أحيت الطرق الصوفية، الليلة الختامية لمولد سيدى أبو الدرداء فى الضريح المقام له بمنطقة كرموز بجوار مسجد العمرى، بحضور عدد من الطرق الصوفية منها الطريقة الشاذلية وقيادات الطرق الصوفية بالإسكندرية وأعضاء المجلس الصوفى وأعضاء مجلس النواب.
وبدأت الاحتفالية بمسيرة شارك فيها أبناء الطرق الصوفية حتى وصلت للضريح واستقبلتها النساء بالزغاريد حتى مقر الضريح وقرأ المحتفلون الفاتحة والأذكار والتواشيح طبقا لطقوس الطرق الصوفية .
ولم يخل مولد سيدى أبو الدرداء من المظاهر الاحتفالية للأطفال والألعاب بجوار المسجد مثل النيشان والمراجيح وانتشار للباعة خارج المسجد لبيع حلوى المولد والطراطير وكل ما يتعلق بالموالد، فهى مظاهر احتفالية ينتظرها الأطفال كل عام ليحتفلوا بمولد سيدى أبو الدرداء.
يذكر أن أبو الدرداء الأنصارى هو صحابى من الأنصار أشهر إسلامه فى غزوة بدر ولُقب بعد ذلك بحكيم الأمة، وهو من اللذين جمعوا القرآن فى عهد النبى وله مواقف شجاعية عديدة ذكرت فى عدة مراجع وكتب التاريخ، وكان من العابدين الزاهدين من الحياة ويعلم الناس القرآن الكريم، بعد أن حفظه كاملة ويعلن الأطفال أخلاق النبى الحميدة، كما شهد أبو الدرداء عدة غزوات وفتوحات للدولة الإسلامية وكان له دور كبير فيها.
وبعد وفاة النبى كان من القلائل الذين استطاعوا أن يحفظوا القرآن كاملاً وعم معاذ، وأبو الدرداء، وزيد، وأبو زيد، وسعد بن عبيد وهم من الأنصار، وذكرت الكتب والمراجع أنه توفى عن عمر يناهز 72 عاما ودفن بدمشق، وما يوجد بالإسكندرية ما هو إلا مقام فارغ بدون جثمان.
ولكن أهل الإسكندرية يعتقدون أنه توفى بمدينة الإسكندرية ومدفون بالضريح المقام له بالمسجد وتوارثوا عبر الأجيال العديد المعتقدات وبركات سيدى أبو الدرداء حتى يأتون إليه مهرولين ليتباركوا به ويقرأوا الفاتحة .
ولدى أهل الإسكندرية العديد من المعتقدات والأسرار عن بركات سيدى أبو الدرداء ويشيع أنه فى فترة الأربعينيات قرر الحى إزالة المسجد الذى يتوسط خط الترام لنقله إلى مكان آخر، ولكن العامل الذى بدأ بالهدم أصيب بالشلل والعجز التام لما قرر بعد ذلك بعدم تنفيذ القرار .
بينما يقول أحد أهالى المنطقة إن سيدى أبو الدرداء له بركات عديدة وأهمها فترة الحرب العالمية الثانية أحيا من مرقده للدفاع عن مدينة الإسكندرية وصد صاروخا كان يفتك بمواطنيها ليوجهه إلى منطقة أخرى.
والعديد من الحكايات التى يرددها أهالى منطقة كرموز عن كرامات سيدى أبو الدرداء ويؤكد عدد من المثقفين أن المقام بالفعل فارغ من الجثمان وهو مقام تم إنشائه فى فترة من الزمن تقديرا لدوره وحب الأهالى لأبو الدرداء.
موضوعات متعلقة
ننشر خريطة الطرق الصوفية فى احتفالاتها بموالد الأولياء بالإسكندرية خلال رمضان