نواح وبكاء خوفا من المستقبل المظلم الذى ينتظرهم، هذا هو حال البائعين والعمال بمنطقة العتبة بعد كارثة حريق "الرويعى"، التى لم تتوقف عند احتراق المحال التجارية والتهام النيران بضائع التجار التى كانت بداخل هذه المحالات والتى تقدر بملايين، الكارثة أيضا طالت أصغر وأبسط البائعين والعمال الذين يتكسبون رزقهم يوما بيوم، فبعد الكارثة أصبح مصيرهم مجهول هم وأسرهم وأبنائهم بسبب وقف حالهم بدون عمل، ليس أصحاب المحال التجارية من تضرر من الحريق فقط بل هناك عائلات بأكملها أصابها ما أصاب منطقة "الرويعى" من خراب ودمار ومصير مجهول.
"اليوم السابع"، التقى البائعين والعمال الذين افترشوا الأرض انتظارا لإعادة الحياة بسوق الرويعى وإعادة إعمار المنطقة من جديد لاستئناف عملهم مرة أخرى، بالإضافة إلى أصحاب المحلات بالمنطقة الذين أعربوا عن استيائهم لما وصل بهم الحال الآن بعد الكارثة ورفضهم تصريحات بعض المسئولين من الحكومة عن صرف تعويضات لا قيمة لها أمام الخسارة الكبيرة التى تعرضوا لها، أيضا البائعون الذين أكدوا على بقائهم فى السوق ولن يتركوه إلا جثثا هامدة، مؤكدين على أنه لا يوجد بديل لهم عن عملهم فى هذا السوق المحترق فى أى مكان آخر.
فى البداية يقول على حجاج 39 سنة عامل، بأحد المحلات التجارية بالسوق أنه لديه 4 أبناء فى مختلف مراحل التعليم والتعليم الجماعى ومتطلباتهم الدراسية كثيرة، مضيفا أن أصبح بدون عمل الآن بعد حريق السوق وأنه لا حرفة له إلا العمل فى البيع والشراء لتوفير كافة متطلبات أسرته خاصة المتطلبات الدراسية لأبنائه، موضحا أنه الآن ليس لديه أى عمل يتكسب من رزقه وأنه الآن أصبح بدون عمل مفترشا الشارع بحثا عن مصدر رزق آخر له حتى يستطيع أن يكفى لتوفير قوت أسرته .
وأضاف على لـ"اليوم السابع" أن الحكومة وعدت أصحاب المحلات فقط بتعويض مادى مقابل خسارتهم التى تكبدوها جراء الحريق وإن كان هذا العويض لا يتناسب مع حجم الخسارة إلا أن الحكومة وعدتهم بصرف مبالغ تعويض لهم، مشيرا إلى أن الحكومة نست أو تناست البائعين والعمال بهذا السوق ولم تجهد نفسها فى التفكير فيهم وإيجاد عمل بديل لهم يساعدهم على استئناف حياتهم مرة أخرى وتوفير متطلبات أسرهم، مؤكدا أنه وباقى زملائه من البائعين والعمال لن يتركوا هذا السوق مهما حدث إلا جثثا هامدة أو أن توفر لهم الدولة عمل بديل لهم مقابل عملهم الذى فقدوه بسبب الكارثة التى وقعت وأصابتهم جميعا بلا استثناء.
بينما يقول الحاج محمد مختار 48 سنة ، أحد الباعة، بأنه يعمل فى سوق الرويعى منذ زمن وهو يعمل فى هذا السوق حيث تم استصدار رخصه له كبائع فى السوق يتم تجديدها كل سنة، مضيفا أنه لن يترك السوق ولن يذهب إلى مكان آخر ردا على ما قاله مسئولون عن نقل السوق خارج منطقة العتبة، موضحا أنه لا يوجد له عمل آخر أو حرفة أخرى يتكسب منها رزقه وقوت يومه وأسرته بعد أن شرد من عمله كبائع فى السوق بعد الحريق، لافتا إلى أنه لا يدرى ماذا يفعل حتى يستطيع بتوفير مصاريف بيته وأسرته بأكملها وأبنائه الذين يدرسون فى مختلف مراحل التعليم، مضيفا أن مصيره أصبح مجهول لا يعلمه إلا ألله، مطالبا الحكومة بأن تراعى حالتهم وما تعرضوا له من خسائر وأن تقف فى صف الباعة وأصحاب المحال لا أن تسعى لترحيلهم من السوق وقطع عيشهم.
وبدوره قال أحمد سيد 29 سنة أحد الباعة، إنه لن يترك عمله فى سوق الرويعى حتى لو احترق آلاف المرات لأنه ليس له مصدر رزق آخر، مضيفا أن مبلغ التعويض "5 آلاف جنيه" لا يرتقى لحجم الخسائر، موضحا أنه تكبد خساره فادحة، متسائلا: هل يعقل أن يكون مبلغ التعويض أقل من نصف الخسارة؟ فضلا عن أن الحكومة تحدثت عن تعويض أصحاب المحال التجارية فقط ولم تلتفت إلى البائعين.
الموضوعات المتعلقة..
بعد كارثة الرويعى والغورية.. الفجالة والموسكى وحارة اليهود قنابل موقوتة.. أصحاب المحال: لا توجد رقابة مستمرة من أجهزة الدولة والمسئولون فى غيبوبة ونطالب بتوفير سبل الحماية المدنية حتى لا تتكرر المأساة