خالد زهير يكتب: دعوة للتفاؤل.. رغم أنفى وأنفك نحن نتقدم

الأحد، 08 مايو 2016 12:00 م
خالد زهير يكتب: دعوة للتفاؤل.. رغم أنفى وأنفك نحن نتقدم شخص سعيد - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هذه ليست دعوة للتفاؤل أو دعوة للتواكل والقناعة وتقبل واقعنا الأليم وبالتأكيد ليست دعوة للتفاخر بما حققناه بل هى دعوة للاستمتاع بما تحقق وما وصلنا إليه وبما نحن عليه !

وغرابة هذه الدعوة أنها لا تعتبر أن فشلنا فى تحقيق أغلب طموحاتنا يعنى بالضرورة أن واقعنا أليم. بل تعتمد على دراسة الواقع بصرف النظر عن كيفية الوصول إليه وتصل إلى أن واقعنا أكبر من أحلامنا برغم كل الطرق الخاطئة التى خضناها.

أتفهم أننا دائما ما نحاول أن نحلل أسباب نكبتنا وتخلفنا. وهى نظرة ديناميكية تعتمد على معرفة النتيجة عن طريق معرفة المقدمات. فمثلا إذا كان الإنسان فاشلا دراسيا فهذا سبب كاف لمعرفة أنه لن ينجح فى حياته. والمقدمات التى تقودنا للنتائج السلبية كثيرة منها: غياب الديمقراطية والسلطة العسكرية أو الدينية ومنها تدخل الغرب والإستعمار القديم والحديث ومنها هزائمنا فى الحروب التقليدية والحروب الحديثة بما فيها حروب الجيل الرابع ومنها الزيادة السكانية الرهيبة التى تبتلع كل تنمية وكل تقدم ومنها طبيعتنا كشعب ( سواء قال البعض أننا شعب كسول أو خنوع أو على العكس شعب متمرد!) ومنها إنهيار مستوى التعليم والصحة بل وإنهيار أغلب مؤسسات ونظم الدولة سواء تكلمنا عن القضاء أو الإعلام أو الفن أو الشرطة أو الأرض الزراعية وتجريفها وتأكلها وزحف المبانى الخ الخ.

لا شك أن كل هذه المقدمات التى نتفق عليها تقودنا إلى نتيجة حتمية وهى أننا نعيش فى واقع مر آليم يدعو للتعاسة والشفقة أكثر ما يدعو للاستمتاع والتفاؤل بالمستقبل.

وهنا أرجو أن تتفق معى على أن وضعنا الحالى ليس بهذا السوء الذى يقودنا إليه أى دراسة منطقية للمقدمات. وبالتالى فهناك خطأ ما فى هذا التحليل.

تعالوا ننظر نظرة ستاتكية لوضعنا الحالى. فنقارن الإنسان المصرى اليوم باختلاف طبقاته بالإنسان المصرى فى الماضى القريب (مثلا أعوام، ١٩٧٠، ١٩٨١، ٢٠١١). نبدأ بالمقارنة المادية ثم بالفجوة بيننا وبين الغرب هل تزداد أم تقل وننهى بالمقارنة الأخلاقية.

وقبل أن نبدأ المقارنة فإنى أعترف أنى لا أملك أسلوبا علميا فى المقارنة وليست لدى معلومات كافية. ولكنه مجرد اجتهاد.

تبدو المقارنة المادية فى صالح إنسان اليوم. فمتوسط عمر الإنسان فى مصر قد ارتفع من ٥٠ سنة عام ١٩٦٠ إلى ٧٠ سنة عام ٢٠١٢ والآن هو ٧٣ سنة. وإذا نظرنا إلى عدد الوحدات السكنية سنجد أنها تزداد بأكثر من معدل الزيادة السكانية ومستوى السيارات وعددها التى تسير فى الطرقات أعلى بكثير من أى وقت سبق. وكذلك الاتصالات وغيرها.

ثم ننتقل للفجوة بيننا وبين العالم الأول. لا أقارن بيننا وبين بعض الدول التى قفزت قفزات جعلتها فى مصاف دول العالم الأول بل أقارن بيننا وبين العالم الأول وآرى أن الفجوة تقل ولا تزداد. ولن أتكلم كثيرا عن الأرقام والمؤشرات التى تميل لمصلحة تقلص الفجوة مثل الفرق بين متوسط عمر الإنسان عند الولادة الذى أصبح حوالى 10 سنوات بعد أن كان حوالى 20 سنة وغيرها ولكنى سأفترض أن الفجوة تتسع وأن الإنسانية تتقدم عموما. ولو كان الأمر كذلك لصح ما تنبأ به د. مصطفى محمود فى أننا سنصبح بالنسبة للغرب كالقرود بالنسبة للإنسان وهو ما لم يحدث مطلقا.

إذا الفجوة على أقل تقدير لا تزيد ومنطقيا لا يعقل أن تظل كما هى. فالفجوة تتقلص برغم كل المقدمات التى تنبئنا باتساع الفجوة!

وأخيرا نأتى لموضوع الأخلاق أو كما يحلو لنا أن نسميها انهيار الأخلاق. لا شك فى صعوبة الحكم على انهيار أو سمو الأخلاق. ولا أدعى أن الأخلاق تزدهر أو تسمو. فمعايير الأخلاق تتغير مع الزمن. ولكنى أريد أن نستعيد ذاكرتنا قليلا ونستعيد بعض المشاهد الكريهة التى غابت أو قلت ويجب أخذها فى الاعتبار قبل الحكم بتدهور الأخلاق فى وقتنا هذا. من ما يذكر مشهد الخادمة ذات ال 8 سنوات التى تعمل فى بيوت الأغنياء فيما هو أقرب للعبودية منه للعمل. من منا يذكر ما كان يحدث فى وسائل المواصلات العامة من تحرش جنسى مما دفع كثيرا من الناس للاعتماد على الوسائل الخاصة.!

يكفى أن نعرف أن أسطوانة انهيار الأخلاق هى أسطوانة مشروخة لم نكف عن استخدامها منذ نعومة أظافر أكبر معمر فينا.

اكتشفت أننا لسنا فى نكبة! فبصرف النظر عما حدث فى الماضى من آلام وظلم وتخلف فحن لسنا فى نكبة بل على العكس نحن فى رفاهية ومن حقنا أن نستمتع بها. وبصرف النظر عن كيف وصلنا لها فنحن نعيش فى رفاهية وستزداد رفاهيتنا فى المستقبل القريب.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة