"مارية القطبية" هل ظلمتها كتب السيرة فى مكانتها ببيت النبى؟

الإثنين، 13 يونيو 2016 02:00 م
"مارية القطبية" هل ظلمتها كتب السيرة فى مكانتها ببيت النبى؟ مصحف
كتبت إيناس الشيخ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يمكن أن تقرأ سيرة حياة السيدة "مارية القبطية" ولا تشعر بما تعرضت له من ظلم فى كتب التاريخ والتراث والسيرة، فهى السيدة التى تعمدت كتب السيرة أن تسقطها من قائمة "زوجات النبى" على الرغم من سيرة حياتها التى تدعو للتأمل حقاً فى سر انتقالها من أقصى صعيد مصر بالمنيا، لتنضم إلى نساء النبى، بل وتكون أم أعز أولاده "إبراهيم" وهو شيخ فى الستين من عمره، لم يحاول شيوخ السلف وأصحاب الآراء المتشددة فيما يتعلق بآل البيت وزوجات النبى على وجه التحديد، لم يحاول أحدهم أن يتتبع مسيرة الخطوات التى لم تقطعها "مارية" بإرادتها الحرة، أو سلسلة الاختيارات التى لم تقطعها هى، بل فرضت عليها فرضاً، بداية من انتقالها من منزل والديها وهما من أعيان مصر آنذالك إلى قصر المقوقس حاكم مصر كسبايا هى واختها سيرين ليتحولا إلى سبايا داخل قصر الحاكم على أثر ظروف سياسية صعبة، ولم تتول مسئولية الاختيار أيضاً عندما قرر "المقوقس" إرسالها وأختها للنبى محمد رداً على رسالته التى بعثها للحاكم مطالباً بدخوله فى الإسلام، فما كان من ملك مصر سوى تسوية الأمر بشكل ديبلوماسى وكسب ود "محمد" والحفاظ على منصبه المهدد بالفعل لما يدور بالدولة البيزنطية وقتها من أحداث ضارية، وكانت "مارية القبطية" فى هذا الوقت هى الهدية التى وضعت حلاً وسطاً لكل ما سبق من أحداث وظروف.

دخلت دار الرسول "عليه الصلاة والسلام" وهو الرجل الستينى صاحب الزوجات الأخريات، نبى ذاع صيته وصيت ما يدعو له من دين فى شتى بقاع الأرض، ووصلت مراسيله ودعوته لعبادة الله لملوك مصر والحبشة والروم وبلاد فارس، لديه من الزوجات ما يكفيه، ولكنها اختارها، وكانت جميلة بما يكفى لإثارة حنق عائشة "عليها السلام" وغيرتها الشديدة، وقالت فيها عائشة: "ما غرت على امرأة إلا دون ما غرت على مارية، وذلك أنها كانت جميلة جعدة -أو دعجة- فأعجب بها رسول الله وكان أنزلها أول ما قدم بها فى بيتٍ لحارثة بن النعمان، فكانت جارتنا، فكان عامة الليل والنهار عندها، حتى فرغنا لها، فجزعت فحولها إلى العالية، وكان يختلف إليها هناك، فكان ذلك أشد علينا".

أى أنها كانت من المقربين لقلب النبى صلى الله عليه وسلم، يحب قضاء الليل والنهار بجوارها، وكانت جميلة كما أكدت كتب التاريخ، وأثارت غيرة باقى زوجاته، حتى بعد أن قرر النبى نقلها إلى "العالية" وهو مكان آخر انفردت به بعيداً عن باقى زوجاته، ولكنها بعد كل هذا التقدير الذى ذكر عنها لم تكن من زوجاته، فهى فى كتب التراث والسيرة ليست زوجة النبى، بل ويفتى المشايخ فى الحديث عنها بأنها ليست أم المؤمنين، ولا يحق أن توصف بهذا الوصف مثل باقى زوجاته، على الرغم أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد أعتق كل ما امتلك من جوارِ، وكان "عليه الصلاة والسلام" هو محرر العبيد الأول فى تاريخ البشرية، وأكبر داعيين الأرض للتخلص من الرق والعبيد، وتحول عتق الرقاب إلى واحد من مكفرات الذنوب لتشجيع المجتمع الذى لم يكن يعترف وقتها بالحياة بدون خدم يورثهم صاحبهم لأهل بيته، على أن يعتق هذا المجتمع القاسى الرقاب بأمر إلهى صارم، وأن يتخلص من مفهوم العبودية، فكيف يعقل أن تبقى مارية القبطية التى عاشرت الرسول وأنجبت له "إبراهيم"، أن تبقى أمة وهى الشريفة الحرة التى كانت تمتلك خادماً خاصاً بها ؟!
السؤال الأكثر صعوبة وقسوة لمن ارتاح لوضعها بهذه الصورة فى كتب التاريخ، ومن اكتفى بوصفها مما ملكت أيمان النبى على الرغم من كون هذه المكانة، منزلة شرفية اختارها لها الله لتكون واحدة من أمهات نسل النبى، وواحدة من نساؤه المقربات، ولكنها كانت تستحق ما يفوق هذا الوصف، تستحق ما يعطها حقها فى كونها واحدة من أهم نساء النبى وأعلاهن مكانة عند الله عز وجل، اختارها من أقصى صعيد مصر التى تبعد أميال طويلة عن موطن النبى لتجاوره، وتحمل بمولود له، وتبقى سيرتها وسط نساؤه حاضرة وقوية ولا ينكرها أحد، فهى من أحب الرسول لأجلها أهل مصر، وقال النبى عليه الصلاة والسلام وقت أن فتح مصر "أحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمة وصهراً".. فسلاماً على "مارية" من اختارها الله رسول من مصر لبيت النبى وآل بيت محمد "عليه الصلاة والسلام".




"آسيا".. حكاية امرأة فرعون من اختارت الله فاختارها بمحبة









مشاركة

التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد

موضوع رائع

موضوع رائع وشكراً للكاتبه

عدد الردود 0

بواسطة:

د. عمر منصور العقاد

يجب التأكد أولا

عدد الردود 0

بواسطة:

ابراهيم ذكى

كتير شخصية الوجود بها الا فى مخيلة من اختلقها

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة