منع فيلم لبنانى من العرض بحجة تهديد السلم الأهلى

الأربعاء، 15 سبتمبر 2010 03:39 م
منع فيلم لبنانى من العرض بحجة تهديد السلم الأهلى منع الفيلم البنانى بزعم تهديد السلم الأهلى
إعداد ميريت إبراهيم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية BBC أن قرار منع أحد الأفلام أثار جدلا حول السبب وراء المنع، حيث تم منعه لأنه يدور حول الحرب الأهلية بحجة تهديده للسلم الأهلى.

ويقول مخرج فيلم "شو صار" دوجول عيد إن الفيلم عبارة عن سرد لسيرته الذاتية، وكيف قتلت والدته ووالده وشقيقته أمام عينيه فى مجزرة ارتكبت خلال الحرب الأهلية، موضحا أنه يقدم الأمر من وجهة نظر تهم كل لبناني، لأن كل مواطن عانى من تلك الحرب وعاش المجازر التى حصلت خلالها.

ونفى عيد أن يكون عمله يحمل أى تحريض وأن هدفه هو قول الحقيقة ليس أكثر، حيث يرى عيد أن الحقيقة مؤلمة، ولكنه يرى أن مراجعة الحرب تتطلب كلاما صريحا ومؤلما.

كان عيد قد أرسل فيلمه إلى دائرة مراقبة الأفلام فى أغسطس الماضى بغية عرضه فى مهرجان سينمائى شهدته العاصمة لكنه لم يسمع جوابا وطلب منه الانتظار، ومع اقتراب المهرجان الثانى الذى ستشهده العاصمة "أيام بيروت السينمائية" ابلغ عيد قرار منع عرض الفيلم.

البلاغ كان شفهيا ومضمونه أن الفيلم يسمى أشخاصا وأحزابا وأنه قد يعتبر تحريضيا، ولكن لم يقتنع عيد بذلك التبرير، إذ يقول إنه يشاهد يوميا على شاشات التلفزيون اللبنانية سياسيين يتحدثون بنبرة عالية قد تجر البلاد إلى فتنة فهل تقف الفتنة على عمل فنى؟ وتساءل عن أسباب عدم منع السياسين من التحريض.

أما العمل الفنى بنظر عيد، فيهدف إلى دفع الجيل القادم كى لا يقع فى أخطاء وقع فيها السياسيون وغيرهم فى لبنان.

لقد غادر عيد بلدته بعد مقتل أفراد عائلته قبل ثلاثين عاما ولم يعد إليها إلا عند تصوير الفيلم، وبينما كان يصور فى قريته ويقابل أناسا عاشوا تلك المجزرة رأى الشخص الذى يعتقد أنه قتل عائلته، تذكره من مشيته وتأكد من وجهه، وفى الفيلم يواجه عيد هذا الشخص الذى بقى صامتا ومن دون تعليق وقد بادره بالقول "هل تذكرنى؟" ثم أفرغ ما فى صدره من ألم كما قال، وقد يكون هذا المشهد أحد الأسباب التى دفعت لمنع عرض الفيلم.

قرار المنع هذا أثار اعتراض الأوساط الثقافية كما هى الحال فى كل مرة يمنع فيها عمل فني.
ويقول بيار أبى صعب رئيس تحرير الصفحة الثقافية فى جريدة الأخبار الللبنانية إن "مراجعة الحرب الأهلية لم تتم يوما وهذا خطأ لأنه لا ينهى الحرب". فقد جرى القفز فوق تلك المرحلة من دون معالجة لآثارها وأسبابها، ومن دون معرفة ما الذى حصل كما يقول أبى صعب.

فهو يقول "فإذا لم نقم بتقييم ومراجعة حساباتنا مع الماضى فإننا نكون بذلك قد تجنبنا دفن تلك الحرب".

لا يعتبر منع فيلم دوجيل عيد الإجراء الوحيد من نوعه، فقد سبق أن تدخلت الكنيسة لوقف عرض مسلسل عن السيد المسيح اعتبرت أنه إساءة له، وقبلها تدخل المجلس المذهبى للطائفة الدرزية لوقف عرض فيلم طيارة من ورق على الشاشة الصغيرة لأنه يتحدث عن تفاصيل تعتبر مسيئة للطائفة، ومنذ سنوات منعت أغنية مارسيل خليفة أنا يوسف يا أبى لأنها تلحين لآية قرآنية.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة