هى "نسيبة بنت كعب الأنصارية" التى شهدت غزوة أحد وكانت تحمل الماء للمجاهدين ولكنها حين رأت المسلمين ينهزمون حملت سيفها واقتربت من الرسول صلى الله عليه وسلم حين ابتعد عنه المقاتلون يحاول كل منهم أن ينجو بنفسه وبدأت تدفع عنه الأذى بالسيف والقوس هى وابناها عبدالله وحبيب وزوجها زيد ابن عاصم.
وحسبما ذكر كتاب "نساء حول الرسول" للكاتب "محمد إبراهيم سليم" فإن نسيبة حكت عن ذلك اليوم وقالت "خرجت أول النهار إلى أُحد وأنا أنظر ما يصنع الناس ومعى سقاء فيه ماء، فانتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فى أصحابه والدولة والريح للمسلمين.
فلما انهزم المسلمون انحزت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلت أباشر القتال وأذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف وأرمى بالقوس حتى خلصتى إلى الجراح.
ذلك اليوم الذى خلف جرحًا غائرًا أجوفًا على عاتق "نسيبة" احتاج عامًا كاملاً كى يطيب، إلى جانب إحدى عشر جرحًا آخرًا، حفر اسمها أيضًا فى التاريخ الذى يشهد على شجاعتها وجسارتها فعرفت بأنها الصحابية المجاهدة ووصفها الإمام الذهبى بأنها "الفاضلة المجاهدة الأنصارية الخزرجية النجارية المازنية المدنية"، وروى الإمام الذهبى أيضًا عنها أنها قالت "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لمقام نسيبة بنت كعب اليوم خير من مقام فلان وفلان".
لم تختبر "نسيبة" جراح الحرب الجسدية فقط، وإنما اختبرت أيضًا بسبب الحرب وفى سبيل الدفاع عن دولة الإسلام فجيعة فقدان الولد، فلما لحق رسول الله صلى الله عليه وسلم بربه، وظهر مسيلمة الكذاب يفتن المسلمين وهب المسلمون المتمسكون بدينهم لمحاربته كان بينهم حبيب بن زيد بن عاصم ولد نسيبة الذى انضم إلى صفوف المسلمين فى حروب الردة وقاتل بينهم، ولكن وقع حبيب فى يد مسيلمة أسيرًا فأذاقه ألوان العذاب ولكنه صبر وتجلد وقال له مسيلمة: أتشهد أن محمدًا رسول الله؟ فقال حبيب: نعم. فقال له: أتشهد أنى رسول الله؟ فقال لا أسمع. فقطع مسيلمة الكذاب جسم حبيب حتى مات.
ووصل النبأ المفجع إلى نسيبة التى نذرت ألا يصيبها غسل حتى يقتل مسيلمة، وخرجت فى صفوف المقاتلين فى معركة اليمامة مع ابنها الآخر وكان يدعى "عبد الله".
وكانت نسيبة تتمنى أن تقتل مسيلمة بيدها وحرصت على أن تفعل ذلك، إلا أن الثأر جاء على يد ابنها الآخر عبدالله الذى قتل مسيلمة وثأر لشقيقه حبيب.
وقالت "نسيبة" عن ذلك اليوم: "تقطعت يدى يوم اليمامة وأنا أريد قتل مسيلمة، وما كان لى ناهية حتى رأيت الخبيث مقتولاً، وإذا ابنى عبدالله بن زيد يمسح سيفه بثيابه، فقلت له: أقتلته؟ قال نعم. فسجدت لله شكرًا.
وذكر "الواقدى" عن نسيبة فى معركة اليمامة إنها لما بلغها قتل ابنها حبيب على يد مسيلمة الكذاب عاهدت الله أن تموت دون مسيلمة أو تقتل، فشهدت موقعة اليمامة مع خالد بن الوليد فقتل مسيلمة، وقطعت يدها فى الحرب.
موضوعات متعلقة..
- "أسماء بنت عميس".. صاحبة الهجرتين وزوجة الأخوين الخليفتين الشهيدين
- "الشفاء العدوية".. أول معلمة فى الإسلام صاحبة الرأى التى وثق بها عمر بن الخطاب
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة