ضمن طقوس الجنازة الأرثوذكسية، تقرأ أوشية الراقدين ثم يعظ الكاهن أهل المتوفى عن الموت، وينتهى الطقس بخروج الجثمان ليوارى الثرى، فى جنازة يارا حضر الطقس وغابت هى، عزاء بلا جثمان، عزاء بالصورة، حضرت يارا بصورتها ملتفة بصليب من الزهور ينعيها الكاهن، تبكيها أمها، تصرخ جدتها.
لا شئ مثل فقد الابن ، لا حرمان أقسى من الحلم بنظرة وداع لا تأتى، أم يارا ليست ككل الأمهات، فلم تودع ابنتها حية ولم تراها ميتة، لم تبرد قلبها بنظرة وداع أخيرة ولم يحمل والدها جثمانها على كفيه ليفتح بيديه القبر فيضعها، ابتلعها البحر فلم تتسلم أسرتها من أحشائها شيئًا، يارا ماتت شهيدة، الشهداء وحدهم يلقون حتفهم باسمين.
فى مشهد مفجع، احتضنت "ماجدة" والدة يارا جثمان الابنة ، وبكت وهى تضم بين ذراعيها جسد من ورق وألوان، تبادلت مع جدتها النحيب ، زفت ابنتها عروسًا للسماء بدلًا من أن تسلمها لعريس أو حبيب
صديقات يارا، ارتدين الأبيض، فالأسود لا يليق بالشهداء، الشهيد يفتح قلبه للسماء ولا تقبل فيه الأرض العزاء، الشهيد يرفرف عاليًا، يترك لنا حكمة وذكرى .
مضيفات مصر للطيران من زميلاتها، يرتجفن حزنًا وخوفًا، صار الموت أقرب من حبل الوريد، نركب الهواء كل صباح من منا ينجو ومن الشهيد؟.
أما كاهن الكنيسة، الذى بحث عن عزاء يليق بالحدث فقال للأسرة أن الموت واحد مهما اختلفت طريقته، ولأن يارا عروس تزف للسماء نصلى لها بالطقس الفرايحى حيث تعيش الكنيسة أيام الخماسين.
موضوعات متعلقة..
بالصور.. شيوخ وقساوسة فى عزاء "يارا" مضيفة الطائرة المنكوبة.. البابا تواضروس يوفد الأنبا موسى لتعزية أسرتها.. ويؤكد: سيرتها طيبة وأتمت سعيها مبكرًا.. ومظهر شاهين: نحسبها من شهداء الوطن