وتنطلق استراتيجية تطوير الأزهر، التى تُعد أكبر حركة تطوير ذاتى للأزهر الشريف، من عالمية رسالة الأزهر الشريف ومنهجه الوسطى القويم، الذى عمل على نشر ثقافة الوسطية والسلام والتعايش المشترك على مدار مئات السنوات، ولكن هذه المرة عبر توظيف كافة قنوات الاتصال الحديثة، وبخطط علمية مدروسة لتصحيح صورة الإسلام وإظهار قِيَمِه الإنسانية التى يدعو إليها العالم أجمع.
وترتكز استراتيجية التطوير على انطلاقة قوية على صفحات التواصل الاجتماعى تستهدف الملايين حول العالم، إضافةً إلى إطلاق 3 برامج تليفزيونية دينية واجتماعية لأول مرة خلال شهر رمضان المقبل، وكذلك إطلاق قناة الأزهر الشريف العام الجارى لتكون صوت الأزهر الوسطى إلى العالم، ودعمها بمجموعةٍ من شباب علماء الأزهر لنشر الوسطية والسلام ومواجهة الفكر المتطرِّف، وإنشاء مركز إعلامى عالمى يعمل على مدار الساعة لمتابعة ما يحدث أولا بأول، وتطوير جريدة صوت الأزهر لتكون لسان حال المصريين جميعا وتوزيعها على السفارات والمؤسسات فى الداخل والخارج.
وتستهدف استراتيجية تطوير الأزهر أيضاً جولات داخلية وخارجية وقوافل للسلام، بالاشتراك مع مجلس حكماء المسلمين، إلى جميع أرجاء العالم لنشر صحيح الدِّين، إضافةً إلى مقاطع دعوية بلغة العصر عبر مواقع الإنترنت، ولقاءات وندوات مكثفة مع الشباب فى الحدائق والمقاهى ومراكز الشباب، بهدف توعية كافَّة فئات المجتمع، خاصة الشباب، بمخاطر الفكر المتطرف، وتضع حلولًا لمشكلاتهم، وترد على الشبهات المثارة فى أذهانهم، وفقًا لمنهج الأزهر الوسطى القويم.
وتمتد استراتيجية تطوير الأزهر لتشمل وضع أُسس جديدة للقوافل الدعوية والبعثات الأزهرية التى يتم إرسالها للخارج وتعكس الروح الحقيقية للإسلام، وتؤدى الهدف المرجو منها على أكمل وجه، وكذلك تطوير وتنقيح المناهج لتُواكب تطوُّرات العصر، وتعكس القيم الحقيقية للإسلام، إضافة إلى تعميم كتاب الثقافة الإسلامية لتصحيح المفاهيم لدى النشء، وعقد دورات تأهيل مُكثَّفة للأئمة والوعاظ، وإنشاء مركز للرصد والفتوى الإلكترونية، وتطوير مرصد الأزهر لتصحيح المفاهيم المغلوطة بكافَّة اللغات لمخاطبة المسلمين وغير المسلمين حول العالم.
وتعتمد استراتيجية التطوير أيضًا على إعطاء مساحة أكبر لشباب الدعاة لتطوير الخطاب الدعوى، ومنحهم الثقة فى مواجهة خطاب التطرُّف والإرهاب، وتم إشراك أكثر من (200) قيادة شابَّة بمختلف قطاعات الأزهر، وجارى العمل على تأهيل أكثر من (500) آخَرين للنهوض بمسيرة التطوير بالأزهر، إضافةً إلى إطلاق حركة تطوير شاملة فى أنظمة التعليم الجامعى وقبل الجامعى والاعتماد على الأساليب التكنولوجية الحديثة، ونشر إصدارات ومطبوعات لنشر الثقافة الإسلامية السليمة ومكافحة الفتاوى التكفيرية التى تزرع الفُرقة بين أبناء الأمَّة، وكذلك تطوير الشعبة الإسلامية ومعاهد البعوث للطلاب الوافدين وإنشاء مدينة متكاملة لطلاب الشعبة الإسلامية، وتطوير عشرات المعاهد على مستوى الجمهورية، بالإضافة إلى إنشاء معاهد للغات لتكوين جيل جديد من الدعاة قادر على حمل لواء الوسطية الذى يتسم به الأزهر الشريف على مر الأزمان، إضافةً إلى إطلاق نسخة جديدة من بوابة الأزهر الإلكترونية لتحقيق التواصل مع المسلمين فى الداخل والخارج وبلغات مختلفة، وتدشين مكتبة الأزهر الإلكترونية والتى تعد من أهم مراكز الحفاظ على التراث الإنسانى فى العالم، وغيرها من الأنشطة المختلفة التى من شأنها تحقيق التواصل الفعَّال مع كافة فئات المجتمع فى مصر وخارجها، وبخاصة فئات الشباب المستفيد الأكبر من الاستراتيجية الأزهرية الجديدة.
وأكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن استراتيجية تطوير الأزهر تكتسب أهمية مضاعفة؛ نظرًا لحساسية التوقيت الذى يتمُّ إطلاقها فيه، والذى انتشرت فيه صورة تشويه الإسلام، تطمس تعاليمه السمحة، وتُروِّج على أنه دين عنف يُشجِّع على الإرهاب، ما يمثل ظلمًا بَيِّنًا لأكثر من مليار ونصف مسلم يمثلون ثانى أكثر الديانات انتشارا على وجه الأرض.
وأضاف الإمام الأكبر، أن طرح الأزهر لاستراتيجيته يأتى من منطلق تحمُّل مسئولياته باعتباره المرجعية الأولى للإسلام فى العالم، وحامل لواء الدفاع عن الإسلام على مدى قُرون متطاولة، تعرَّض فيها الإسلام لأخطار عديدة ونجح الأزهر فى التصدى لها، إلا أن الأزمة الحالية تعتبر هى الأخطر على الإطلاق؛ فهى تُمثِّل طعنًا فى الأسس السمحة التى يقوم عليها الإسلام وتُنفِّر العالم منه وتُصوِّره كما لو كان الوجه الآخَر للإرهاب.
وأوضح شيخ الأزهر أن خطة تطوير الأزهر تخاطب المسلمين وغير المسلمين، داخل مصر وخارجها، فنحن نسعى لتوعية المسلمين بحقيقة دينهم وتعاليمه السمحة التى نفخر بها، كما نستهدف غير المسلمين عبرَ كافة قنوات الاتصال الحديثة وبخطط مدروسة لتصحيح صورة الإسلام، وإظهار قِيَمِه الانسانية التى يدعو إليها العالم أجمع.
يُذكَر أن خطة تطوير الأزهر تأتى فى إطار رؤية الأزهر للتجديد فى الفكر والعلوم الإسلامية ومواجهة الفكر المتشدِّد التى يربطه البعض - عن جهل - بالدين الإسلامى، ومكافحة الفتاوى التكفيرية التى تزرع الفرقة بين أبناء الأمة، وتخلق العداوات مع أتباع الديانات الأخرى، وتشوه الصورة الحقيقية للإسلام.
موضوعات متعلقة
بدء المؤتمر العالمى لشيخ الأزهر الشريف بمقر المشيخة بالدراسة