بالصور.. كارثة كبرى تدمر محصول الطماطم بالأقصر.. إهمال الزراعة فى مراقبة مافيا المبيدات تتسبب فى دمار8 آلاف فدان وخسارة أكثر من 200 مليون جنيه.. ومزارع: عبوة المبيد تركيزها 5% ومدون عليها 50%

كارثة جديدة تضرب الزراعة بالأقصر، وتدمر أهم نوع من أنواع الخضروات، قبيل 33 يوماً من انطلاق شهر رمضان المعظم، الذى تبحث عنه سيدات الأقصر بصورة يومية لشرائه بأسعار مناسبة سنوياً بالأقصر، وهو محصول الطماطم بمدينة إسنا التى تنتج أكبر محصول للطماطم بمصر حيث تنتج بمفردها ثلث إنتاج الطماطم بمصر.

تعرض محصول الطماطم هذا العام لخسائر فادحة بعد أن تم تدمر المحصول بفعل سوسة الطماطم "توتا أبسيلوتا" التى انتشرت بكثافة فى مزارع مدينة إسنا، ولم تفلح المبيدات الحشرية التى يشتريها المزارعون فى مواجهة السوسة، لكونها مغشوشة بالكامل من قبل تجار السوق السوداء، الذين قاموا بتخفيفها بصورة جعلتها تفقد قدرتها فى مواجهة السوسة بفعل الجشع.


فى هذا الصدد يقول المهندس ربيع نجار وكيل وزارة الزراعة بمحافظة الأقصر، أن مركز إسنا يعد أحد أهم المناطق التى تقوم بزراعة محصول الطماطم، وأن المساحة المنزرعة هذا العام تفوق الـ12 ألف فدان بنسبة 5% من الإنتاج الكلى للطماطم بمصر، مؤكدا أن الزراعة تطورت بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية، وأن أغلب الزراعات تحولت إلى زراعات داخل الصوب البلاستيكية لتقليل الفاقد من الإنتاج، وتحسين مواصفات الإنتاج الكلية لمحاصيل الخضر ومنها الطماطم.


وأوضح ربيع نجار، أن المحافظة صدرت نحو 30 طن طماطم مجففة هذا العام، وأن هناك توجها ورغبة لدى المسئولين عن القطاع الزراعى، والمزارعين باستغلال الإنتاج وإقامة مصنع لمعجون الطماطم بمنطقة إسنا، لخفض كمية الفاقد بسبب عجز التسويق، وطول المسافة لأسواق القاهرة والإسكندرية، لافتا إلى أن الوزارة تدرس حاليا إقامة مصانع متخصصة بالمناطق الأكثر إنتاجا للمحصول الواحد، وبما يحقق زيادة نسبة الاستفادة من الإنتاج خصوصا المحاصيل الرئيسية، موضحاً أن منطقة إسنا من المناطق الواعدة التى يتم تطويرها بشكل تقنى، وبما يتناسب مع المستجدات على الساحة الزراعية العالمية والمحلية بشأن خفض كمية الفاقد، وزيادة معدلات الإنتاج من المحاصيل الزراعية المختلفة، واتباع النظم الحديثة فى رى تلك المحاصيل، وتحقيق أكبر استفادة من نفس وحدة المساحة.

يقول أبو الحجاج محمد على، مهندس زراعى بالأقصر، إن الكارثة الجديدة بمدينة إسنا هذا العام جاءت فى صورة مبيدات حشرية خارج الخدمة، ولا تصلح لمواجهة سوسة الطماطم، وتسببت تلك المبيدات الفاسدة فى خسائر لا تقل عن200 مليون جنيه، بعد تدمير محصول الطماطم فى حوالى 8 آلاف فدان طماطم خارج وداخل الزمام حتى الآن، حيث إن الطن الواحد يصرف حوالى 25 ألف جنيه، والمكسب من الفدان الواحد يصل 40 ألف جنيه، وفى موسم شهر رمضان يصل مكب الفدان الواحد لحوالى 120 ألف جنيه، وينتج حوالى 300 عداية طماطم، أى مكاسب تلك الـ8 آلاف فدان قد تصل لحوالى 950 مليون جنيه.


ومن جانبه، أكد عبد المقصود أحمد مهندس زراعى بمدينة إسنا، أنه يوجد 12 ألف فدان من الطماطم تمت زراعتها لتغطية متطلبات السوق بعدد من المزارع الخاصة بأبناء المدينة فى مناطق خارج زمام الظهير الصحراوى وداخل الزمام أيضاً، وكذلك فى مختلف قرى مدينة إسنا، ومافيا المبيدات الحشرية المغشوشة دمرت أكثر من ثلثى تلك المحاصيل بمزارع إسنا حتى الآن.

ويضيف المهندس عبد المقصود أحمد، أنه من مسئولية وزارة الزراعة أن تقوم بمتابعة أعمال تلك المزارع الخاصة بالطماطم بأكبر مدينة فى مصر تنتج محصول الطماطم، حيث إنه من الواجب على الوزارة خروج حملات مكثفة واختبارات متجددة على جميع المبيدات الحشرية المنتشرة بالأسواق، مؤكداً أن الأزمة الكبرى ليست فى ضياع أغلب محصول هذا العام ولكن فى مستقبل المزارعين الذين أقبل أغلبهم على بيع أراضيهم لدفع ثمن المبيدات التى سحبوها من الأسواق بملايين الجنيهات، على أمل سدادها عقب جنى المحصول وحصد مكاسبهم.

ورصد "اليوم السابع" كوارث المبيدات الحشرية المغشوشة التى فشلت فى مواجهة سوسة الطماطم، وكذلك إهمال الزراعة والإرشاد فى مواجهة تلك الأزمة ومراقبة الأسواق وعمل شركات المبيدات الحشرية التى يعمل أكثر من 80% منها بدون تراخيص من وزارة الزراعة بالأقصر.


ويقول المزارع حلمى عبد الرسول، 50 عاما، مقيم بنجع أبو سعيد، أنه زرع حوالى 150 فدان طماطم بالظهير الصحراوى، أنه زرع المحصول على نفقته الخاصة وكل أعمال محصوله دون إشراف من وزارة الزراعة التى تتغاضى عن المتابعة المستمرة لمحصولهم، مؤكداً أنه عليه ديون 300 ألف جنيه لشركة المبيدات الحشرية، والتى تطالبه بمستحقاتها، وهوقام بعرض 4 قراريط مبانى للبيع بأسعار أقل من الطبيعى للتمكن من سداد ديونه، وهو خسارة كبيرة عليه جراء غياب الضمير من قبل مالكى شركات المبيدات الحشرية.

وناشد ابن مدينة إسنا وزير الزراعة، بالتدخل لحل أزمتهم وتسوية ديونهم ومستحقات شركات المبيدات الحشرية المغشوشة التى دمرت محصوله بالكامل، وكذلك صرف تعويضات لهم لتغطية جزء من التكاليف التى صرفها على محصوله على مدار الشهور الماضية.

وفجر المزارع علاء محمد، الذى لديه مزرعة حوالى 50 فدانا بالظهير الصحراوى خارج الزمام، كارثة مدوية فى تلك الأزمة، مؤكداً أنه قام بأخذ إحدى عبوات المبيدات الحشرية التى اشتراها من إحدى الشركات، والتى دون على عبوتها أن تركيزها 50%، وتوجه لأحد معامل تحليل المبيدات فى محافظة قنا، وفوجئ بالنتيجة الكارثية حيث أظهرت التحاليل أن تركيز المبيد فى العبوة 5% فقط بالمخالفة للمدون عليها، وهو ما يعتبر غشا ودمارا كبيرا من قبل مافيا شركات المبيدات الحشرية.


وقال المزارع الإسناوى حسن محمود مصطفى الذى تدمر له محصول الطماطم على مساحة 50 فدانا بالمدينة، أنهم على مدار شهور الزراعة للمحصول لم يجدوا أى دور ملحوظ لإدارة إسنا الزراعية وكذلك الإرشاد الزراعى، مؤكدين أنهم تعرضوا لخراب كبير جراء تلك الكارثة التى دمرت محاصيلهم، مناشداً وزارة الزراعة ومحافظ الأقصر محمد بدر بالنظر بعين الرحمة لهم والوقوف بجانبهم لمواجهة الأزمة التى تعرضوا لها.

وفى النهاية أكد المزارع أحمد عبد الوهاب أنه خسر بسبب المبيدات الحشرية المغشوشة وإهمال وزارة الزراعة محصول طماطم على مساحة 150 فدانا، وعليه شيكات ومستحقات لشركات المبيدات بما لا يقل عن 300 ألف جنيه لم يسددها حتى الآن، ومن المقرر أن تطالب بها تلك الشركات لتسديدها.

وناشد أحمد عبد الوهاب وزير الزراعة التدخل لحل أزمتهم، وكذلك البحث مستقبلاً لإنشاء منافذ بيع مضمونة لتوريد المبيدات الحشرية المضمونة والتى تجرى عليها المراقبة والتحليل فى معامل وزارة الزراعة، لكى يتمكن المزارعون من الحصول على مبيدات تعينهم على مواجهة كافة الحشرات التى تدق أبواب محاصيلهم.

موضوعات متعلقة..

- الأقصر تستعد لاستقبال شركتين عالميتين لدعم زراعة واستيراد وتجفيف الطماطم

- منظمة التنمية الصناعية "يونيدو" تدرب مزارعى الأقصر على تجفيف الطماطم