ففى كل أزمة تحدث لحزب النور تكون الكلمة العليا للشيوخ والشيوخ فقط، فالجميع يتذكر عندما تصاعدت أزمة حزب النور الداخلية مع رئيسه السابق الدكتور عماد عبد الغفور وأنقسم الحزب إلى حزبين، لم تنته الأزمة وقتها إلا بعدما تدخلت شيوخ الدعوة السلفية آنذاك الدكتور محمد إسماعيل المقدم وسعيد عبد العظيم، وشريف الهوارى، وياسر برهامى وآخرون وعقدوا اجتماعات مع طرفى الأزمة ورسموا وقتها خارطة طريق للحزب انتهت بـأن الكلمة العليا داخل الحزب هى لشيوخ الدعوة السلفية.
ومن ضمن الأزمات الحديثة والتى شهدها الحزب وكان التحقيق فيها وفقا للشريعة الإسلامية، انتشار مقاطع فيديوهات ومحادثات جنسية بين مرشح للحزب فى الإسماعيلية أثناء الانتخابات البرلمانية الماضية، وهذه القضية اشتهرت وقتها باسم "عنتيل حزب النور فى الاسماعيلية".
وهاجمت وقتها القوى السياسية حزب النور، وطالبته بسحب مرشحه والاعتذار للجميع إلا أن حزب النور كان له رأيا آخر، حيث أعلن أنه سيفتح تحقيقا شاملًا فى هذه الواقعة.
لم يكن التحقيق الداخلى لحزب النور كما يتصور البعض بأنه سوف يستند على الدعاوى القضائية التى أقيمت ضد مرشحه، ومشاهدة الفيديو المتداول، بل كان التحقيق غير ذلك تمامًا، حيث أكد مصدر كبير بالدعوة السلفية لـ"اليوم السابع" أن تحقيق حزب النور فى هذه الواقعة لم يستند على مواقع التواصل الاجتماعى فقط، بل كان هناك أموار أخرى أعتمد عليها الحزب فى تحقيقه مع "ح. ع"، منها الاستعانة بأربعة شهود، وفقا للشريعة الإسلامية.
كما أن هناك أزمات داخلية حقق فيها حزب النور بمبدأ "كله بالكتاب والسنة" وكانت لها صدى كبير داخل الحزب رغم أنها لم تكن تخالف القانون أى قانون، ومن هذه الأزمات عندما انتشرت صورة لنادر بكار المتحدث باسم حزب النور وقد قلل من كثافة شعر لحيته.
وبسبب هذه الأزمة أصدر الدكتور ياسر برهامى نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، فتوى، أفتى فيها بعدم جواز حلق اللحية، وتحدث برهامى فى فتوى عما أثير عن لحية نادر بكار.
وكان السبب الرئيسى فى صدور هذه الفتوى التى حملت وقتها عنوان "حكم تقصير اللحية، وما أثير مِن لغظٍ حول لحية نادر بكار"، حيث أجاب برهامى فى فتواه قائلا: "فأولاً هى صورة نادر بكار قديمة له وليستْ حديثة، وقد نُصح وقتها، واستجاب للنصح -جزاه الله خيرًا".
مضيفاً: "أما عن الحكم الشرعى، فإن الأخذ مِن طول اللحية وعرضها جائز عند جماهير العلماء، مستحب فى الحج والعمرة أن يأخذ ما زاد على القبضة"، بل واجب عند الشيخ الألبانى -رحمه الله وأما الأخذ منها حتى تصبح إلى حد أن تكون قريبة مِن الحَلق؛ فذاك أمر غير جائز، لأنه ينافى التوفير الذى أمر به الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ويبقى أن يُنظر فى هذا الحد، وهناك مِن أهل العلم مَن حرَّم الأخذ مما نقص عن القبضة".
وتابع قائلا: "إذا لم يكن فى المسألة نص مِن كتاب أو سُنة أو إجماع؛ فلا يحتمل الأمر هذا اللغط، وهذا الإنكار الشديد، بل يكون النصح بالود والرفق مِن الفريقين؛ فلم أسعد بما جرى بيْن الإخوة مِن عنف مِن هؤلاء وهؤلاء، والتهم المتبادلة، وكأنهم لم يقرأوا مقالى "أحوالنا بيْن الرفق والعنف"، حول الرفق واللين ومنع العنف وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
من جانبه أرجع مصطفى زهران، الباحث فى شئون التيارات والحركات الإسلامية، لجئوا حزب النور إلى هذه الأمور بسبب سيطرة شيوخ الدعوة السلفية على الحزب.
وقال "زهران" فى تصريحات لـ"اليوم السابع": "الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية لازلت تخلط بين العمل الدعوى والعمل السياسى ولم ترتق حتى الآن إلى أن تصل لنضوج الأحزاب السياسية".
وأضاف أن حزب النور حتى هذه اللحظة فى محاولة لتطوير نفسه لكى يكون حزب سياسى لكن وصاية الآباء المؤسسين من شيوخه –كبار الدعوة السلفية- يدفعون الحزب فى أن لا يخرج إلى الإطار السياسى.
وتابع "زهران" قائلاً: "كل مخرجات الحزب من الطبيعى أن تخضع لمعايير سياسية، ولكن ما يحدث فى الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية تخضع لمعايير أقرب إلى الجماعات والحركات الإسلامية".
موضوعات متعلقة..
- قيادى سلفى يعتزل السياسة: حزب النور لا يصلح لهذا العمل ويجب دعم الجيش والدولة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة