسقاطًا سياسيًا على أن مصر لن تنجح فى الخروج من أزمتها السياسية والاستمرار فى مسيرة التنمية والتقدم إلا باتحاد كل التيارات المختلفة بها، وتدور الأحداث فى سيارة ترحيلات تضم ممثلين عن التيارات السياسية المختلفة "الليبرالى والعلمانى والتيار المتدين من إخوان وسلفيين ومواطنين عاديين لا تشغلهم السياسة"، فتنشب بينهم الكثير من المشادات والمشاحنات بسبب تمسك كل فصيل برأيه إلى أن يقع حادث للسيارة وتنحرف عن طريقها فتتحد كل الفصائل مع بعضها فى محاولة للنجاة من الموت المحقق، وتم تصوير مشاهد الفيلم فى مساحة لا تزيد على 8 أمتار، حيث يتفاعل عدد كبير من الشخصيات، وتدور دراما من الجنون، والعنف، والرومانسية، والكوميديا أيضًا.
"اشتباك" من بطولة نيللى كريم وهانى عادل وطارق عبد العزيز وأحمد مالك، ومن سيناريو وحوار خالد دياب ومحمد دياب، ويقوم بإخراجه محمد دياب فى ثانى تجاربه الإخراجية بعد فيلمه "678"، الذى تناول فيه قضية التحرش الجنسى بجميع أشكاله فى تجربة جريئة.
موضوعات متعلقة
الشركة الموزعة لفيلم "اشتباك" تتعاقد مع شركات عالمية لعرضه بأوروبا وآسيا