وعلى مدار مشاركات كل منهم فى البطولة، استعصى اللقب عليهم وإن كانت الفرصة لا تزال سانحة أمام ميسى لتغيير هذا الواقع المؤلم لأساطير كرة القدم عندما يشارك فى بطولة "كوبا أميركا" التى ستقام فى الفترة بين 3 و26 يونيو المقبل فى أمريكا.
بيليه:
وكان الأسطورة بيليه أول من عانى هذا المصير عندما أخفق فى كوبا أميركا 1959 بعد عام واحد من قيادته المنتخب البرازيلى للقبه الأول فى بطولات كأس العالم وذلك فى النسخة التى استضافتها السويد عام 1958 .
وخاض المنتخب البرازيلى فعاليات كوبا أميركا 1959 معتمدا على الفريق المتوج بلقب المونديال عام 1958 .
توج بيليه هدافا لهذه النسخة من كوبا أميركا برصيد ثمانية أهداف كما اختير كأفضل لاعب فى تلك النسخة ولكن المنتخب البرازيلى حل ثانيا بفارق نقطة واحدة خلف نظيره الأرجنتينى المتوج باللقب حيث أقيمت فعاليات البطولة بنظام دورى من دور واحد بين المنتخبات السبعة التى شاركت فى تلك النسخة وانتهت بتعادل المنتخبين البرازيلى والأرجنتينى 1 / 1 وكان بيليه هو من سجل هدف السامبا فى هذه المباراة.
وكان المنتخب الأرجنتينى فاز بجميع المباريات الخمس التى خاضها فى البطولة قبل هذه المباراة فيما دفع المنتخب البرازيلى ثمن تعادله 2 / 2 مع بيرو ليكون التعادل فى المباراة الختامية كافيا للتانجو الأرجنتيني.
كان بيليه فى الثامنة عشرة من عمره آنذاك وكانت هذه هى المشاركة الأولى له فى كوبا أميركا فيما شاركت البرازيل فى النسخة التالية الخاصة، التى استضافتها الإكوادور فى وقت لاحق من نفس العام، بفريق من بيرنامبوكو وغاب منتخبها الأساسى.
وفى كوبا أميركا 1963 ببوليفيا، لم يشارك أيضا المنتخب البرازيلى بنفس الفريق الذى توج بلقب مونديال 1962 فى تشيلى ليحرز المنتخب البرازيلى المركز الرابع فى البطولة ويظل رصيد بيليه مع الفريق خاليا من أى ألقاب فى كوبا أميركا رغم فوزه بلقب المونديال فى نسختين متتاليتين.
واستضافت أوروجواى فعاليات كوبا أميركا 1967 ، وعانت كرة القدم فى أمريكا الجنوبية من أزمة كبيرة حيث انسحبت البرازيل وبيرو من البطولة وشاركت فنزويلا للمرة الأولى ليقتصر عدد المشاركين فى تلك النسخة على ستة منتخبات.
مع تفاقم الأزمات واستمرار الاعتذارات عن عدم المشاركة، توقفت البطولة من 1967 حتى عادت فى 1975 مما حرم بيليه من الفرص الباقية للتتويج باللقب القارى وإن قاد منتخب بلاده للقب ثالث فى بطولات كأس العالم من خلال نسخة 1970 بالمكسيك.
مارادونا:
وكانت القصة مختلفة بالنسبة لمارادونا الذى شارك فى ثلاث نسخ ل كوبا أميركا وكانت أولها فى 1979 حيث كانت اختبارا صعبا للمدرب سيزار لويس مينوتى المدير الفنى للفريق والذى لم يعتمد على معظم النجوم الذين قادهم فى 1978 للفوز بكأس العالم.
وودع مارادونا والمنتخب الأرجنتينى فعاليات كوبا أميركا 1979 من الدور الأول (دور المجموعات) بعد هزيمتين خارج ملعبه أمام بوليفيا والبرازيل ثم فوز على بوليفيا وتعادل مع البرازيل فى مباراتى الإياب بملعبه.
وكان الموقف المثير فى هذه البطولة ان مارادونا خاض مباراتين مرتديا القميص رقم "6" وهو أمر غريب فى مسيرته الكروية التى ارتدى خلالها القميص رقم "10" .. وكان هذا التغيير بسبب القرار المثير للدهشة بشأن ترتيب قمصان لاعبى المنتخب طبقا للترتيب الأبجدي.
وبهذا، سجل مارادونا أول أهدافه مع المنتخب الأرجنتينى مرتديا هذا القميص رقم "6" وكان هو الهدف الثالث فى المباراة التى فاز فيها 3 / صفر على المنتخب البوليفى.
وغاب مارادونا عن كوبا أميركا 1983 ثم عاد للمشاركة فى البطولة بنسخة 1987 بعدما فرض نفسه كنجم عالمى وأفضل لاعب فى العالم من خلال قيادته المنتخب الأرجنتينى للفوز بكأس العالم 1986 فى المكسيك.
ولكن كوبا أميركا 1987 بالأرجنتين كانت صدمة كبيرة لمارادونا وأصحاب الأرض حيث ودع الفريق البطولة من المربع الذهبى على يد منتخب أوروجواى ثم اكتفى الفريق بالمركز الرابع حيث خسر 1 / 2 أمام المنتخب الكولومبى بقيادة النجم الشهير كارلوس فالديراما فى مباراة تحديد المركز الثالث.
وخلال تلك النسخة، لم يقدم مارادونا سوى الهدف الذى سجله فى مباراة بيرو التى انتهت بالتعادل 1 / 1 فى بداية مسيرة الفريقين بالبطولة وهدفين أحرزهما فى المباراة التالية التى فاز فيها الفريق على الإكوادور 3 / صفر.
ولم تكن مشاركته الثالثة الأخيرة فى كوبا أميركا أفضل حالا حيث أحرز الفريق هدفين فحسب فى سبع مباريات خاضها مع التانجو خلال النسخة التى استضافتها البرازيل.
وجاء الهدفان عن طريق كلاوديو كانيجيا فى اثنتين من المباريات الأربع التى خاضها الفريق فى مبارياته بالدور الأول فيما كانت البصمة الوحيدة لمارادونا فى البطولة هى التسديدة التى أطلقها قوية فى مباراته أمام أوروجواى لترتد الكرة من العارضة فى هذه المباراة بالدور النهائى للبطولة والذى فشل خلاله المنتخب الأرجنتينى فى تحقيق أى فوز بالمباريات الثلاث التى خاضها واهتزت شباكه أربع مرات فيما لم يسجل أى هدف ليحتل المركز الثالث خلف البرازيل وأوروجواى وبفارق الأهداف فقط أمام باراجواي.
وفى 1991، غاب مارادونا عن كوبا أميركا التى استضافتها تشيلى حيث كان خلال فترة العقوبة الأولى له بسبب المنشطات وفاز المنتخب الأرجنتينى بلقب البطولة فى غياب مارادونا.
كما استبعد ألفيو باسيلى المدير الفنى للمنتخب الأرجنتينى آنذاك مارادونا من حساباته فى كوبا أميركا 1993 ليقود باسيلى الفريق للفوز باللقب للمرة الثانية على التوالى فى غياب مارادونا. ولم يفز المنتخب الأرجنتينى باللقب منذ ذلك الحين.
ميسي:
ويبدو أن لعنة كوبا أميركا استحوذت على ميسى أيضا حيث فشل اللاعب المتألق مع برشلونة الإسبانى فى الفوز بأى لقب فى كوبا أميركا حتى الآن.
وخاض ميسى البطولة القارية للمرة الأولى فى 2007 وسطع الفريق الأرجنتينى فى هذه النسخة التى استضافتها فنزويلا حيث قدم عروضا رائعة وسجل العديد من الأهداف حتى بلغ النهائى لكنه سقط أمام نظيره البرازيلى صفر / 3 فى النهائي.
وعلى غرار مارادونا فى 1987 ، تعرض ميسى الفائز آنذاك بالكرة الذهبية لأفضل لاعب فى العالم فى عامين متتاليين لصدمة هائلة فى كوبا أميركا 2011 بالأرجنتين حيث ودع مع الفريق البطولة بالهزيمة أمام أوروجواى بركلات الترجيح فى دور الثمانية.
ونال ميسى انتقادات هائلة من الصحافة والجماهير التى أطلقت صافرات وصيحات الاستهجان ضد النجم الكبير لإهداره العديد من الأهداف خلال البطولة ليشهد ميسى أسوأ لحظات فى مسيرته مع راقصى التانجو كما تزايدت الشائعات بقوة فى ذلك الوقت حول اتجاه ميسى لاعتزال اللعب وهو ما لم يحدث.
وبدا أن الفرصة سانحة لتعويض هذا من خلال كوبا أميركا 2015 فى تشيلى ولكن الفريق الأرجنتينى لم يحقق التوقعات المرجوة أيضا وسقط بركلات الترجيح أمام منتخب تشيلى فى النهائى ليفشل ميسى مجددا فى الفوز باللقب القارى بعدما سقط مع الفريق أيضا فى نهائى كأس العالم 2014 بالبرازيل أمام المنتخب الألماني.
بالطبع ما زالت الفرصة سانحة أمام ميسى لكسر هذه اللعنة والتتويج بلقب كوبا أميركا فى الولايات المتحدة الشهر المقبل.
أخبار متعلقة:
- رسميا.. سواريز ينضم لمعسكر أوروجواى فى كوبا أمريكا رغم الإصابة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة