نقلا عن العدد اليومى...
بالطبع نحن أمام حدث مفجع، وكارثة تتعلق بنا حتى لو كانت وقعت بعيدا عن أجوائنا أو مطاراتنا، لأنها تتعلق بضحايا وخسائر وتأثيرات سلبية، تستعدى منا تضافر الجهود للخروج من الأزمة بسلام، والتقليل من تأثيراتها على المستقبل، وعليه فإن الحديث عن إدارة الأزمة أمر نسبى، لكنه يضعنا دائما فى اختبار المواجهة والقدرة على التعامل بقودة وحرص.
ولم يكن حادث طائرة مصر للطيران، الأول ضمن حوادث الطيران فى العالم، لكن الظروف المحيطة بالحادث تأخذ أبعادا مختلفة، وتظهر الكثير من المبالغات والتحليلات، أو تقييم الجهود الذى يفترض أن نتعامل معه بشفافية تؤكد أننا نتعلم، بعض التحليلات والتقييمات تفتقد إلى المعلومات أو إلى القدرات التى تمكنهم من قراءة الأمر بشكله الصحيح.
من المبكر التوصل إلى أى نتائج نهائية، ما إذا كان الحادث وراءه عطل فنى أو عمل إرهابى أو خطأ بشرى. وفى كل الحالات فإن الطرف الفرنسى عليه مسؤولية أساسية حيث أقلعت الطائرة من مطار شارل ديجول، وقد تم فرض إجراءات أمنية وتفريغ آلاف الكاميرات ومراجعة بيانات الركاب والمرافقين. وكلها تفاصيل مهمة ربما تكشف عن أى عناصر تتعلق بالحادث. بجانب تاريخ الطائرة، ثم إن استعادة الصندوقين الأسودين للطائرة، ربما يوفر بعض المعلومات والقرائن للمحققين الذين يواجهون صعوبة، خاصة أن الحطام يتناثر فى قاع البحر.
ثم إن الأطراف المسؤولة تتحدث عن أنه من المبكر تحديد سبب تحطم الطائرة، ونقلت واشنطن بوست عن آدم شيف، عضو لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكى، إن الوقت لا يزال مبكرا لتحديد سبب سقوط الطائرة، وليست هناك جهات تبنت المسؤولية، ولا يوجد معلومات استخباراتية تقود لأى استنتاجات. كما أن ستيفين والاس، المدير السابق لمكتب تحقيقات الحوادث فى هيئة الطيران الفيدرالية الأمريكية، قال إنه لا يعتقد أن سبب تحطم الطائرة مشكلة تتعلق بالأمان، مع إجراء الفحوصات المعتادة للطائرة قبل إقلاعها.
وفيما يتعلق بالتحركات والجهود المصرية قالت وول ستريت جورنال إن السلطات المصرية تحركت سريعا فى مواجهة أزمة الطائرة، وأن وزارة الطيران أظهرت أسلوبا مختلفا فى التعامل مع الحادث والمسؤولون تحركوا بسرعة، لتقديم المعلومات الكافية حول الطائرة. وسيطروا على الأحداث بشكل معقول.
هذه الشهادات بالطبع تعتمد على قياسات مختلفة ومقارنات بين طرق إدارة الأزمة، فى الحالات المشابهة فى العالم، ولا يعتمد هؤلاء على تكهنات، وإنما على رصد ومتابعة لإدارة أزمة كبرى تتعلق بكارثة تتداخل فيها اطراف مختلفة تمتد من فرنسا لمصر لأجواء وظروف جوية وتفاصيل كثيرة، تجعل الأمر أكثر تعقيدا من أن يؤخذ ببساطة أو باستخفاف.
خبراء الأزمات والأمن وأمن الطيران رأوا أن السلطات المصرية امتلكت زمام العمل، وحرصت على إصدار تحديثات لأى معلومات تتعلق بالطائرة وعقد وزير الطيران مؤتمرا صحفيا للرد على الأسئلة.
المقارنة بين ما رأيناه من تعليقات على طريقة إدارة الأزمة لدينا وما رأيناه من شهادت خبراء الخارج تشير إلى أن الأمور عندما تتم بشكل علمى ومسؤولية تسجل خطوات مهمة فى سياق القدرة على إدارة الأزمات.
موضوعات متعلقة:
ابن الدولة يكتب : استراتيجية توفير الدواء .. على وزارة الصحة أن تمتلك خططا واضحة وقواعد بيانات لحركة الدواء ومواجهة أى تلاعب فى أسعار الأدوية الأساسية
عدد الردود 0
بواسطة:
طارق
هل تأتى الرياح ( النتائج) بما تشتهى السفن ( الحكومة المصرية)؟