واشنطن بوست: بريطانيا العظمى ربما تتقلص فى المستقبل لتصبح فقط إنجلترا الصغيرة
الأحد، 26 يونيو 2016 01:55 م
استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبى
واشنطن /أ ش أ/
ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية الصادرة، اليوم الأحد، أن مملكة بريطانيا العظمى - التى أسست يوما ما إمبراطورية عالمية هزمت المد النازى ووقفت جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة خلال عقود طويلة من الأزمات مع السوفييت - ربما تتقلص فى المستقبل لتصبح فقط انجلترا الصغرى.
وأضافت الصحيفة - فى تقرير لها بثته على موقعها الإلكترونى اليوم - أن بريطانيا أذهلت العالم بقرار خروجها من الاتحاد الأوروبي، الذى من المتوقع أن يوجه كل تركيزه خلال المستقبل القريب صوب قضاياه الخاصة".
وقال ايان كيرنز، مدير شبكة القيادة الأوروبية ومقرها لندن " إننى لا أعتقد أن أوروبا سيكون لديها القدرة أو البنية التحتية لمناقشة القضايا الخارجية خلال السنوات الخمس القادمة .. فمع توجيه كافة مصادرها الدبلوماسية لبحث مسألة الانسحابات من الاتحاد الأوروبي، لن نكون قادرين على فعل أى شيء سوى إصدار ردود أفعال هادئة حيال القضايا الأخرى".
وأوضحت الصحيفة أن هذه الحقيقة ربما تقلص دور أوروبا بشكل كبير حيال التحديات التى تواجه الغرب عموما، ومن بينها التعامل مع روسيا وتنظيم داعش الإرهابى وقضية اللاجئين والتغير المناخى.
وبالنسبة لواشنطن، ذكرت الصحيفة أن ارتباك بريطانيا سيكون محسوسا بالفعل داخل الولايات المتحدة التى اعتبرت لندن أقرب حليف لها، لاسيما وبعد أن تشاركت مع واشنطن فى الترويج للمصالح والأهداف الأمريكية، وشكلت دائما جسرا حيويا عبر المحيط الأطلسى.
وأشارت إلى "أن الولايات المتحدة كانت تنظر إلى بريطانيا أينما رغبت فى التأثير على صناعة القرار داخل أوروبا، بينما كانت تتوجه أوروبا إلى بريطانيا حالما رغبت فى مخاطبة واشنطن والتأثير عليها".
من جانبه، قال فيليب جوردون، وهو مساعد سابق لوزير الخارجية الأمريكى للشئون الأوروبية فى إدارة الرئيس باراك أوباما، إن فقدان صوت بريطانيا فى الجهود المبذولة لتشكيل جبهة أوروبية وأمريكية موحدة حيال قضايا دولية أبرزها قضية العقوبات ضد روسيا، يثير مخاوف وقلق المسئولين الأمريكيين بشكل خاص.
وأضاف جوردون أن "هذا الصوت لن يكون موجودا إذا ما تمت إجراءات الانسحاب، بل وستكون بريطانيا، بدلا من ذلك، مشغولة بشكل كبير بالانقسامات والاضطرابات الداخلية".
ورأت الصحيفة أن الاستفتاء حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى يوجه الضربة الأكثر تأثيرا لدور بريطانيا فى العالم، كما تسببت سلسلة من الأحداث فى شعور واشنطن بأن أقرب حليفة لها فى العالم تنسحب من دورها القيادى العالمى.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن تصويت البرلمان البريطانى عام 2013 ضد شن غارات جوية فى سوريا، بجانب غياب بريطانيا عن محادثات السلام الأوكرانية وتأجيل انضمامها إلى الحملة الدولية التى تحارب تنظيم داعش الإرهابى قد ساهمت فى تنامى الشعور لدى واشنطن بأن بريطانيا أصبحت شريكا أقل موثوقية فى الشئون الدولية.
واعتبرت (واشنطن بوست) أن الانتصار لمعسكر "البقاء" داخل الاتحاد الأوروبى فى الاستفتاء كان من المفترض أن يُحدث نقطة تحول مهمة فى تاريخ بريطانيا.. ولكن هذا الاستفتاء الذى دعا إليه رئيس الوزراء ديفيد كاميرون جاء برياح لا تشتهيها السفن، ودفع بريطانيا العظمى لتواجه مخاطر احتمالية تحولها فقط إلى انجلترا الصغيرة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية الصادرة، اليوم الأحد، أن مملكة بريطانيا العظمى - التى أسست يوما ما إمبراطورية عالمية هزمت المد النازى ووقفت جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة خلال عقود طويلة من الأزمات مع السوفييت - ربما تتقلص فى المستقبل لتصبح فقط انجلترا الصغرى.
وأضافت الصحيفة - فى تقرير لها بثته على موقعها الإلكترونى اليوم - أن بريطانيا أذهلت العالم بقرار خروجها من الاتحاد الأوروبي، الذى من المتوقع أن يوجه كل تركيزه خلال المستقبل القريب صوب قضاياه الخاصة".
وقال ايان كيرنز، مدير شبكة القيادة الأوروبية ومقرها لندن " إننى لا أعتقد أن أوروبا سيكون لديها القدرة أو البنية التحتية لمناقشة القضايا الخارجية خلال السنوات الخمس القادمة .. فمع توجيه كافة مصادرها الدبلوماسية لبحث مسألة الانسحابات من الاتحاد الأوروبي، لن نكون قادرين على فعل أى شيء سوى إصدار ردود أفعال هادئة حيال القضايا الأخرى".
وأوضحت الصحيفة أن هذه الحقيقة ربما تقلص دور أوروبا بشكل كبير حيال التحديات التى تواجه الغرب عموما، ومن بينها التعامل مع روسيا وتنظيم داعش الإرهابى وقضية اللاجئين والتغير المناخى.
وبالنسبة لواشنطن، ذكرت الصحيفة أن ارتباك بريطانيا سيكون محسوسا بالفعل داخل الولايات المتحدة التى اعتبرت لندن أقرب حليف لها، لاسيما وبعد أن تشاركت مع واشنطن فى الترويج للمصالح والأهداف الأمريكية، وشكلت دائما جسرا حيويا عبر المحيط الأطلسى.
وأشارت إلى "أن الولايات المتحدة كانت تنظر إلى بريطانيا أينما رغبت فى التأثير على صناعة القرار داخل أوروبا، بينما كانت تتوجه أوروبا إلى بريطانيا حالما رغبت فى مخاطبة واشنطن والتأثير عليها".
من جانبه، قال فيليب جوردون، وهو مساعد سابق لوزير الخارجية الأمريكى للشئون الأوروبية فى إدارة الرئيس باراك أوباما، إن فقدان صوت بريطانيا فى الجهود المبذولة لتشكيل جبهة أوروبية وأمريكية موحدة حيال قضايا دولية أبرزها قضية العقوبات ضد روسيا، يثير مخاوف وقلق المسئولين الأمريكيين بشكل خاص.
وأضاف جوردون أن "هذا الصوت لن يكون موجودا إذا ما تمت إجراءات الانسحاب، بل وستكون بريطانيا، بدلا من ذلك، مشغولة بشكل كبير بالانقسامات والاضطرابات الداخلية".
ورأت الصحيفة أن الاستفتاء حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى يوجه الضربة الأكثر تأثيرا لدور بريطانيا فى العالم، كما تسببت سلسلة من الأحداث فى شعور واشنطن بأن أقرب حليفة لها فى العالم تنسحب من دورها القيادى العالمى.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن تصويت البرلمان البريطانى عام 2013 ضد شن غارات جوية فى سوريا، بجانب غياب بريطانيا عن محادثات السلام الأوكرانية وتأجيل انضمامها إلى الحملة الدولية التى تحارب تنظيم داعش الإرهابى قد ساهمت فى تنامى الشعور لدى واشنطن بأن بريطانيا أصبحت شريكا أقل موثوقية فى الشئون الدولية.
واعتبرت (واشنطن بوست) أن الانتصار لمعسكر "البقاء" داخل الاتحاد الأوروبى فى الاستفتاء كان من المفترض أن يُحدث نقطة تحول مهمة فى تاريخ بريطانيا.. ولكن هذا الاستفتاء الذى دعا إليه رئيس الوزراء ديفيد كاميرون جاء برياح لا تشتهيها السفن، ودفع بريطانيا العظمى لتواجه مخاطر احتمالية تحولها فقط إلى انجلترا الصغيرة.
مشاركة
