وأظهر مقطع الفيديو آثار الدماء على أرضية المنزل، والسكاكين التى استخدمها المجرمان فى تنفيذ جريمتهما البشعة.
وانتفضت مواقع التواصل الاجتماعى فى المملكة العربية السعودية شجبًا واستنكارًا وألمًا من جراء الحادثة النكراء التى وقعت فى العاصمة الرياض، وتضمنت مطالبات للخبراء والمختصين بتكثيف أدوارهم، ومطالبات بفرض الرقابة وتشديدها على المراهقين، وكذلك علماء الدين والشيوخ والخطباء والأئمة ووجهاء وأعيان العوائل بتوضيح خطر الفكر المتطرف والتكفيرى.
وكان المتحدث الأمنى لوزارة الداخلية السعودية صرح، فجر الجمعة، بأنه فى تمام الساعة (1:12) من فجر الجمعة الموافق 1437/ 9/ 19هـ، باشرت الجهات الأمنية السعودية بلاغًا عن إقدام الشقيقين التوأمين (خالد وصالح)، نجلى إبراهيم بن على العرينى من مواليد 1417هـ، على عمل إرهابى تقشعر منه الأبدان، بطعن كل من والدتهما البالغة من العمر (67 عامًا)، ووالدهما البالغ من العمر (73 عامًا)، وشقيقهما سليمان البالغ من العمر (22 عامًا)، وذلك بمنزلهم في حى الحمراء بمدينة الرياض؛ ما نتج عنه مقتل الأم وإصابة الأب وشقيقهما بإصابات خطيرة؛ نُقلا إثرها فى حالة حرجة للمستشفى.
وأضاف المتحدث الأمنى باسم الداخلية السعودية: اتضح للجهات الأمنية من مباشرتها هذه الجريمة النكراء أن الجانيين قاما باستدراج والدتهما إلى غرفة المخزن، ووجها لها طعنات غادرة عدة، أدت إلى مقتلها، ثم توجّها بعدها إلى والدهما وباغتاه بطعنات عدة، ثم اللحاق بشقيقهما سليمان، وطعناه طعنات عدة مستخدمَين في تنفيذ جريمتهما ساطورًا وسكاكين حادة، جلباها من خارج المنزل، وضُبطت بمسرح الجريمة، ثم غادرا المنزل، بعد أن قاما بالاستيلاء على سيارة من أحد المقيمين بالقوة والهرب بها.
وأكد المتحدث الأمنى باسم وزارة الداخلية السعودية، تمكن الجهات الأمنية مع فجر اليوم نفسه من إلقاء القبض عليهما فى مركز الدلم بمحافظة الخرج، ولا تزال التحقيقات جارية لكشف ملابسات هذه الجريمة الشنعاء، التى تجرد فيها الجانيان من كل معانى الإنسانية، وانتهكا بموجبها حقوق والديهما التى أوجبها الله، ولم يرحما كبر سنهما ولا شيبتهما.. قال الله تعالى: { وَقَضَى? رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ? إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}، مشيرا لمتابعة المملكة لحالة المصابَين أولاً بأول.
يذكر أنه فى سبتمبر من عام 2015، وقعت حادثة مشابهة، إذ أعلنت وزارة الداخلية السعودية اعتقال سـعد العنزى وقتل شقيقه عبدالعزيز، المنتميين لتنظيم "داعش"، بعد قتلهما ابن عمهما مدوس العنزى، أحد منتسبى القوات المسلحة السعودية، و3 أشخاص آخرين.
وأثارت حادثة حى الحمراء فى الرياض موجة من الغضب والانتقادات ضد تنظيم "داعش"، وتصدر وسم "#داعشيين_يقتلون_والديهم" موقع تويتر فى السعودية.
ونقلت هيئة كبار العلماء السعودية، عبر حسابها على "تويتر"، عن الداعية الإسلامى الراحل ابن كثير قوله: "ولم يتركوا طفلا ولا طفلة، ولا رجلا ولا امرأة؛ لأن الناس عندهم قد فسدوا فسادا لا يصلحهم إلا القتل جملة".
وقال إمام الحرم المكي الشيخ سعود الشريم: "في الحديث أن عقوق الوالدين من أكبر الكبائر، وفي حديث آخر (لعن الله من لعن والديه)، وقتلهما أعظم من لعنهما وعقوقهما، فبأي جنة يتغنى فاعل ذلك؟!!".
وقال الشيخ ناصر العمر، عضو الهيئة العليا لرابطة علماء المسلمين، إن "جريمة الحمراء مثال مفجع لما يصل إليه انحراف الفكر، إذ يفتن الرجل في دينه حتى يقتل، تدينا، أقرب الناس إليه (أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا)".
يذكر أن الحادثة ليست الأولى بين معتنقى الفكر التكفيرى، بل متكررة بينهم؛ إذ كشف المرصد السورى لحقوق الإنسان أن أحد عناصر تنظيم داعش البالغ 20 عامًا قتل والدته رميًا بالرصاص فى وقت سابق، وسط الرقة؛ لأنها طلبت منه التخلى عن داعش.
وعن تفاصيل الجريمة قال المرصد إن العنصر أبلغ قيادته عن والدته "لأنها حرضته على ترك داعش والهروب سويا خارج الرقة"، التي تعد معقل التنظيم.
وأضاف بأن التنظيم اعتقل إثر ذلك الأم الأربعينية، "واتهمها بالردة"، قبل أن يقدم ابنها على قتلها بـ"إطلاق النار عليها أمام مئات المواطنين قرب مبنى البريد فى مدينة الرقة".
موضوعات متعلقة..
- شابان سعوديان ينتميان لداعش يذبحان والديهما ويصيبان شقيقهما الأصغر