وأكد عمران فيها أن الأزهريين جمعياً أسرة واحدة بينهم صلات وعلاقات وأرحام متعددة تجعل خريج الأزهر فى تواصل دائم مع الأزهر الشريف ومع كل من تخرج فيه، وهذا التواصل المستمر أحد الآليات الأساسية فى البرنامج الأزهرى للحفاظ على الوسطية ومواجهة التطرفات المختلفة، مع الالتفات إلى أن الأزهر بذلك صاحب رسالة تعليمية ليس فيها طموحات للسيطرة على أحد كما تحاول أن تفعل بعض النماذج المخالفة للوسطية الأزهرية.
ولفت عمران النظر إلى أن هناك تحديات ومحاولات من المتطرفين لسرقة هذا الجانب وتمرير التطرف عن طريق استغلال حاجة بعض الطلاب الوافدين إلى المعونة المادية أو المعنوية، ومحاولة تمرير الأفكار السوداء عبر الخدمات الاجتماعية، وهذا مخالفة صارخة لمنهج الأزهر ورسالته.
وعدد عمران الروابط التى تربط الأسرة الأزهرية بعضها ببعض والتى يأتى على رأسها الرابط الإنسانى الذى يربط بين كل إنسان وأخيه، وهو ما يسميه بعض العلماء "الرحم الإنسانى" أخذا من قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِى خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِى تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ أن اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}، وهى توجب علينا حقوقا منها التعاون الإنسانى فى كل باب من أبواب الخير والنفع العام، وهو ما أكد عليه علماء الأزهر مثل الشيخ المراغى الذى دعا إلى الزمالة الإنسانية، والدكتور محمد غلاب فى كتابه آمنت بالإنسان والشيخ محمود شلتوت والشيخ محمد محمد المدنى وغيرهم من أعلام التجديد الأزهرى الذى حافظ على دوائر العلاقات المتكاملة للمسلم وبالأخص لخريج الأزهر الشريف.
كما أوضح أن بين الأزهريين جميعا رابطًا خاصا وهو الانتماء للأزهر الشريف؛ قائلا: "هذا ما يجعلنى أشعر أن لى فى مكان زملاء وإخوة من نفس الأسرة تربطنى بهم رسالة الأزهر و يربطهم بى أيضا ذكريات إقامتهم فى مصر حيث التراث المتنوع للحضارات الإنسانية المتعددة، ويضع فى أعناقنا دين الوفاء وصلة الرحمة؛ فالأزهر رحم بين أهله.
وأضاف أنه كان ولا زال من الواجب أن تُتَرجم هذه القيم إلى إجراءات ومؤسسات وبرامج عمل حيث لا يكفى أن تظل كلمات ونظريات؛ ومن ثم تأتى قيمة فكرة الرابطة العالمية لخريجى الأزهر منظمة دولية تعنى بالخدمات الإنسانية والاجتماعية لخريجى الأزهر فى أنحاء العالم لتقديم يد العون لهم على النجاح المستمر حتى بعد انتهاء الدراسة، كما تعنى بشكبة العلاقات بين الأزهريين من ناحية وبينهم وبين الإنسانية من ناحية أخرى، لتفعيل رسالة الأزهر الشريف فى العالم.
واختتم المحاضرة قائلا: "أَنَّنا فى انتظار جهد مشترك من الأزهريين جميعا يتعاون فيه الجميع للحفاظ على رسالة الأزهر من خلال مزيد من المشاريع والإجراءات والعمل الجاد لسد احتياجات المحتاجين وقضاء حوائج الخلق أجمعين".
وأكد أحمد زكريا مدير إدارة الوافدين أن الرابطة دائماً تسعى لخدمة الطلاب الوافدين بكافة المراحل التعليمية منذ دخول الطالب الوافد مصر وحتى التخرج والعودة إلى بلاده.
مشيراً إلى أن الهدف من حرص الرابطة والإهتمام بالطلاب الوافدين لترسيخ وسطية الأزهر ومواجهة كافة أشكال العنف والتطرف من خلال ما ينظم من الدورات المختلفة، على أن تكون الدورة مناسبة لكل مرحلة تعليمية ( ما قبل الجامعة – مرحلة الجامعة – مرحلة الدراسات العليا )، والأنشطة التى تنظم من خلال فروع الرابطة بالخارج.
كما حث الطلاب الوافدين على عدم الانخراط وراء الأنشطة التى تنظمها الجمعيات والجامعات التى تحمل أفكار متشددة ومتعصبة، وأن الأفضل التسجيل فى الأنشطة التى تنظمها الرابطة سواء بمقر الرابطة أو بمدينة البعوث الإسلامية التى تعمل على نشر وسطية الأزهر وفكرة المعتدل، وكذا التسجيل بفروع الرابطة بدولكم.
من جانبه قدم الطالب أدم يونس رئيس برلمان الطلاب الوافدين الشكر للرابطة وللإمام الأكبر على دعمهم للطلاب الوافدين والعمل على خدمة ورعاية الطلاب الوافدين فى شتى المجالات.
مشيراً إلى أن البرلمان قام بإعداد برنامج سنوى للأنشطة التى ينظمها بالتعاون مع الرابطة فى المجالات ( الثقافية ، الإجتماعية ، الرياضية ) خدمة للطلاب الوافدين وتفعيلا لدوره المهم لمساعدة هؤلاء الطلاب.
حضر الندوة السفير عبد الرحمن موسى، مستشار فضيلة الإمام الأكبر لشئون الوافدين، أحمد زكريا، مدير إدارة الوافدين بالرابطة، د. خالد عمران، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، د. أسعد عطا، نائب رئيس قطاع المعاهد لشئون الوافدين، الطالب أدم يونس، رئيس برلمان الطلاب الوافدين، فضلاً عن عدد 120 طالب وطالبة من جنسيات مختلفة.
وعلى هامش الندوة أعدت الرابطة حفل إفطار جماعى للطلاب الوافدين عقب انتهاء الندوة لعدد 120 طالب وطالبة، بمطعم مركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية.
موضوعات متعلقة..
وكيل الأزهر يعلن اعتماد نتيجة الشهادة الثانوية للوافدين بنسبة نجاح 43.3%